عليه الصلاة والسلام أيضاً في صخرة، وعلى تلك الصخرة قبة من خشب فزرناها وتبركنا بها وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى، وذكروا لنا أن السلطان سليما من بني عثمان عليه الرحمة والرضوان لما دخل مصر المحروسة زار القدم المذكورة قدم النبي صلى الله عليه وسلم وتبرك بها1. ثم بعد رجوعه إلى بلاد الروم، أرسل جماعة من الناس إلى مصر، وأخذ القدم النبوية المحمدية فحملت الصخرة إليه لأجل التبرك وحصول الخير بها في البلاد الرومية، فلما وصل ذلك إلى بلاد الروم سلطان بني عثمان، رأى في منامه السلطان قايتباي، وأمره أن يرد القدم إلى مكانها، وقال له: أنا أخذتها بإذن النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، فلما أفاق من منامه أرسلها إلى مكانها وأرسل معها أربعة أعلام مكتوبة بالذهب، وهي إلى الآن موجودة في ذلك المكان. ا.هـ. قلنا: الذي نسبه إلى السلطان سليم لم يقله أحد من المؤرخين، وإنما نقله كما ذكروه له، وهو من أوهام السدنة وخلطهم في المسائل التاريخية، والمعروف أن الذي نقل هذا الحجر إلى القسطنطينية هو السلطان أحمد بن محمد المعروف عند العثمانيين بأحمد الأول المتولي سنة ١٠١٢ والمتوفى سنة ١٠٢٦، وهو الذي جعل عليه القبة الفضة على ما ذكره العلامة أحمد المقري في فتح المتعال في مدح النعال، فقد سرد في خاتمة هذا الكتاب مسائل تعرض في إحداها لهذا الحجر، وأورد أبياتاً سقيمة كثيرة الضرورات رآها مكتوبة على الفضة التي جعلها
- ↑ لا يعرف أنه زار القدم أو دخل هذا المسجد وغاية ما ذكره ابن إياس عنه أنه لما خرج من القاهرة يوم الخميس ٢٣ شعبان سنة ٩٢٣ عائداً إلى بلاده سار بين الترب إلى بركة الحاج فلما مر بتربة الأشراف قايتباي وقف هناك وقرأ الفاتحة وأهداها إليه.