صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/52

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٢ -

كمال الصفاء، وغاية الشوق والوفاء». ثم أنشد فيه لنفسه:

طه الرّسول به الفؤاد مولّع
أكرم بممشاه المؤثر في الحجرْ
إنْ فات عيني أن تراه فإنها
قنعت هناك بما تراهُ من الأثرْ

وأنشد فيه أيضاً قوله:

قدم النبيّ بمصر جئنا نحوه
متبرّكين بنوره الفياض
تعلو عليه من الجلالة قبة
أنوارها كالبرق في الإيماض
وعليه أسرار المهابة والبها
يهدي القلوب لذكر عهد ماض
حصلت به كل السعادة والمنى
للزَّائرين وسائر الأغراض
أثرٌ شريفٌ قد بدا في صخرة
من مَسها يُشفي منَ الأمراض

انتهى. وبقي هذا المسجد معروفاً بمسجد الآثار بعد نقل الآثار النبوية منه إلى قبة الغوري في أوائل القرن العاشر، ثم عرف بجامع أثر النبي، وهي تسمية لم نرها في التاريخ قبل القرن الحادي عشر، والغالب أنه سمّي بذلك بعد وضع هذا الحجر فيه، وقد أطلق هذا الاسم أيضاً على القرية الملاصقة له، ثم على الشارع الموصل إليه من مصر القديمة الذي أحدث في هذا العصر ممتدّاً عَلَى شاطئ النيل.

الثاني: حجر قايتباي: وهو حجر أسود به أثر قدمين موضوع بجوار قبر السلطان الملك الأشرف أبي النصر قايتباي المحمودي المتوفى في ١٧ ذي القعدة سنة ٩٠١هـ، وكان أعد هذا القبر لنفسه في حجرة واسعة ذات قبة شاهقة ملاصقة لمسجده الذي بناه بالصحراء المعروفة الآن بقرافة