صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٤ -

إلى قصر عابدين، وأمر أن تحفظ في شقق من الديباج الأخضر مطرزّة بسلوك الفضة المذهبة، قيل: إن زوجته الأميرة المعظمة أمينة بنت الأمير إلهامي باشا ابن والي مصر عباس باشا الكبير، تولت تطريزها بيدها تعظيماً وإجلالاً لتلك الآثار، ثم احتفل بنقلها من القصر إلى المسجد يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الثانية من السنة المذكورة في موكب فخم لم تشهد مصر مثله، مشى فيه نحو ثلاثين ألف نسمة على أقدامهم، واحتشد لرؤيته على جانبي الطريق نحو مائتي ألف وكان الخديو دعا في ذلك اليوم العلماء والأعيان إلى القصر للمسير في الموكب، وأمر أن يسير فيه جميع مستخدمي الدواوين، وكانت الآثار الشريفة ملفوفة في خمس شقق من الديباج مرفوعة عَلَى أسرّة في بهو الاستقبال الكبير وحولها مجامر البخور، فلما تم توافد المدعوين استدعى الخديو إلى مجلسه قاضي مصر والشيخ الأكبر محمداً الأنبابي شيخ الأزهر والشيخ محمداً البنَّاء المفتي ومن كبار العلماء الشيخ محمداً المهدي العباسي، وكان وقتئذ معزولاً عن الأزهر والإفتاء، ومن أبناء البيوت القديمة السيد عبد الباقي البكري نقيب الأشراف وشيخ الصوفية، والسيد عبد الخالق السادات سليل بني وفا، ثم حمل الخديو على يديه إحدى هذه الودائع الكريمة، وأشار إلى أخيه الأمير حسين كامل باشا، والغازي أحمد مختار باشا المندوب السلطاني العالي، ومحمد ثابت باشا رئيس الديوان الخديوي، ومحمد رءوف باشا ناظر الأوقاف، بحمل الأربع الباقية، فحملوها وخرجوا جميعاً إلى سلم القصر المشرف عَلَى ميدان عابدين، فتقدم السيد عبد الباقي البكري وتسلم