صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٣ -

ووضعه في فسقية المقياس وغسلوه في الماء الذي بها، وكثر هناك الضجيج والبكاء والتضرع إلى الله تعالى بالزيادة».

وذكر الجبرتي في حوادث ربيع الأول من سنة ١٢٠٣ ما نصه: «وفي عاشره أخبر بعض الناس قاضي العسكر أن بمدفن السلطان الغوري بداخل خزانة في القبة آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قطعة من قميصه وقطعة عصا وميل، فأحضر مباشر الوقف وطلب منه إحضار تلك الآثار وعمل لها صندوقاً ووضعها في داخل بقجة وضمَّخَها بالطيب ووضعها عَلَى كرسي ورفعها عَلَى رأس بعض الأتباع وركب القاضي والنائب وصحبته بعض المتعميين مشاة بين يديه يجهرون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى وصلوا بها إلى المدفن ووضعوها في داخل الصندوق ورفعوها في مكانها بالخزانة».

ثم رئي نقلها من هذه القبة فنقلت منها سنة ١٢٧٥هـ، ذكر عصريّنا الفاضل السيد محمود الببلاوي شيخ المسجد الحسيني والمتولي الآن شيخاً على المسجد الزينبي في (التاريخ الحسيني) أنه سمع من شيوخ ثقات كبراء أنها نقلت من القبة إلى المسجد الزينبي، ثم نقلت بموكب حافل إلى خزانة الأمتعة بالقلعة، ثم نقلت منها سنة ١٣٠٤هـ إلى ديوان الأوقاف، وفي سنة ١٣٠٥هـ نقلت إلى قصر عابدين مقرّ الخديو، ومنه نقلت في السنة المذكورة إلى المسجد الحسيني.

ولما عزم الخديو محمد توفيق باشا عَلَى نقلها تلك السنة أمر أن تتخذ لها خزانة بالحافظ الشرقي في المسجد الحسيني، ثم استجلبها من ديوان الأوقاف