صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/30

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٠ -

الصاحب فخر الدين في لحده قام الإمام محمد بن سعيد البوصيري ناظم البردة وأنشد في الجمع المحتشد بمقبرة بني حِنَّا:

نم هنيئاً محمد بن علي
بجميل قدمت بين يديكا
لم تزل عوننا على الدهر حتى
غلبتنا يد المنون عليكما
أنت أحسنت في الحياة إلينا
أحسن الله في الممات إليكا

فبكى الناس. وكان لها محل كبير ممن حضر.

(وأما جده) فهو الوزير الصاحب بهاء الدين علي بن محمد ولد بمصر سنة ٦٠٣ وتقلبت به الأحوال في كتابة الدواوين إلى أن ولي المناصب الجليلة واشتهرت كفايته فاستوزره السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري سنة ٦٥٩ وفوض إليه تدبير المملكة فقام بأعبائها وتصرف في أمورها بحزم وعزم وعفة عن الأموال، حتى إنه لم يكن يقبل من أحد هدية إلا أن تكون هدية فقير أو شيخ معتقد يتبرك بما يصل من أثره، وكان يستعين على ما التزم به من المبرات بالمتاجر، ولما مات الظاهر بيبرس أقره ولده الملك السعيد بركة على ما كان عليه مدة والده، وكانت وفاته سنة ٦٧٧ قال المقريزي: وزرئ بفقد ولديه الصاحب فخر الدين والصاحب زين الدين فعوضه الله عنهما بأولادهما، فما منهم إلا نجيب رئيس فاضل مذكور.

عود إلى الرباط والآثار: تقدم في عبارة المقريزي تسميته برباط الآثار وهو اسمه المشهور الذي رأيناه مذكوراً به في كل ما وقفنا عليه من كتب التاريخ، وسماه ابن دقاق في كتابه الانتصار لواسطة عقد