صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٩ -

الظاهر وهو ابن الناصر المذكور فرآه بثياب بيض والبردة النبوية على كتفه، وكانت خلافته سنة ٦٢٢ في أواخر أيام دولتهم ببغداد، ولم يكن بعده غير خليفتين المستنصر والمستعصم، ثم كانت كائنة التتار وانتقلت الخلافة العباسية الصورية إلى مصر، وقد صرح القرماني في موضعين من تاريخه أخبار الدول بمصير البردة والقضيب، فذكر أن هلاكو1 لما طرق بجيوشه بغداد سنة ٦٥٦ أشار وزير الخلافة مؤيد الدين العلقمي على الخليفة المستعصم بالخروج إليه ومصالحته، فخرج إليه في جمع من العلماء والأعيان، والبردة النبوية على كتفيه والقضيب بيده، فأخذها منه هلاكو وجعلهما في طبق من نحاس وأحرقهما وذر رمادها في دجلة، وقال: ما أحرقتهما استهانة بهما وإنما أحرقتهما تطهيراً لها. اهـ، ثم أمر بقتل جميع من خرج إليه فقتلوا، ووضع الخليفة وولده في جُوالقين وضربا بالأرازب ومداق الجص حتى ماتا. وفى هذه الكائنة التي لم ينكب الإسلام بمثلها يقول ابن خلدون: ونزل هلاكو بغداد وخرج إليه الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي فاستأمن لنفسه ورجع بالأمان إلى المستعصم وأنه يبقيه على خلافته كما فعل بملك بلاد الروم، فخرج المستعصم


  1. هلاكو بضم الهاء وتخفيف اللام وضم الكاف وقد يقال هولاكو بواو بعد الهاء: أول الملوك الإيلخانية بفارس. وهو ابن تولي خان ابن طاغية المغول الأكبر جنكيز خان أرسله أخوه منكوقاآن ملك المغول إلى فارس ففتحها وتولى أمرها ثم استولى على العراق وكان منه ما كان إلى أن هلك بالمراغة سنة ٦٦٣ كما في التواريخ التركية وتاريخ ابن الفرات. والذي في المنهل الصافي سنة ٦٦٤. وقال ابن خلدون سنة ٦٦٢.