صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۱٦ -

للعباسيين. وإما أن تكون البردة الكعبية التي اشتراها معاوية رضي الله عنه، ثم حفظت عند بني أمية حتى ورثها منهم العباسيون. وأكثر المؤرخين على هذا الرأي. وقد فصل المسعودي في مروج الذهب خبر مصير البردة والقضيب إلى بني العباس بما لم نره لغيره من المؤرخين، فذكر ما كان من فرار مروان بن محمد من العباسيين إلى مصر، وأنهم لحقوه بها، وقد نزل بوصير فهجموا عليه وقتلوه، ثم رأوا خادماً له شاهراً سيفه يحاول الدخول إلى بناته، فأخذوه وسألوه عن أمره، فقال: أمرني مروان إذا هو قتل أن أضرب رقاب بناته ونسائه، فلا تقتلوني فإنكم والله إن قتلتموني ليفقدن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا له: انظر ما تقول، قال: إن كذبت فاقتلوني، هلموا فاتبعوني. ففعلوا فأخرجهم من القرية إلى موضع رمل فقال: اكشفوا هنا فكشفوا فإذا البرد والقضيب ومِخْصرة1 قد دفنها مروان لئلا تصل إلى بني هاشم، فوجه بها عامر بن إسمعيل إلى عبد الله بن علي، فوجه بها عبد الله إلى أبي العباس السفاح، فتداولت ذلك خلفاء بني العباس.

مصير البردة والقضيب

ذكر ابن الزيات في الكواكب السيارة في ترتيب الزيارة بالقرافتين الكبرى والصغرى قبراً اشتهر بأنه قبر صاحب البردة، واستطرد في الكلام عليه لذكر البردة النبوية فقال: «قال ابن عثمان هو صاحب


  1. في النسختين الباريسية والبولاقية من مروج الذهب (ومخصر) بغير تاء.