صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٥ -

السفاح رحمه الله تعالى. وقد توارث بنو العباس هذه البردة خلفاً وهو قول الذهبي أيضاً على ما في تاريخ الخلفاء للسيوطي ونص عبارته: «وأما الذهبي فقال في تاريخه: أما البردة التي عند الخلفاء آل عباس فقد قال يونس بن بكير عن ابن إسحق في قصة غزوة تبوك: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أهل أيلة بردة مع كتابه الذي كتب لهم أماناً لهم، فاشتراها أبو العباس السفاح بثلثمائة دينار». قال السيوطي: فكأن التي اشتراها معاوية فقدت عند زوال دولة بني أمية. وقال القرماني: وقيل كُفن فيها معاوية، وذكر ياقوت هذه البردة في معجم البلدان ولم يتعرض لخبر انتقالها إلى الخلفاء فقال في كلامه على أيلة : «ويقال إن بها برد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان وهبه ليُحنَّة بن رؤية1 لما سار إليه إلى تبوك». وكذلك فعل المقريزي في خططه والجزيري في درر الفرائد المنظمة في ذكرها أيلة فإنهما لم يتعرضا لخبر انتقال هذه البردة إلى الخلفاء. وخلاصة ما ذكراه أن من بها من اليهود يزعمون أن عندهم برد النبي صلى الله عليه وسلم الذي وجه به إليهم أماناً لهم، وأنهم يظهرونه رداء عدنياً ملفوفاً في الثياب، وقد أبرز منه مقدار شبر لئلا تدنسه الأيدي.

والخلاصة: أن البردة العباسية إما أن تكون بردة أيلة بقيت عند أهلها إلى أن اشتراها السفاح بثلثمائة دينار، أو إلى أن انتزعها منهم عامل مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين وحملها إليه، ثم صارت من بعده


  1. يحنة بضم الياء وفتح الحاء المهملة ثم نون مشددة مفتوحة ثم تاء وهو صاحب أيلة، ورؤبة بالباء الموحدة.