والزين العراقيّ وغيرهما ولم يعرّج عَلَى مثال هذه النعل التي بيد الشرفاء المذكورين مع أنه معاصر لها بالزمان والمكان وليست مما يخفى عليه، ومنتهى الأمثلة التي ذكر سبعة ومثال ما عند الشرفاء المذكورين أصغر منها كلها، ونحوه قول بعض المتأخرين من الشرفاء القادريين أيضاً في تأليف له في مناقب مولاي عبد الله الشريف الوزاني لم يصحَّ استمرار طول مكث نعليه صلى الله عليه وسلَّم إلى الآن بعد المائتين وألف لأنَّ الدنيا جميع ما فيها يفنى إلاّ أشياء استثنوها من ذلك، وقد سألت عن ذلك أهل حرفة الدباغة فقالوا لي: إن كانتا من الجلد النيء غير المدبوغ فإنه يسوس، وإن كانتا من الجلد السبتي المدبوغ الذي ليس فيه شعر فإنه يكرف وييبس ويتمزَّق، وإن كانتا من الجلد الإفرنجي العنان فإنّه يكرفُ ويتمزَّق أيضاً ولا أثر لبقاء وجودهما إلى الآن ومن ادعى شيئاً من ذلك فلا يصدقه العرف في دعواه.
قلت: وفي هذا الذي ذكراه نظر.
أمَّا أوَّلاً فقد تقدم أنّه شهد لهم بأنّها نعل المصطفى صلَّى الله عليه وسلّم أئّمة علماء، ويبعد كل البعد أن يشهدوا على غير يقين أو ظنَّ قريب من اليقين.
وأما ثانياً فإنّ ما استدلا به على فنائهما لا ينهض، فإنّ الله تعالى حرَّم عَلَى الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، ولا يبعد أن ينسحب ذلك أيضاً على بعض ما حلّ بأجسادهم الكريمة من النعال وشبهها معجزة لهم، وقد وقع لمولانا إدريس الأكبر دفين زرهون أنّه ظهر جسده الشريف