صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١١٥ -
ولله ذاك اليوم عيداً ومعلماً
بتاريخه أرّخت مولد أسعد
عليه صلاة نشرها طيّب كما
يحب ويرضي ربنا محمد

وأنشد للإمام أبي عبد الله محمد بن جابر الوادي آشى قوله لما رآها بالأشرفية وقبلها:

دار الحديث الأشرفية لي الشفا
فبها1 رأت عيناي نعل المصطفى
ولثمتها حتى قنعت وقلت يا
نفسي أنعمي أكفاك قالت لي كفى
لله أوقات وصلت بها المنى
من بعد طيبة ما أجل وأشرفا
لك يا دمشق على البلاد فضيلة
أيامك الأعياد لازمها الصفا
ولكم يجيرون جررت ولم أخف
ذيلاً وبرح هواي فيها ما اختفى

وأنشد فيها أيضاً أبياتاً دالية للإمام أبي بكر بن محرز تركنا ذكرها لتحريف وقع بها لم نهتد لصحته.

ومن الحوادث المتعلقة بهذه النعل الشريفة ما وقع بدمشق من نائب الشام سيف كراي زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون، وذلك أنه قرر على أهل دمشق ما عجزوا عن أدائه فأغلقوا البلد؛ لأنه أدخل في هذه المظلمة أهل الأسواق وحواضر البلد وأملاكها وحاراتها وأمر بكتابتها ليوظف عليها فضج الناس وشكوا إلى القضاة والخطباء والأئمة فتواعد الجميع على الطلوع إلى النائب المذكور، فلما كان يوم الإثنين ثالث عشر جمادى الأولى (أو الأخرى) من عام أحد عشر وسبعمائة أخذ الخطيب جلال الدين القزويني صاحب تلخيص المفتاح والإيضاح المصحف الكريم العثماني


  1. في نسخة (فيها) بمثناة تحتية.