صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١١٤ -

حتى إن الذي يلثمها يتمرغ فمه في طيبها، وقد وكل بها قيم له عليها مرة بلغنا أنه أربعون درهماً ناصرية، وأمر بفتحها يوم الإثنين ويوم الخميس للناس للتبرك بلثمها. اهـ.

ثم ذكر المقري أيضاً أن هذه النعل الشريفة كانت عند أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم فتوارثها ورثتُها من بعدها إلى أن وصلت إلى بني أبي الحديد1 وما زال يتوارثونها إلى آخرهم موتاً، وأنه ترك ثلاثين ألف درهم وترك تلك النعل وولدين له فتراضيا عَلَى أن يأخذ أحدهما المال ويأخذ الآخر النعل الشريف فصار يذهب بها إلى أرض العجم ويفد عَلَى الملوك فيتبركون بها حتى رجع إلى خلاط فطلب منه الملك الأشرف ابن العادل أن يقطع له منها قطعة يتبرك بها، ثم رجع عن ذلك إلى أن آلت إليه وجعلها في دار الحديث التي ابتناها بدمشق ومما أنشده للحافظ ابن رشيد الفهري في هذه النعل أنه زارها بالأشرفية:

هنيئاً لعيني إن رأت نعل أحمد
فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصد
وقبلتها أشفي الغليل فزادني
فيا عجباً زاد الظما عند مورد
فلله ذاك اللثم لهو ألذّ من
لمَا شَفَةٍ لَمْيَا وخدّ مورّد

  1. أول من وصلت إليه منهم جدهم الأعلى سليمان السلمي المعروف بأبي الحديد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في ترجمته في الإصابة للحافظ ابن حجر أن بنيه ورثوها عنه إلى أن وصلت إلى آخرهم أحمد بن عثمان المتوفى سنة ٦٢٥ ثم صارت للملك الأشرف فجعلها في الأشرفية بدمشق. قال وقد ذكرها الذهبي وغيره ويعبرون عنهم بالأثر الشريف.