صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١١٣ -

ونقل المقري أيضاً كلاماً مفصلاً مفيداً في هذه النعل عن رحلة الحافظ الرحال أبي عبد الله محمد بن رُشَيد1 الفهريّ المغربيّ السبتيّ المالكيّ المسماة: «مَلء العيبة مما جمع بطول الغَيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة» يتلخص في أنه قصد زيارة هذه النعل بالمدرسة الأشرفية المذكورة للتبرك بها والاستشفاء من مرض أصابه فوجد بركتها، ورأى بالمدرسة بيتين بُنيا في قبلتها أحدهما عن يمين المحراب به نسخ من المصاحف، والآخر عن يساره فيه النعل الكريمة، وهي فردة واحدة، وقد جعل لهذا البيت باب مصفح بالنحاس الأصفر كأنه صفائح ذهب، وعُلق عليه كِلَل حرير ثلاث خضراء وحمراء وصفراء، ووضعت النعل الكريمة على كرسي من آبنوس، ثم وضع على النعل لوح من آبنوس، ونقر في وسط اللوح بمقدار ما ظهرت النعل منخفضة عن اللوح بمقدار النقر، ولا شك أنه بقي منها تحت أطراف اللوح مقدار ما ثبت به تحت اللوح وما أخذته المسامير التي طوقت به فإن الدائر المحيط بها كله مكوكب بمسامير فضة ويُملأ ذلك الظاهر منها الذي هو منقور عليه بأنواع الطيب


  1. هو محمد بن عمر بن محمد المعروف بابن رشيد مصغر رشد كما في شرح العلامة الزرقاني على المواهب اللدنية للقسطلاني وله ترجمة في الدرر الكامنة وبغية الوعاة وشذرات الذهب وكانت ولادته سنة ٦٥٧ ووفاته بفاس سنة ٧٢١. والذي في شرح الزرقاني على المواهب ٧٣١ ورحلته المذكورة في ست مجلدات.
(٨)