صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٠٨ -

النبي صلى الله عليه وسلم، وأَنها عند بني أيوب يحفظونها كما يحفظ بنو العباس البردة الشريفة، فقبلها الخليفة وجعلها في خزانته مع البردة والقضيب1، فأنشد أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد ارتجالاً:

لو كنت في زمن النبي محمد
من آله أَو كنت من أصحابه
ما رام قلبي غير لثم ركابه
شرفاً وقد بلغت لثم ركابه»

انتهى. وصلاح الدين المذكور هو الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب الكبير، كان ملكاً لحلب، ثم استولى على دمشق وأَضافها إلى مملكته سنة ٦٤٨، وجعلها مقرّ ملكه، وكان سمحاً جواداً حسن الأخلاق، غير أَنه لما بلغته كائنة هلاكو ببغداد وقتله للخليفة هرب من دمشق، وكان اجتمع له فيها عساكر كثيرة تناهز المائة أَلف فترك الجميع وهرب، ثم أحسن الظن بالمغول واتصل بهم فاستصحبوه معهم ثم غدروا به وقتلوه شر قِتلة سنة ٦٥٨. انتهى ملخصاً من تحفة الأحباب فيمن حكم دمشق من الخلفاء والملوك والنواب للصفدي، ومن عيون التواريخ لابن شاكر.


  1. هذا من الأدلة المثبتة لبقاء القضيب والبردة عند العباسيين إلى زمن آخر خليفة منهم ببغداد.