صفحة:الآثار النبوية (الطبعة الأولى).pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
الركاب النبوي

لم نقف إلا على خبر ركابين قيل: إنهما نبويان؛ أحدهما كان عند علاء الدين الخلاطي. والثاني كان عند الملك الناصر صلاح الدّين الأيوبي من ذرّية صلاح الدّين الكبير. أما الأول فمذكور في ترجمة الخلاطي بالدرر الكامنة للحافظ ابن حجر العسقلاني، ونصها: «علي بن محمد بن الحسن الخلاطي الحنفي علاء الدين الملقب بالقادوسي1 لطول تكوير عمامته، ويعرف أيضًا بمزلقان، وكان يقال له الركابي لأنه كان يزعم أن عنده ركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يزعم أيضاً أن عنده من شعره، وتفقه واشتغل وتقدم ودرس بالظاهرية وولي إمامتها، وهو أول مَن أمَّ بها ودرس بالديلمية، وكتب على الهداية شرحاً، وناب في الحكم عن معز الدين نعمان بالحسينية، ومات في النصف من جمادى الأولى سنة ٧٠٨».

وأما الثاني فرأيته مذكوراً في جزء عندي قديم الخط من تاريخ لبغداد لم أعرف اسمه ولا اسم مؤلفه، جاء فيه في حوادث سنة ٦٥٣ ما نصه: «وفيها أرسل صلاح الدين بن أيوب صاحب دمشق وحلب إلى الخليفة المستعصم رسولاً معه فردة ركاب كبيرة من حديد قد ذكر أَنها ركاب


  1. لقب بذلك لأن عمامته كانت تشبه القادوس، وهو إناء من الفخار مستطيل أصغر من الجرة معروف بمصر يُخرج به الماء في الدواليب لسقي الأراضي.