صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/185

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفتحت صندوقا وأخرجت منه علبة وأخرجت من العلبة حقا من الذهب وفتحته وأخرجت منه تلك الخرزات الثلاث ثم قبلتها وناولتها للملك وانصرفت فاخذت قلبه معها وبعد انصرافها أرسل الى ولده شركان فحضر فاعطاه خرزة من الثلاث خرزات فسأله عن الاثنتين الاخريين فقال يا ولدی قد أعطيت منهما واحد لاخيك ضوء المكان والثانية لاختك نزهة الزمان فلما سمع شركان ان له اخا يسمي ضوء المكان وما كان يعرف الا أخته نزهة الزمان التفت الى والده الملك النعمان وقال له يا والدی ألك ولد غيری قال نعم وعمره الآن ست سنين ثم أعلمه أن اسمه ضوء المكان وأخته نزهة الزمان وانهما ولدا فی بطن واحد فصعب عليه ذلك ولكنه كتم سره وقال لوالده على بركة الله تعالى ثم رمى الخرزة من يده ونفض أثوابه فقال له الملك مالی أراك قد تغيرت لما سمعت هذا الخبر مع أنك صاحب المملكة من بعدی وقد عاهدت امرأء الدولة على ذلك وهذه خرزة لك من الثلاث خرزات فاطرق شركان برأسه الى الارض واستحى أن يكافح والده ثم قام هو لا يعلم كيف يصنع من شدة الغيظ وما زال ماشيا حتى دخل قصر الملكة ابريزة فلما أقبل عليها نهضت اليه قائمة وشكرته على فعاله ودعت له ولوالده وجلست وأجلسته فی جانبها فلما استقر به الجلوس رأت فی وجهه الغيظ فسألته عن حاله وما سبب غيظه فاخبرها أن والده الملك عمر النعمان رزق من صفية ولدين ذكرا وأنثى وسمى الولد ضوء المكان والانثى نزهة الزمان وقال لها انه أعطاهما خرزتين وأعطانی واحدة فتركتها وأنا الى الآن لم أعلم بذلك الا فی هذا الوقت فخنقنی الغيظ وقد أخبرتك بسبب غيظی ولم أخف عنك شيئا وأخشى عليك أن يتزوجك فانی رأيت منه علامة الطمع فی أنه يتزوج بك فما تقولين أنت فی ذلك فقالت اعلم يا شركان ان أباك ما له حكم علی ولا يقدر أن ياخذنی بغير رضای وان كان ياخذنی غصبا قتلت روحی واما الثلاث خرزات فما كان على بالی انه ينعم علی احد من أولاده بشیء منها وما ظننت الا انه يجعلها في خزائنه مع ذخائره ولكن اشتهی من احسانك أن تهب لی الخرزة التی اعطاها لك والدك ان قبلتها منه فقال سمعا وطاعة ثم قالت له لا تخف وتحدثت معه ساعة وقالت له انی اخاف ان يسمع ابی انی عندكم فيسعى فی طلبی ويتفق هو والملك افريدون من اجل ابنته صفية فيأتيان اليكم بعساكر وتكون ضجة عظيمة فلما سمع شركان ذلك قال لها يا مولاتی اذا كنت راضية بالاقامة عندنا لا تفكری فيهم فلو اجتمع علينا كل من فی البر والبحر لغلبناهم فقالت ما يكون الا الخير وها انتم ان احسنتم الی قعدت عندكم وان أسأتمونی رحلت من عندكم ثم انها امرت الجواری باحضار شیء من الاكل فقدمن المائدة فاكل شركان شيئا يسيرا ومضى الى داره مهموما مغموما هذا ما كان من امر شركان(وأما)ما كان من امر ابيه عمر النعمان فانه بعد انصراف ولده شركان من عنده قام ودخل على جاريته صفية ومعه تلك الخرزات فلما رأته نهضت قائمة على قدميها الى ان جلس فاقبل عليه ولداه ضوء المكان ونزهة الزمان فلما رآهما قبلهما وعلق على كل واحد منهما خرزة ففرحا