صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/184

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العشرين أسير الذين كن أسرتهن من قوم شركان فامتثلت الجواری أمرها ثم قبلن الأرض بين يديها فقال لهن مثلكن من يكون عند الملوك مدخرا للشدائد ثم انه اشار الى أصحابه أن يسلموا عليها فترجلوا جميعا وقبلوا الأرض بين يدی الملكة ابريزة ثم ركب المائتا فارس وساروا فی الليل والنهار مدة ستة أيام وبعد ذلك اقبلوا على الديار فأمر شركان الملكة أبريزة وجواريها ان ينزعن ما عليهن من لباس الافرنج وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 67) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن شركان أمر الملكة أبريزة وجواريها أن ينزعن ما عليهن من الثياب وأن يلبسن لباس بنات الروم ففعلن ذلك ثم إنه أرسل جماعة من أصحابه إلى بغداد ليعلم والده عمر النعمان بقدومه ويخبره أن الملكة أبريزة بنت ملك الروم جاءت صحبته لاجل أن يرسل مركبا لملاقاتهم ثم انهم نزلوا من وقتهم وساعتهم فی المكان الذی وصلوا اليه وباتوا فيه إلى الصباح فلما أصبح ركب شركان هو ومن معه وركبت أيضا الملكة أبريزة هی ومن معها واستقبلوا المدينة واذا بالوزير دندان قد أقبل فی الف فارس من أجل ملاقاة الملكة ابريزة هی وشركان وكان خروجه باشارة الملك عمر النعمان كما أرسل اليه ولده شركان فلما قربوا منهما توجهوا اليهما وقبلوا الارض بين أيديهما ثم ركبا وركبوا معهما وصاروا فی خدمتهما حتى وصلا إلى المدينة وطلعا قصر الملك ودخل شركان على والده فقام اليه واعتنقه وسأله عن الخبر فاخبره بما قالته الملكة ابريزة وما اتفق له معها وكيف فارقت مملكتها وفارقت أباها وقال له انها اختارت الرحيل معنا والقعود عندنا وان ملك القسطنطينية أراد أن يعمل لنا حيلة من أجل صفية بنته لان ملك الروم قد أخبره بحكايتها وبسبب اهدائها اليك وان ملك الروم ما كان يعرف انها ابنة الملك افریدون ملك القسطنطینیة ولوکان یعرف ذلك ما كان أهداها اليك بل كان يردها الى والدها ثم قال شركان لوالده وما يخلصنا من هذه الحيل والمكايد الا ابريزة بنت ملك القسطنطينية وما رأينا أشجع منها ثم انه شرع يحكی لابيه ما وقع له معها من أوله الى اخره من أمر المصارعة والمبارزة فلما سمع الملك عمر النعمان من ولده شركان ذلك الكلام عظمت ابريزة عنده وصار يتمنى أنه يراها ثم انه طلبها لاجل أن يسألها فعند ذلك ذهب شركان اليها وقال لها ان الملك يدعوك فاجابت بالسمع والطاعة فاخذها شركان وأتى بها الى والده وكان والده قاعدا على كرسيه وأخرج من كان عنده ولم يبق عنده غير الخدم فلما دخلت الملكة ابريزة على الملك عمر النعمان وقبلت الارض بين يديه وتكلمت باحسن الكلام فتعجب الملك من فصاحتها وشكرها على ما فعلت مع ولده شركان وأمرها بالجلوس فجلست وكشفت عن وجهها فلما رآها الملك خبل بينه وبين عقله ثم انه قربها اليه وأدناها منه وأفرد لها قصرا مختصا بها وبجواريها ورتب لها ولجواریها الرواتب ثم أخذ يسألها عن تلك الخرزات الثلاث التی تقدم ذكرها سابقا فقالت له ان تلك الخرزات معی يا ملك الزمان ثم انها قامت ومضت إلى محلها