صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/181

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أبريزة وقال الحمد لله الذی من علی بك وجعلك سببا لسلامتی ومن معي ولكن يعز علی فراقك ولاأعلم ما يجری عليك من بعدی فقالت له اذهب أنت الآن الى عسكرك وردهم وان كانت الرسل عندهم فاقبض عليهم حتى يظهر لكم الخبر وأنتم بالقرب من بلادكم وبعد ثلاثة أيام أنا ألحقكم وماتدخلون بغداد الا وانا معكم فندخل كلنا سواء فلما أراد الانصراف قالت له لا تنس العهد الذی بينی وبينك ثم انها نهضت قائمة معه لأجل التوديع والعناق واطفاء نار الاشواق وبكت بكاء يذيب الاحجار وأرسلت الدموع كالامطار فلما رأى منها ذلك البكاء والدموع اشتد به الوجد والولوع ونزع فی الوداع دمع العين وأنشد هذين البيتين

ودعتها ویدی الیمین لا دمعی
ویدی الیسار لضمة وعناق
قالت أما تخشی الفضیحة قلت لا
یوم الوداع فضیحة العشاق

ثم فارقها شركان ونزلا من الدير وقدموا له جواده فرکب وخرج متوجها الى الجسر فلما وصل اليه مر من فوقه ودخل بين تلك الاشجار فلما تخلص من الاشجار ومشى فی ذلك المرج واذا هو بثلاثة فوارس فأخذ لنفسه الحذر منهم وشهر سيفه وانحدر فلما قربوامنه ونظر بعضهم بعضا عرفوه وعرفهم ووجد أحدهم الوزير دندان ومعه أميران وعندما عرفوه ترجلوا له وسلموا عليه وسأله الوزير دندان عن سبب غيابه فأخبره بجميع ماجرى له من الملكة أبريزة من أوله الى آخره فحمد الله تعالى على ذلك ثم قال شركان ارحلوا بنا من هذه البلاد لأن الرسل الذين جاؤا معنا رحلوا من عندنا ليعلموا ملكهم بقدومنا فربما أسرعوا الينا وقبضوا علينا ثم نادى شركان فی عسكره بالرحيل فرحلوا كلهم ولم يزالوا سائرين مجدين فی السير حتى وصلوا الى سطح الوادی وكانت الرسل قد توجهوا الى ملكهم وأخبروه بقدوم شركان فجهز اليه عسكرا ليقبضوا عليه وعلى من معه هذا ما كان من أمر الرسل وملكهم(وأما)ما كان من أمر شركان فانه سافر بعسكره مدة خمسة وعشرين يوما حتى أشرفوا على أوائل بلادهم فلما وصلوا هناك أمنوا على أنفسهم ونزلوا لأخذ الراحة فخرج اليهم أهل تلك البلاد بالضيافات وعليق البهائم ثم أقاموا يومين ورحلوا طالبين ديارهم وتأخر شركان بعدهم فی مائة فارس وجعل الوزير دندان اميرا على من معه من الجيش فسار الوزير دندان بمن معه مسيرة يوم ثم بعد ذلك ركب شركان هو والمائة فارس الذين معه وساروا مقدار فرسخين حتى وصلوا الى محل مضيق بين جبلين واذا أمامهم غبرة وعجاج فمنعوا خيولهم من السير مقدار ساعة حتى انكشف الغبار وبان من تحته مائة فارس ليوث عوابس وفی الحديد والزرد غواطس فلما قربوا من شركان ومن معه صاحوا عليهم وقالوا وحق يوحنا ومريم اننا قد بلغنا ما أملناه ونحن خلفكم مجدون السير ليلا ونهارا حتى سبقناكم الى هذا المكان فانزلوا عن خيولكم واعطونا أسلحتكم وسلموا لنا أنفسكم حتى نجود عليكم بارواحكم فلما سمع شركان ذلك الكلام لاجت عيناه واحمرت وجنتاه وقال لهم يا كلاب النصارى كيف تجاسرتم علينا وجئتم بلادنا م- ۱۲ الف ليلة المجلد الاول