صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/178

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الملك من هو البطل منكم وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 66) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن الملكة ابريزة لما قالت للبطريق ذلك قال وحق المسيح لقد قلت الحق ولكن ما يخرج له وله أولا غيري فقالت الجارية اصبر حتى اذهب اليه وأعرفه بحقيقة الامر وأنظر ما عنده من الجواب فان أجاب الامر كذلك وان أبى فلا سبيل لكم اليه وأكون أنا ومن فی الدير وجواری فداءه ثم أقبلت على شركان واخبرته بما كان فتبسم وعلم انها لم تخبر احدا بأمره وانما شاع خبره حتى وصل الى الملك بغير ارادتها فرجع باللوم على نفسه وقال كيف رميت روحی فی بلاد الروم ثم انه لما سمع كلام الجارية قال لها ان بروزهم لی واحدا واحد جحاف بهم فهلا يبرزون لی عشرة بعد عشرة وبعد ذلك وثب علی قدمیه وسار الی أن أقبل علیهم وکان معه سیفه وآلة حربه فلمه رآه البطریق وثب الیه وحمل علیه فقابله شركان كأنه الاسد وضربه بالسيف على عاتقه فخرج السيف يلمع من أمعائه فلما نظرت الجارية ذلك عظم قدر شركان عندها وعرفت أنها لم تصرعه حين صرعته بقوتها بل بحسنها وجمالها ثم ان الجارية أقبلت على البطارقة وقالت لهم خذوا بثار صاحبكم فخرج له أخو المقتول وكان جبارا عنيدا فحمل على شركان فلم يمهله شركان دون أن ضربه بالسيف على عاتقه فخرج السيف يلمع من أمعائه فعند ذلك نادت الجارية وقالت يا عباد المسيح خذوا بثار صاحبكم فلم يزالوا يبرزوا اليه واحدا بعد واحد وشركان يلعب فيهم بسيفه حتى قتل منهم خمسين بطريقا والجارية تنظر الیهم وقد قذف الله الرعب فی قلوب من بقی منهم وقد تأخروا عن البراز ولم يجسروا على البراز اليه بل حملوا عليه حملة واحدة باجمعهم وحمل عليهم بقلب أقوى من الحجر إلى أن طحنهم طحن الدروس وسلب منهم العقول والنفوس فصاحت الجارية على جواريها وقالت لهن من بقی فی الدير فقلن لها لم يبق أحد الا البوابين ثم ان الملكة لاقته وأخذته بالاحضان وطلع شركان معها إلى القصر بعد فراغه من الحرب وكان قد بقی منهم قليل كامن له في زوايا الدير فلما نظرت الجارية إلى ذلك اللقليل قامت من عند شركان ثم رجعت اليه وعليها زردية ضيقة العيون وبيدها صارم مهند وقالت وحق المسيح لا أبخل بنفسی على ضيفی ولا أتخلى عنه ولم أبق بسبب ذلك معيرة فی بلاد الروم ثم انها تأملت البطارقة فوجدتهم قد قتل منهم ثمانون وانهزم منهم عشرون فلما نظرت الى ما صنع بالقوم قالت له بمثلك تفتخر الفرسان فلله درك يا شركان ثم انه قام بعد ذلك يمسح سيفه من دم القتلى وينشد هذه الابيات

وکم من افرقة فی الحرب جاءت
ترکت کماتهم طعم السباع
سلوا عنی ان شئتم نزالی
جمیع الخلق في یوم القراع
ترکت لیوثهم فی الحرب صرعی
علی الرمضاء فی تلك البقاع

فلما فرغ من شعره أقبلت عليه الجارية مبتسمة وقبلت يده وقلعت الدرع الذی كان عليها فقال لها يا سيدتی لای شیء لبست الدرع الزرد وشهرت حسامك قالت حرصا عليك من