صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/173

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تعتقدين من دينك أن تحدثينی بسبب ذلك حتى يظهر لی الصدق من الكذب ومن يكون عليه وبال ذلك فقالت له وحق دينی لولا انی خفت أن يشيع خبری انی من بنات الروم لكنت خاطرت بنفسی وبارزت العشرة آلاف فارس وقتلت مقدمهم الوزير دندان وظفرت بفارسهم شركان وما كان علی من ذلك عار ولكنی قرأت الكتب وتعلمت الادب من كلام العرب ولست أصف لك نفسي بالشجاعة مع انك رأيت منی العلامة والصناعة والقوة فی الصراع والبراعة ولو حضر شركان مكانك فی هذه الليلة وقيل له نط هذا النهر لاذعن واعترف بالعجز واني أسأل المسيح ان يرميه بين يدی فی هذا الدير حتى أخرج له فی صفة الرجال أو أأسره وأجعله فی الاغلال وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 64) قالت بلغنی ایها الملك السعیدان الصبیة النصرانیة لما قالت هذا الکلام لشرکان وهو یسمعه أخذته النخوة والحمیة وغیرة الا بطال وأراد أن یظهر لها نفسه ویبطش بها ولکن رده عنها فرط جمالها وبدیع حسنها فانشد هذا البیت

واذا الملیح أتی بذنب واحد
جاءت محاسنه بالف شفیع

ثم صعدت وهو فی أثرها فنظر شرکان الی ظهرالجاریة فرأی أردافها تتلاطم کالامواج فی البحر الرجراج فانشد هذه الابیات

في وجهها شافع یمحو إساعتها
من القلوب وجیه حیثما شفعا
اذا تأملتها نادیت من عجب
البدر فی لیلة الا کمال قد طلعا
لوان عفریت بلقیس یصارعها
مع فرط قوته فی ساعة صرعا

ولم يزالا سائرين حتي وصلا الى باب مقنطر وكانت قنطرته من رخام ففتحت الجارية الباب ودخلت ومعها شركان وسارا الى دهليز طويل مقبى على عشر قناطر معقودة وعلى كل قنطرة قنديل من البلور يشتعل كاشتعال الشمس فلقيها الجواری فی آخر الدهليز بالشموع المطيبة وعلى رؤسهن العصائب المزركشة بالفصوص من أصناف الجواهر وسارت وهن أمامها وشركان ورائها الى ان وصلوا الى الدير فوجد بدائر ذلك الدير أسرة مقابلة لبعضها وعليها ستور مكللة بالذهب وأرض الدير مفروشة بانواع الرخام المجزع وفی وسطه بركة ماء عليها أربع وعشرون قارورة من الذهب والماء يخرج منها كاللجين ورأي فی الصدر سريرا مفروشا بالحرير الملوكی فقالت له الجارية اصعد يا مولای على هذا السرير فصعد شركان فوق السرير وذهبت الجارية وغابت عنه فسأل عنها بعض الخدام فقالوا له انها ذهبت الى مرقدها ونحن نخدمك كما أمرت ثم انها قدمت اليه من غرائب الالوان فاكل حتى اكتفى ثم بعد ذلك قدمت اليه طشتا وابريقا من الذهب فغسل يديه وخاطره مشغول بعسكره لكونه لا يعلم ما جرى لهم بعد ويتذكر أيضا كيف نسی وصية أبيه فصار متحيرا فی أمره نادما على ما فعل الى ان طلع الفجر وبان النهار وهو يتحسر على ما فعل وصار مستغرقا فی الفكر وأنشد هذه الابيات

لم أعدم الحزم ولکننی
دهیت فی الامر فماحیلتی