صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/166

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ونشرت عدلك فی البسیطة کلها
حتی استوی القاصی بها والدانی

فلما فرغ من شعره طرب الخليفة من محاسن رونقه واعجبه فصاحة لسانه وعذوبة منطقه وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 60) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان غانم بن ايوب لما اعجب الخليفة فصاحته ونظمه وعذوبة منطقه قال له ادن منی فدنا منه ثم قال له اشرح لی قصتك واطلعنی على حقيقة خبرك فقعد وحدث الخليفة بما جرى له من المبتدا الى المنتهى فلما علم الخليفة أنه صادق خلع عليه وقربه اليه وقال ابريء ذمتی فابرأ ذمته وقال له يا اميرالمؤمنين ان العبد وما ملكت يداه لسيده ففرح الخليفة بذلك ثم امر ان يفرد له قصر ورتب له من الجوامك والجرايات شيئا كثيرا فنقل امه واخته اليه وسمع الخليفة بان اخته فتنة فی الحسن فیتنة فخطبها منه وقال له غانم انها جاريتك وانا مملوكك فشكره واعطاه مائة الف دينار واتى بالقاضی والشهود وكتبوا الكتاب ودخل هو وغانم في نهار واحد فدخل الخليفة على فتنة وغانم بن ايوب على قوت القلوب فلما أصبح الصباح امر الخليفة ان يؤرخ جميع ما جري لغانم من اوله الى آخره وان يدون فی السجلات لاجل ان يطلع عليه من ياتی بعده فيتعجب من تصرفات الاقدار ويفوض الامر الى خالق الليل والنهار وليس هذا باعجب من حكاية عمر النعمان وولده شرکان وولده ضوء المكان وما جرى لهم من العجائب والغرائب قال الملك وما حكايتهم

حكاية الملك عمر النعمان وولدیه شرکان وضوء المکان

قالت بلغنی أيها الملك السعيد انه كان بمدينة دمشق قبل خلافة عبد الملك بن مروان ملك يقال له عمر النعمان وكان من الجبابرة الكبار وقد قهر الملوك الاكاسرة والقياصرة وكان لا يصطلى له بنار ولا يجاريه أحد فی مضمار واذا غضب يخرج من منخريه لهيب النار وكان قد ملك جميع الاقطار ونفذ حكمه فی سائر القرى والامصار وأطاع له جميع العباد ووصلت عساكره الى أقصى البلاد ودخل فی حكمه المشرق والمغرب وما بينهما من الهند والسند والصين واليمن والحجاز والسودان والشام والروم وديار بكر وجزائر البحار وما في الارض من مشاهير الانهار كسيحون وحجيجون والنيل والفرات وأرسل رسله الى أقصى العمارليأتوه بحقيقة اللخبار فرجعوا ولخبروه بلن سائر الناس اذعنت لطاعته وجميع الجبابرة خضعت لهيبته وقد عمهم بالفضل والامتنان وأشاع بينهم العدل والامان لانه كان عظيم الشأن وحملت اليه الهدايا من الكل فكان وجبی اليه خراج الارض فی طولها والعرض وكان له ولد وقد سماه شركان لانه نشأ آفة من آفات الزمان وقهر الشجعان واباد الاقران فاحبه والده حبا شديدا ما عليه من مزيد واوصى له بالملك من بعده ثم ان شركان هذا حين بلغ مبلغ الرجال وصار له من العمر عشرون سنة أطاع له جميع العباد لما به من شدة البأس والعناد وكان والده عمر النعمان له اربع نساء بالكتاب والسنة لكنه لم يرزق منهن بغير شركان وهو من احداهن والباقيات عواقر لم يرزق من واحدة منهن بولد ومع ذلك كان له ثلاثمائة وستون سرية على عدد أيام