صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/164

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ابن ناس وعليه أثر النعمة فالتفتت إلى الفرش الذی هو راقد عليه وتأملته فرأته كأنه هو بذاته ولكنه قد تغير حاله وزاد نحوله ورق إلى أن صار كالخلال وانبهم عليها أمره فلم تتحقق أنه هو ولكن أخذتها الشفقة عليه فصارت تبكی وتقول ان الغرباء مساكين وان كانوا أمراء فی بلادهم ورتبت له الشراب والادوية ثم جلست عند رأسه ساعة وركبت وطلعت إلى قصرها وصارت تطلع فی كل سوق لاجل التفتيش على غانم ثم ان العريف أتى بامه وأخته فتنة ودخل بهما على قوت القلوب وقال يا سيدة المحسنات قد دخل مدينتنا فی هذا اليوم امرأة وبنت وهما من وجوه الناس وعليهما أثر النعمة لائح لكنهما لابستان ثيابا من الشعر وكل واحدة معلقة فی رقبتها مخلاة وعيونهما باكية وقلوبهما حزينة وها أنا أتيت بهما اليك لتأويهما وتصونيهما عن ذل السؤال لانهما لستا أهلا لسؤال اللئام وان شاء الله ندخل بسببهما الجنة فقالت والله يا سيدی لقد شوقتنی اليهما وأین هم فامرهما بالدخول فعند ذلك دخلت فتنة وأمها على قوت القلوب فلما نظرتهما قوت القلوب وهما ذاتا جمال بكت عليهما وقالت والله انهما أولاد نعمة ويلوح عليهما أثر الغنى فقال العريف يا سيدتی اننا نحب الفقراء والمساكين لاجل الثواب وهؤلاء ربما جارعليهم الظلمة وسلبوا نعمتهم وأخربوا ديارهم ثم ان المرأتين بكيتا بكاء شديدا وتفكرتا غانم بن أيوب المتيم المسلوب فزاد نحيبهما فلما بكيتا بكت قوت القلوب لبكائهما ثم ان أمه قالت نسأل الله أن يجمعنا بمن نريده وهو ولدی غانم بن أيوب فلما سمعت قوت القلوب هذا الكلام علمت أن هذه المرأة أم معشوقها وان الاخري أخته فبكت هی حتى غشي عليها فلما أفاقت أقبلت عليهما وقالت لهما لا بأس عليكما فهذا اليوم أول سعادتكما وآخر شقاوتكما فلا تحزنا وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

(وفی لیلة 58) قالت بلغنی أيها الملك السعيد ان قوت القلوب قالت لهما لا تحزنا ثم مرت العريف أن يأخذهما إلى بيته ويخلی زوجته تدخلهما الحمام وتلبسهما ثيابا حسنة وتتوصى بهما وتكرمهما غاية الاكرام وأعطته جملة من المال وفی ثانی يوم ركبت قوت القلوب وذهبت الى بيت العريف ودخلت عند زوجته فقامت اليها وقبلت يديها وشكرت احسانها ورأت أم غانم وأخته وقد أدخلتهما زوجة العريف الحمام ونزعت ما عليهما من الثياب فظهرت عليهما آثار النعمة فجلست تحادثهما ساعة ثم سالت زوجة العريف عن المريض الذی عندها فقالت هو بحاله فقالت قوموا بنا نطل عليه ونعود فقامت هی وزوجة العريف وأم غانم واخته ودخلن عليه وجلسن عنده فلما سمعهن غانم بن ايوب المتيم المسلوب يذكرن قوت القلوب وكان قد انتحل جسمه ورق عظمه ردت له روحه ورفع رأسه من فوق المخدة ونادى يا قوت القلوب فنظرت اليهم وتحققته فعرفته وصاحت بنولها نعم يا حبيبی فقال لها اقربی منی فقالت له لعلك غانم بن ايوب المتيم المسلوب فقال لها نعم انا هو