صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۷۳ -
وصاد قلب1 الورى بناظره
فجفنه كاسر ومكسور

وقال فيه:

يا حسن نقّاش كتمت صبابتي
في حبه لكن وجدي فاشي
إن كان عارضه يفسر لوعتي
لا تنكروا التفسير والنقاش2

وقال فِي دهّان:

ودهانٍ أقول له ونفسي
من الوجد المبرح لم أجدها
ملكت جميع حسن في البرايا
(فلو صورت نفسك لم تزدها)3

ولبعضهم في دهّان أيضاً:

فديتك أيها الدهان لِمْ ذا
تصور في دهانك ما دهاني
إذا انشقَّت سماء الحسن كانت
خدودك وردة مثل الدهان4

وأنشد السبكي في طبقاته لمنصور ابن محمد الأزدِيّ قاضي هراة:

طلع البنفسج زائراً أهلاً به
من وافدٍ سرّ القلوب وزائر
فكأنما النقاش قطع لي به
من أزرق الديباج صورة طائر

إلى غير ذلك مما لم تستحضره الذاكرة.

وذكر الخطيب في مقدمة تاريخ مدينة السلام شارعاً ببغداد كان يسمى بشارع المصوّر، غير أنه لم يفصح عن اسمه، ولا ريب فِي أنه


  1. لو قال: (صاد قلوب الورى) لكان أولى.
  2. فيه تورية بتفسير القرآن الكريم المسمى بشفاء الصدور لأبي بكر محمد بن الحسن المعروف بالنقاش الموصلي المتوفي سنة ٣٥١هـ كما في الكامل لابن الأثير.
  3. هذا الشطر مضمن من قول أبي تمام وعجزه (على ما فيك من كرم الطباع).
  4. فيه اقباس من قوله تعالى: ﴿فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ