صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/53

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥١ -

متصلاً بالملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، وهو الذي بنى له أبنيته بدمشق ولم يزل اسمه إلى الآن محفوراً على أعلى الرتاج في الزاوية الشمالية من مدخل الظاهرية بدمشق، وذكر ابن طولون الصالحي، في کتابه «ذخائر القمر بتراجم نبلاء العصر» قصرا بناه هذا المهندس للملك الظاهر بمرجة دمشق، فقال في وصفه ما نصّه:

«وشرقيها في الطريق المذكور المرجة وبها القصر الأبلق1، وكان من عجائب الدنيا يشرف على الميدان الأخضر شرقيه، أنشأه الملك الظاهر ركن الدين» عقب رجوعه من حجته في المحرّم سنة ثمان وستين وستمائة، كذا رأيت هذا التاريخ بأعلى بابه الشمالي، وعلى اسكّفته ضرب خيط من رخام أبيض ووسطه مكتوب: عمل إبراهيم بن غنائم المهندس، وبابه الآخر ينفذ إلى الميدان، وفي واجهته البلقاء ثلاثون شباكاً سـوى القماري، ووسطه قاعة بأربعـة لواوين2 قبلي وشمالي في صدرها شاذروانان، وغربي وشرق في صدر كل منهما ثلاثة شبابيك، فالغربيات مطلات على الطريق الآخذ إلى الحمام وتربة الصوفية، والشرقيات مطلات على الميدان. وعلى واجهته الشرقية مائة أسد منزّلة صـورها3 وعلى الشمالية اثني عشر أسداً منزلة صورها بأبيض في أسود، انتهى. قلنا: وقد بلغ من شهرة هذا المهندس أنّ أبناءه صاروا يعرفون بعده ببني المهندس


  1. لعله سمي بالأبلق لأن بناءه كان بساف أبيض وساف أسود من الحجر الرخام.
  2. اللواوين من ألفاظ العامة، والصواب أواوين أو إيوانات.
  3. الظاهر أن الصواب (منزلة سورها بأسود في أبيض) كما يدل عليه ما بعده.