صفحة:أعلام المهندسين في الإسلام (الطبعة الأولى).pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۱۹ -

من ذلك، وهـذا إذا وقف عليه من له يد في علم الهيئة ظهر حقية ذلك.

ومن المعلوم أن عدد درج الفلك ثلاثمائة وستون درجة، لأن الفلك مقسوم باثنى عشر برجاً، وكل برج ثلاثون درجة فتكون الجملة ثلاثمائة وستين درجة، فضربوا عدد درج الفلك في ستة وستين ميلاً1 أي التي هي حصة كل درجة فكانت الجملة أربعة وعشرين ألف ميل وهي ثمانية آلاف فرسخ، وهذا محقق لا شك فيه.

فلما عاد بنو موسى إلى المأمون وأخبروه بما صنعوا، وكان موافقاً لما رآه في الكتب القديمة من استخراج الأوائل، طلب تحقيق ذلك في موضع آخر؟ فسيرهم إلى أرض الكوفة وفعلوا كما فعلوا في سنجار، فتوافق الحسابان، فعلم المأمون صحة ماقرره القدماء» انتهى.

أبو عبد الله محمد بن عيسى من علماء الأعداد والمهندسين، ذكره ابن النديم وذكر من تأليفه رسالته في النسبة، وكتاباً في ستة وعشرين شکلاً من المقالة الأولى من إقليدس التي لا يحتاج في شيء منها إلى الخلف. وقال القفطي: إنه كان ببغداد، وكان له قدر معروف بين علماء هذا الشأن.


  1. هكذا بالنسخة، وفي العبارة سقط والصواب (في ستة وستين ميلاً وثلثي ميل) كما لا يخفى.