دُقّقت هذه الصفحة
واستخلف أسامة على المدينة وقال له ولجنده استريحوا
وأريحوا ظهوركم ثم خرج في الذين خرج معهم إلى ذي
القصة وهم قوة صغيرة . فقال له المسلمون: ننشدك الله
يا خليفة رسول الله الا تعرض نفسك فإنك إن تصب لم
يكن للناس نظام، ومقامك أشد على العدو فابعث رجلاً
فإن أصيب أمرت أخر، فقال: «ولا والله لا أفعل
ولا واسينكم بنفسي».
سار ابو بكر إلى ذي حسي ، وذي القصة حتى نزل بالأبرق[1]، فاقتتلوا فهزم الحارث، وعوف، وأخذ الحطيئة أسيراً ، فطارت عبس ، وبنو بكر وأقام أبو بكر على الأبرق أياماً، وغلب على بني ذبيان وبلادهم وحماها الدواب المسلمين وصدقاتهم، ولا انهزمت عبس وذبيان رجعوا إلى طليحة وهو ببُزَاخَة [2] وكان رحل من سَمِيراء إليها، فأقام عليها، وعاد أبو بكر إلى المدينة.