صفحة:أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

أمرهم.

ولم يلق الرأي الذي قاله الأنصار «منا أمير ومنكم أمير» قبولاً حتى سعد نفسه فإنه لما سمع به قال: «هذا أول الوَهْن» لأن انقسام القوة موهن لها، وكذا رفضه عمر حيث قال: «هيهات لا يجتمع اثنان في قَرَن» وأسرع عمر في مبايعة أبي بكر علماً منه بمكانته واعترافاً بفضله.

أقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب، وأقبلت أَسْلم بجماعاتها حتى تضايقت بهم السكك فبايعوا فكان عمر يقول: «ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر» وكاد الناس من شدة الزحام يطأون سعد بن عبادة الذي كان يومئذ مريضاً ولا يستطيع النهوض، وحدثت بينه وبين عمر مشادَّة، وأخيراً حمل سعد وأدخل في داره وترك أياما ثم بعث إليه أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك فقال:

« أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل، وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي، فلا أفعل.

-32-