صفحة:أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين.pdf/147

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فيختلط أمرك ، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ، ولا تخزن عن المشير خبـرك فتؤتى من قبـل نفسك ، واسمر بالليل في أصحابسك تأتك الأخبار وتنكشف عنـك الأستـار ، وأكثر حرسسك و بددهم في عسكرك ، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهـم بك ، فمن وجدته غفل عن حرسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط ، وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنها أيسرها لقربها من النهار ، ولا تخف عن عقوبة المستحق ، ولا تلجن فيها ولا تسرع إليها ولا تخذلها مدفعاً ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسدهم ، ولا تتجسس عليهم فتفضحهم ، ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم . ولا تجالس العباثين وجالس أهل الصدق والوفاء ، وأصدق اللقاء ، ولا تجين فيجبن الناس . واجتنب الغلول ( الخيانة في المغنم ) فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر، وستجدون أقواماً حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له »١.

وهذه من أحسن الوصايا وأكثرهـا نفعاً لولاة

  1. راجع « الكامل» لابن الأثير الجزء الثاني عند ذكر فتوح الشام.