با فيختلط أمرك ، وإذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ، ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتي من قبل نفسك ، واسمر بالليل في أصحابسك تأتك الأخبار وتنكشف عنك الأستار ، وأكثر حرسك و بددهم في عسكرك ، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك ، فمن وجدته غفل عن حرسه فأحسن أدبه وعاقبه في غير إفراط، وأعقب بينهم بالليل واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنها أيسرها لقربها من النهار ، ولا تخف عن عقوبة المستحق ، ولا تلجن فيها ولا تسرع إليها ولا تخذلها مدفعة ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسدهم ولا تتجسس عليهم فتفضحهم ، ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم . ولا تجالس العباثين وجالس أهل الصدق والوفاء ، وأصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس . واجتنب الغلول ( الخيانة في المغنم ) فإنه يقرب الفقر ويدفع النصر، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له »[1].
وهذه من أحسن الوصايا وأكثرها نفعا لولاة
- ↑ راجع , الكامل ، لابن الأثير الجزء الثاني عنده ذكي فتوح الشام.