صفحة:أبو الشهداء الحسين بن علي (1946) - العقاد.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يتناوب طبائع الناس مزاجان متقابلان : مزاج يعمل أعماله للأريحية والنخوة ، ومزاج يعمل أعماله المنفعة والغنيمة والمزاجان لا ينفصلان كل الانفصال فقد تقترن الأريحية بالمنفعة ، وتقترن المنفعة بالأريحية » ولكنهما إذا اصطدما - ولا سيما في الأعمال الكبيرة - لم يعسر عليك أن تفصل المزاجين وتعزل المعسكرين . فهذا للأرحية حتي يجب المنفعة ويخفها ، وهذا للمنفعة حتى يجب الأريحية ويخفيها . أو كذلك يتراءیان وأصحاب المطالب الكبرى في التاريخ يعتمدون على هذا المزاج كما يعتمدون على ذاك ، فمنهم من يتوسل إلى الناس بما فيهم من الجشع والخسة وقرب المأخذ وسهولة المسمي 4 ومنهم من يتوسل إلى الناس بما فيهم من طموح إلى النيل والنجدة وركوب المخاطر ونسيان الصغار في سبيل العظائم .. ولكل منهما سبيله إلى النفوس وأمله في النجاح على الأوقات والبيئات