صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
-٤-

إلى درجة الغليان ويجاس القدر على منصة الحكم وينصب الميزان. واذ ذاك تتشوف ابصار وتشرب اعناق وتخفق افئدة وتبهر انفاس ويلوى القلق والاشفاق أوتار القلوب ويقوم الشعب بين الخوف والرجاء على سراط الشك المرهف الذليق . الأملس الزايق . المعلق فوق هاوية التلف والخسار يؤمون لدي نهاية هذا السراط وادی السعادة والتهم مسترشدين في مأزق هذه الرحلة الخطرة المخوفة بكوكب الأمل الدائم الخفق واللمعان . تلك هي حالنا بالدقة في دورنا الحالي الخطير وان كنا قد اجتزنا بعد من مناطق هذا السراط اشدهاخطر او اوعرها مسلكا ودخلنا فيما نستطيع ان تجعله بفضل الحكمة والحزم منطقة سلامة وخطة تجاة . و بدیهی ان مثل هذا الدور العصيب من ادوار رواية الجهاد الوطني جدير أن يحرك بعظيم احداثه من تفوس الكتاب مالا تحركه العصور الخاوية الفارغة وان يثير من خواطرم بما يبديه من مآثر الرجال و مفاخر الابطال ماليس تثيره الأوقات الساكنة الوسنى باشخاصها الصغار العاديين - اجل آن عصر النهضة خلیق بفضل حواده و ابطاله أن يهز جدران النفوس من ارسخ آساسها ويثير لمح الأرواح من اعماق أعماقها حتى تفعم الأذهان