وبها جبل رضوى وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية يرى من البعد أخضر وبه مياه وأشجار كثيرة زعم الكيسانيّة أن محمّد بن الحنفيّة مقيم به وهو حيّ بين يدي أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان نضّاختان تجريان بماء وعسل ويعود بعد الغيبة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وهو المهدي المنتظر وإنّما عوقب بهذا الحبس لخروجه على عبد الملك بن مروان وقلبه على يزيد بن معاوية وكان السيّد الحميري على هذا المذهب ويقول في أبيات :
ومن جبل رضوى يقطع حجر المسنّ ويحمل إلى البلاد. وبها جبل السراة ؛ قال الحازمي : إنّها حاجزة بين تهامة واليمن وهي عظيمة الطول والعرض والامتداد ولهذا قال الشاعر :
قال أبو عمرو بن العلاء : أفصح الناس أهل السروات أوّلها هذيل ثمّ بجيلة ثمّ الأزد أزد شنوءة. وإنّها كثيرة الأهل والعيون والأنهار والأشجار وبأسفلها أودية تنصبّ إلى البحر وكلّ هذه الجبال تنبت القرظ وفيها الأعناب وقصب السكر والاسحل وفيه معدن البرام يحمل منه إلى سائر البلاد.
وبها جبل قنا وهو جبل عظيم شامخ سكّانه بنو مرّة من فزارة.
وحظّ صاحبة قنا مشهور ؛ قال الشاعر :
وهو ما ذكر أن نصيبا الشاعر اجتاز بقنا ووقف على باب يستسقي فخرجت