صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(۴٠)


مذيخرة


قلعة حصينة قرب عدن على قلّة جبل لا سبيل للفكر إلى استخلاصها إذ لا مصير إليها إلّا من طريق واحد وهو صعب جدّا وفيها عين عظيمة على رأس الجبل تسقي عدّة قرى.

قال الاصطخري : أعلى هذا الجبل نحو من عشرين فرسخا فيها مزارع ومياه كثيرة ونباتها الورس تغلّب عليها محمّد بن الفضل القرمطي الذي خرج من اليمن وقصّته مشهورة والله الموفق.

مرباط


مدينة بين حضر موت وعمان وهي فرضة ظفار لأن ظفار مرساها غير جيّد بها اللبان يحمل منها إلى سائر البلدان وهو غلّة للملك.

أهلها عرب موصوفون بقلّة الغيرة وذلك ان كلّ ليلة نساؤهم يخرجن إلى خارج المدينة ويسامرن الرجال الأجانب ويجالسنهم ويلاعبنهم إلى نصف الليل فيجوز الرجل على زوجته وأخته وأمّه وهي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمشي إلى زوجة غيره يحادثها.

وقال صاحب معجم البلدان : رأيت بجزيرة قيس رجلا عاقلا أديبا من مرباط فقلت له : بلغني منكم حديث أنكرته. فقال : لعلّك تقول عن السمر؟ فقلت : نعم أخبرني أصحيح أم لا؟ فقال : إنّه صحيح! وبالله أقسم إنّه لقبيح ولكن على ذلك نشأنا ولو استطعنا لأزلناه ولكن لا سبيل إلى إزالته!

مسور


مخلاف باليمن بها قرى كثيرة ومزارع وأودية كثيرة من خواصّها العجيبة أن البرّ والشعير والذرة يبقى بها مدّة طويلة لا يتغيّر وذكر أنّهم ادّخروا حنطة فرأوها بعد ثلاثين سنة ولم يتغيّر منها شيء.

مقدشو


مدينة في أوّل بلاد الزنج في جنوبي اليمن على ساحل البحر. وأهلها عرباء لا سلطان لهم ويدبّر أمرهم المتقدّمون على الاصطلاح وحكى التجّار أنّهم يرون بها القطب الجنوبي مقاربا لوسط السماء وسهيلا ولا يرون القطب الشمالي البتّة وانّهم يرون هناك شيئا مقدار جرم القمر شبه قطعة غيم بيضاء لا يغيب أبدا ولا يبرح مكانه يحمل منها الصندل والآبنوس والعنبر والعاج إلى غيرها من البلاد.

مقرى


قرية على مرحلة من صنعاء بها معدن العقيق ونيله من أجود أنواع العقيق حكى معالجوه أنّهم يجدون قطعة نحو عشرين منّا فيكسر ويلقى في الشمس عند شدّة الحرّ ثمّ يسجر له التنّور بأبعار الإبل ويجعلونه في شيء يكنّه عن ملامسة النار فسيّر منه ماء يجري في مجرى وضعوه له ثمّ يستخرجونه لم يبق منه إلّا الجوهر وما عداه صار رمادا.