صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(٣٨)

تجاويف تلك الأشجار إلى زمان الصيف فالسابلة يشربونها في مرورهم إلى غانة ولولا تلك المياه لتعذّر عليهم المرور إليها ويتّخذون أقتاب البعران من خشب الصنوبر فإن مات البعير فقتب رحله يفيء بثمنه.

غدامس


مدينة بالمغرب في جنوبيّه ضاربة في بلاد السودان يجلب منها الجلود الغدامسيّة وهي من أجود الدباغ لا شيء فوقها في الجودة كأنّها ثياب الخزّ في النعومة.

بها عين قديمة يفيض الماء منها ويقسمها أهل البلد قسمة معلومة فإن أخذ أحد زائدا غاض ماؤها وأهل المدينة لا يمكنون أحدا يأخذ زائدا خوفا من النقصان. وأهلها بربر مسلمون صالحون.

قاع


برية بين عمان وحضر موت من العجائب أن التاجر يمرّ بها إلى عمان بسلعته ليبيعها فيسمع في تلك البرية : فلان بن فلان معه سلعة تساوي كذا دينارا أو درهما! فيدخل عمان لم يزد على ذلك شيء أصلا والله الموفق.

قلعة الشرف


قلعة حصينة باليمن قرب زبيد لا يمكن استخلاصها قهرا لأنّها بين جبال لا يوصل إليها إلّا في مضيق لا يسع إلّا رجلا واحدا مسيرة يوم وبعض يوم ودونه غياض أوى إليه عليّ بن المهدي الحميري المستولي على زبيّد سنة خمسين وخمسمائة والله الموفق.

كاكدم


مدينة بأقصى المغرب جنوبيّ البحر متاخمة لبلاد السودان منها صنّاع أسلحة.

منها الرماح والدرق اللمطية من جلد حيوان يقال له اللمط لا يوجد إلّا هناك وهو شبه الظباء أبيض اللون إلّا أنّه أعظم خلقا يدبغ جلده في بلادهم باللبن وقشر بيض النعام سنة كاملة لا يعمل فيه الحديد أصلا إن ضرب بالسيوف نسبت عنه وإن أصابه خدش أو بتر يبلّ بالماء ويمسح باليد فيزول عنه يتّخذ منه الدرق والجواشن قيمة كل واحد منها ثلاثون دينارا وحكى الفقيه علي الجنحاني : انّه مرّ بقرب كاكدم بتلّ عال والناس يقولون من صعد هذا التلّ اختطفه الجنّ وعنده مدينة النحاس التي اشتهر ذكرها وسيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله تعالى.

كله


بلدة بأرض الهند في منتصف الطريق بين عمان والصين موقعها في المعمورة في وسط خطّ الاستواء إذا كان منتصف النهار لا يبقى لشيء من الأشخاص ظلّ البتّة.

بها منابت الخيزران منها يحمل إلى سائر البلاد.

كنام


قال عبد الله بن عمرو بن العاص : هي أرض بين الصين والهند من عجائب الدنيا بها بطّة من نحاس على عمود من نحاس أيضا فإذا كان يوم