صفحة:آثار البلاد وأخبار العباد.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
(٢٨)

ودقل، ولنسائها يد صناع في غزل الصوف ويعمل منه كلّ عجيب حسن بديع من الأزر التي تفوق القصب ويبلغ ثمن الازار ثلاثين دينارًا وأربعين كأرفع ما يكون من القصب ويتّخذن منه عقارات يبلغ ثمنها مثل ذلك مصبوغة بأنواع الألوان وأهل هذه المدينة من أغنى الناس وأكثرهم مالًا لأنّها على طريق غانة التي هي معدن الذهب ولأهلها جرأة على دخول تلك البرية مع ما ذكر من صعوبة الدخول فيها وهي في بلاد التبر يعرف منها والله الموفق.

سرنديب

جزيرة في بحر هركند بأقصى بلاد الصين؛ قال محمّد بن زكرياء: هي ثمانون فرسخًا في ثمانين فرسخًا لها ثلاثة ملوك كلّ واحد عاص على الآخر.

ومن عاداتهم أن يأخذوا من الجاني سبعة دراهم على جنايته والمديون إذا تقاعد عن اداء الدين بعث الملك إليه من يخطّ حوله خطّا أي مكان وجده فلا يجسر أن يخرج من الخطّ حتى يقضي الدين أو يحصّل رضاء الغريم. فإن خرج من الخطّ بغير إذن أخذ الملك منه ثلاثة أضعاف الدين ويسلّم ثُلثه إلى المستحقّ ويأخذ الملك ثُلثيه.

وإذا مات الملك يجعل في صندوق من العود والصندل ويحرق بالنار وترافقه زوجته حتى يحتزقا معًا.

وبها أنواع العطر والافاويه والعود والنارجيل ودابّة المسك وأنواع اليواقيت ومعدن الذهب والفضّة ومغاص اللؤلؤ.

وعن رسول الله : خير بقعة ضربت إليها آباط الإبل مكّة ومسجدي هذا والمسجد الأقصى وجزيرة سرنديب فيها نزل أبونا آدم عليه السلام بها جبل أهبط عليه آدم عليه السلام وهو ذاهب في السماء يراه البحريّون من مسافة أيّام وفيه أثر قدم آدم عليه السلام وهي قدم واحدة مغموسة في الحجر. ويرى على هذا الجبل كلّ ليلة مثل البرق من غير سحاب وغيم ولا بدّ له كلّ يوم من مطر يغسل موضع قدم آدم عليه السلام.

ويقال إن الياقوت الأحمر يوجد على هذه الجبال يحدّره السيل منها إلى الحضيض وقطاع الماس أيضًا والبلّور. وقالوا: أكثر أهل سرنديب مجوس وبها مسلمون أيضًا ودوابّها في غاية الحسن لا تشبه دوابّنا إلّا بالنوع وبها كبش له عشرة قرون.

منها الشيخ الظريف سديد الدين السرنديبي ورد قزوين وأهل قزوين تبرّكوا به. وكان قاضي قزوين يدخل مع الولاة في الأمور الديوانيّة والعوامّ يكرهون ذلك فربّما عملوا غوغاة ونهبوا دار القاضي وخرّبوها فلمّا سكن السرنديبي قزوين وتبرّك القوم به كلّما كرهوا من القاضي وخرّبوها فلمّا سكن السرنديبي قزوين وتبرّك القوم به كلّما كرهوا من القاضي شيئا ذهبوا إلى السرنديبي وقالوا: قم ساعدنا على القاضي! فإذا خرج السرنديبي تبعه ألوف فالقاضي لقي من