صحيح البخاري/كتاب الجهاد والسير

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الجهاد والسير باب فضل الجهاد والسير وقول الله تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به } إلى قوله { وبشر المؤمنين } قال ابن عباس الحدود الطاعة

[ 2630 ] حدثنا الحسن بن صباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال : سمعت الوليد بن العيزار ذكر عن أبي عمرو الشيباني قال : قال عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه سألت رسول الله  قلت : يا رسول الله أي العمل أفضل قال الصلاة على ميقاتها قلت : ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت : ثم أي قال الجهاد في سبيل الله فسكت عن رسول الله  ولو استزدته لزادني 
[ 2631 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سفيان قال : حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا 
[ 2632 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : يا رسول الله ترى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد قال لكن أفضل الجهاد حج مبرور 
[ 2633 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عفان حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة قال : أخبرني أبو حصين أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه قال جاء رجل إلى رسول الله  ، فقال دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له حسنات 

باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله وقوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم }

[ 2634 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه حدثه قال قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل ، فقال رسول الله مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله قالوا ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره 
[ 2635 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله  يقول : مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة 

باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ، وقال عمر اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك

[ 2636 ] حدثنا عبد الله بن يوسف عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله  يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله  فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله  ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت : وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة شك إسحاق قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله  ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت : وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت 

باب درجات المجاهدين في سبيل الله يقال هذه سبيلي وهذا سبيلي قال أبو عبد الله غزى وأحدها غاز { هم درجات } لهم درجات

[ 2637 ] حدثنا يحيى بن صالح حدثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها فقالوا يا رسول الله أفلا نبشر الناس قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة أراه فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة قال محمد بن فليح عن أبيه وفوقه عرش الرحمن 
[ 2638 ] حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء عن سمرة قال النبي  رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه الدار فدار الشهداء 

باب الغدوة والروحة في سبيل الله وقاب قوس أحدكم من الجنة

[ 2639 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب حدثنا حميد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها 
[ 2640 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال : حدثني أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب ، وقال لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب 
[ 2641 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها 

باب الحور العين وصفتهن يحار فيها الطرف شديدة سواد العين شديدة بياض العين وزوجناهم أنكحناهم

[ 2642 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى 
[ 2643 ] قال وسمعت أنس بن مالك عن النبي  لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يعني سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها 

باب تمني الشهادة

[ 2644 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي  يقول : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل 
[ 2645 ] حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خطب النبي  ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح له ، وقال : ما يسرنا أنهم عندنا قال أيوب أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا وعيناه تذرفان 

باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم وقول الله تعالى { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } وقع وجب

[ 2646 ] حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثني الليث حدثنا يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت نام النبي  يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم فقلت : ما أضحكك قال أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة قالت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل قولها فأجابها مثلها فقالت ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال أنت من الأولين فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت 

باب من ينكب في سبيل الله

[ 2647 ] حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا همام عن إسحاق عن أنس رضى الله تعالى عنه قال بعث النبي  أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين فلما قدموا قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغهم عن رسول الله  وإلا كنتم مني قريبا فتقدم فأمنوه فبينما يحدثهم عن النبي  إذ أومئوا إلى رجل منهم فطعنه فأنقذه ، فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلا أعرج صعد الجبل قال همام فأراه آخر معه فأخبر جبريل عليه السلام النبي  أنهم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم فكنا نقرأ أن بلغو قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم نسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله تعالى ورسوله  
[ 2648 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان أن رسول الله  كان في بعض المشاهد وقد دميت إصبعه ، فقال 
هل أنت إلا إصبع دميت 
وفي سبيل الله ما لقيت 

باب من يجرح في سبيل الله عز وجل

[ 2649 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك 

باب قول الله تعالى { هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين } والحرب سجال

[ 2650 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال : حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة 

باب قول الله تعالى { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }

[ 2651 ] حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي حدثنا عبد الأعلى عن حميد قال : سألت أنسا حدثنا عمرو بن زرارة حدثنا زياد قال : حدثني حميد الطويل عن أنس رضى الله تعالى عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنه برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفة أحد إلا أخته ببنانه قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } إلى آخر الآية ، وقال إن أخته وهي تسمى الربيع كسرت ثنية امرأة فأمر رسول الله  بالقصاص ، فقال أنس يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش وتركوا القصاص ، فقال رسول الله  : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره 
[ 2652 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان أراه عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت رضى الله تعالى عنه قال نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله  يقرأ بها فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصارى الذي جعل رسول الله  شهادته شهادة رجلين وهو قوله { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه } 

باب عمل صالح قبل القتال ، وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم وقوله { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص }

[ 2653 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا شبابة بن سوار الفزاري حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول أتى النبي  رجل مقنع بالحديد ، فقال : يا رسول الله أقاتل وأسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل ، فقال رسول الله  : عمل قليلا وأجر كثيرا 

باب من أتاه سهم غرب فقتله

[ 2654 ] حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا حسين بن محمد أبو أحمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي  فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال : يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى 

باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا

[ 2655 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو عن أبي وائل عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال جاء رجل إلى النبي  ، فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله 

باب من اغبرت قدماه في سبيل الله وقول الله تعالى { ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله } إلى قوله { إن الله لا يضيع أجر المحسنين }

[ 2656 ] حدثنا إسحاق أخبرنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثني يزيد بن أبي مريم أخبرنا عباية بن رافع بن خديج قال : أخبرني أبو عبس هو عبد الرحمن بن جبر أن رسول الله  قال : ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار 

باب مسح الغبار عن الناس في السبيل

[ 2657 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة ان ابن عباس قال له ولعلي بن عبد الله ائتيا أبا سعيد فاسمعا من حديثه فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس ، فقال كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي  ومسح عن رأسه الغبار ، وقال ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار 

باب الغسل بعد الحرب والغبار

[ 2658 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله  لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار ، فقال وضعت السلاح فوالله ما وضعته ، فقال رسول الله  : فأين قال ها هنا وأومأ إلى بني قريظة قالت فخرج إليهم رسول الله  

باب فضل قول الله تعالى { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين }

[ 2659 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دعا رسول الله  على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين غداة على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه 
[ 2660 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول اصطبح ناس الخمر يوم أحد ثم قتلوا شهداء فقيل لسفيان من آخر ذلك اليوم قال ليس هذا فيه 

باب ظل الملائكة على الشهيد

[ 2661 ] حدثنا صدقة بن الفضل قال : أخبرنا ابن عيينة قال : سمعت محمد بن المنكدر أنه سمع جابرا يقول جيء بأبي إلى النبي  وقد مثل به ووضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنه عمرو أو أخت عمرو ، فقال لم تبكي أو لا تبكي ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها قلت لصدقة أفيه حتى رفع قال ربما قاله 

باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا

[ 2662 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة 

باب الجنة تحت بارقة السيوف ، وقال المغيرة بن شعبة أخبرنا نبينا عن رسالة ربنا من قتل منا صار إلى الجنة ، وقال عمر للنبي أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى

[ 2663 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبه قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف تابعه الأويسي عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة 

باب من طلب الولد للجهاد

[ 2664 ] وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله  قال : قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون 

باب الشجاعة في الحرب والجبن

[ 2665 ] حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي  سبقهم على فرس ، وقال وجدناه بحرا 
[ 2666 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم أن محمد بن جبير قال : أخبرني جبير بن مطعم أنه بينما يسير هو مع رسول الله  ومعه الناس مقفله من حنين فعلقه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف النبي  ، فقال أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا 

باب ما يتعوذ من الجبن

[ 2667 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك بن عمير سمعت عمرو بن ميمون الأودي قال : كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله  كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر فحدثت به مصعبا فصدقه 
[ 2668 ] حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال : سمعت أبي قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  يقول : اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من عذاب القبر 

باب من حدث بمشاهده في الحرب قاله أبو عثمان عن سعد

[ 2669 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدا والمقداد بن الأسود وعبد الرحمن بن عوف رضى الله تعالى عنهم فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله  إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد 

باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية وقوله { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله } الآية وقوله { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } إلى قوله { على كل شيء قدير } يذكر عن ابن عباس انفرا ثبات سرايا متفرقين يقال أحد الثبات ثبة

[ 2670 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال : حدثني منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي  قال : يوم الفتح لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا 

باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل

[ 2671 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد 
[ 2672 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري قال : أخبرني عنبسة بن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتيت رسول الله  وهو بخيبر بعد ما افتتحوها فقلت : يا رسول الله أسهم لي ، فقال بعض بني سعيد بن العاص لا تسهم له يا رسول الله ، فقال أبو هريرة هذا قاتل بن قوقل ، فقال ابن سعيد بن العاص وا عجبا لوبر تدلي علينا من قدوم ضان ينعى على قتل رجل مسلم أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه قال : فلا أدري أسهم له أم لم يسهم له قال سفيان وحدثنيه السعيدي عن جده عن أبي هريرة قال أبو عبد الله السعيدي عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص 

باب من اختار الغزو على الصوم

[ 2673 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي  من أجل الغزو فلما قبض النبي  لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى 

باب الشهادة سبع سوى القتل

[ 2674 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله 
[ 2675 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا عاصم عن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الطاعون شهادة لكل مسلم 

باب قول الله تعالى { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين } إلى قوله { غفورا رحيما

[ 2676 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } دعا رسول الله  زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضرارته فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } 
[ 2677 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد الزهري قال : حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال : رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله  أملى عليه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } { والمجاهدون في سبيل الله } قال : فجاء بن أم مكتوم وهو يملها علي ، فقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله  وفخذه على فخذي فثقلت : علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز وجل { غير أولي الضرر 

باب الصبر عند القتال

[ 2678 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر أن عبد الله بن أبي أوفى كتب فقرأته أن رسول الله  قال : إذا لقيتموهم فاصبروا 

باب التحريض على القتال وقوله تعالى { حرض المؤمنين على القتال }

[ 2679 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول خرج رسول الله  إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال 
اللهم إن العيش عيش الآخرة 
فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا مجيبين له 
نحن الذين بايعوا محمدا 
على الجهاد ما بقينا أبدا 

باب حفر الخندق

[ 2680 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم ويقولون 
نحن الذين بايعوا محمدا 
على الإسلام ما بقينا أبدا والنبي  يجيبهم ويقول 
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة 
فبارك في الأنصار والمهاجرة 
[ 2681 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول كان النبي  ينقل ويقول 
لولا أنت ما اهتدينا 
[ 2682 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت رسول الله  يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول 
لولا أنت ما اهتدينا 
ولا تصدقنا ولا صلينا 
فأنزلن سكينة علينا 
وثبت الأقدام إن لاقينا 
إن الألى قد بغوا علينا 
إذا أرادوا فتنة أبينا 

باب من حبسه العذر عن الغزو

[ 2683 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا حميد أن أنسا حدثهم قال رجعنا من غزوة تبوك مع النبي  
[ 2684 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد هو ابن زيد عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي  كان في غزاة ، فقال إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه حبسهم العذر ، وقال موسى حدثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه قال النبي  قال : أبو عبد الله الأول أصح 

باب فضل الصوم في سبيل الله

[ 2685 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي  يقول : من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا 

باب فضل النفقة في سبيل الله

[ 2686 ] حدثني سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي فل هلم قال أبو بكر يا رسول الله ذاك الذي لا توى عليه ، فقال النبي  إني لأرجو أن تكون منهم 
[ 2687 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قام على المنبر ، فقال إنما أخشى عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من بركات الأرض ، ثم ذكر زهرة الدنيا فبدأ بإحداهما وثني بالأخرى فقام رجل ، فقال : يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه النبي  قلنا يوحى إليه وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير ثم إنه مسح عن وجهه الرحضاء ، فقال أين السائل آنفا أو خير هو ثلاثا إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإنه كل ما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر كلما أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين ومن لم يأخذه بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة 

باب فضل من جهز غازيا أو خلفه بخير

[ 2688 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا الحسين قال : حدثني يحيى قال : حدثني أبو سلمة قال : حدثني بسر بن سعيد قال : حدثني زيد بن خالد رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا 
[ 2689 ] حدثنا موسى حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي  لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له ، فقال إني أرحمها قتل أخوها معي 

باب التحنط عند القتال

[ 2690 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس قال وذكر يوم اليمامة قال أتى أنس ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط ، فقال : يا عم ما يحبسك أن لا تجيء قال الآن يا ابن أخي وجعل يتحنط يعني من الحنوط ثم جاء فجلس فذكر في الحديث انكشافا من الناس ، فقال هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله  بئس ما عودتم أقرانكم رواه حماد عن ثابت عن أنس 

باب فضل الطليعة

[ 2691 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب قال الزبير أنا ، ثم قال من ياتيني بخبر القوم قال الزبير أنا ، فقال النبي  إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير 

باب هل يبعث الطليعة وحده

[ 2692 ] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال ندب النبي  الناس قال صدقة أظنه يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندب الناس فانتدب الزبير ثم ندب الناس فانتدب الزبير ، فقال النبي  إن لكل نبي حواريا وأن حواري الزبير بن العوام 

باب سفر الإثنين

[ 2693 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال انصرفت من عند النبي  ، فقال لنا أنا وصاحب لي أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما 

باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

[ 2694 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة 
[ 2695 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حصين وابن أبي السفر عن الشعبي عن عروة بن الجعد عن النبي  قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قال سليمان عن شعبة عن عروة بن أبي الجعد تابعه مسدد عن هشيم عن حصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد 
[ 2696 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : البركة في نواصي الخيل 

باب الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

[ 2697 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر حدثنا عروة البارقي أن النبي  قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم 

باب من احتبس فرسا لقوله تعالى { ومن رباط الخيل

[ 2698 ] حدثنا علي بن حفص حدثنا ابن المبارك أخبرنا طلحة بن أبي سعيد قال : سمعت سعيدا المقبري يحدث أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي  من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة 

باب اسم الفرس والحمار

[ 2699 ] حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه خرج مع النبي  فتخلف أبو قتادة مع بعض أصحابه وهم محرمون وهو غير محرم فرأوا حمارا وحشيا قبل أن يراه فلما رأوه تركوه حتى رآه أبو قتادة فركب فرسا له يقال له الجرادة فسألهم أن يناولوه سوطه فأبوا فتناوله فحمل فعقره ثم أكل فأكلوا فقدموا فلما أدركوه قال هل معكم منه شيء قال معنا رجله فأخذها النبي  فأكلها 
[ 2700 ] حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر حدثنا معن ابن عيسى حدثنا أبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قال : كان للنبي  في حائطنا فرس يقال له اللحيف قال أبو عبد الله ، وقال بعضهم اللخيف 
[ 2701 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم سمع يحيى بن آدم حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ رضى الله تعالى عنه قال : كنت ردف النبي  على حمار يقال له عفير ، فقال : يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت : يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا 
[ 2702 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان فزع بالمدينة فاستعار النبي  فرسا لنا يقال له مندوب ، فقال : ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا 

باب ما يذكر من شؤم الفرس

[ 2703 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي  يقول : إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار 
[ 2704 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : إن كان في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن 

باب الخيل لثلاثة وقوله تعالى { والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينه ويخلق ما لا تعلمون }

[ 2705 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له ورجل ربطها فخرا ورئاء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر على ذلك وسئل رسول الله  عن الحمر ، فقال : ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } 

باب من ضرب دابة غيره في الغزو

[ 2706 ] حدثنا مسلم حدثنا أبو عقيل حدثنا أبو المتوكل الناجي قال أتيت جابر بن عبد الله الأنصارى فقلت له حدثني بما سمعت من رسول الله  قال : سافرت معه في بعض أسفاره قال أبو عقيل لا أدري غزوة أو عمرة فلما أن أقبلنا قال النبي  من أحب أن يتعجل إلى أهله فليعجل قال جابر فأقبلنا وأنا على جمل لي أرمك ليس فيه شية والناس خلفي فبينا أنا كذلك إذ قام علي ، فقال لي النبي  يا جابر استمسك فضربه بسوطه ضربة فوثب البعير مكانه ، فقال أتبيع الجمل قلت : نعم فلما قدمنا المدينة ودخل النبي  المسجد في طوائف أصحابه فدخلت إليه وعقلت : الجمل في ناحية البلاط فقلت له هذا جملك فخرج فجعل يطيف بالجمل ويقول الجمل جملنا فبعث النبي  أواق من ذهب ، فقال أعطوها جابرا ، ثم قال استوفيت الثمن قلت : نعم قال الثمن والجمل لك 

باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل ، وقال راشد بن سعد كان السلف يستحبون الفحولة لأنها أجرى وأجسر

[ 2707 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن قتادة سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان بالمدينة فزع فاستعار النبي  فرسا لأبي طلحة يقال له مندوب فركبه ، وقال : ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا 

باب سهام الفرس

[ 2708 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  جعل للفرس سهمين ولصاحبه سهما ، وقال : مالك يسهم للخيل والبراذين منها لقوله { والخيل والبغال والحمير لتركبوها } ولا يسهم لأكثر من فرس 

باب من قاد دابة غيره في الحرب

[ 2709 ] حدثنا قتيبة حدثنا سهل بن يوسف عن شعبة عن أبي إسحاق قال رجل للبراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما أفررتم عن رسول الله  يوم حنين قال لكن رسول الله لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام فأما رسول الله  فلم يفر فلقد رأيته وإنه لعلي بغلته البيضاء وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي  يقول : 
أنا النبي لا كذب 
أنا ابن عبد المطلب 

باب الركاب والغرز للدابة

[ 2710 ] حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  أنه كان إذا أدخل رجله في الغرز واستوت به ناقته قائمة أهل من عند مسجد ذي الحليفة 

باب ركوب الفرس العري

[ 2711 ] حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه استقبلهم النبي  على فرس عري ما عليه سرج في عنقه سيف 

باب الفرس القطوف

[ 2712 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن أهل المدينة فزعوا مرة فركب النبي  فرسا لأبي طلحة كان يقطف أو كان فيه قطاف فلما رجع قال وجدنا فرسكم هذا بحرا فكان بعد ذلك لا يجارى 

باب السبق بين الخيل

[ 2713 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال أجرى النبي  ما ضمر من الخيل من الحفياء إلى ثنية الوداع وأجرى ما لم يضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق قال ابن عمر وكنت فيمن أجرى قال عبد الله حدثنا سفيان قال : حدثني عبيد الله قال سفيان بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسة أميال أو ستة وبين ثنية إلى مسجد بني زريق ميل 

باب إضمار الخيل للسبق

[ 2714 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  سابق بين الخيل التي لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان سابق بها قال أبو عبد الله أمدا غاية { فطال عليهم الأمد } 

باب غاية السبق للخيل المضمرة

[ 2715 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال سابق رسول الله  بين الخيل التي قد أضمرت فأرسلها من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع فقلت لموسى فكم كان بين ذلك قال ستة أميال أو سبعة وسابق بين الخيل التي لم تضمر فأرسلها من ثنية الوداع وكان أمدها مسجد بني زريق قلت : فكم بين ذلك قال ميل أو نحوه وكان ابن عمر ممن سابق فيها 

باب ناقة النبي قال : ابن عمر أردف النبي أسامة على القصواء ، وقال المسور قال النبي ما خلأت القصواء

[ 2716 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كانت ناقة النبي  يقال لها العضباء 
[ 2717 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان للنبي  ناقة تسمى العضباء لا تسبق قال حميد أو لا تكاد تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه طوله موسى عن حماد عن ثابت عن أنس عن النبي  

باب بغلة النبي البيضاء قاله أنس ، وقال أبو حميد أهدى ملك أيله للنبي بغله بيضاء

[ 2718 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى حدثنا سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي  إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقة 
[ 2719 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال له رجل يا أبا عمارة وليتم يوم حنين قال لا والله ما ولى النبي  ولكن ولى سرعان الناس فلقيهم هوازن بالنبل والنبي  على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي  يقول : 
أنا النبي لا كذب 
أنا ابن عبد المطلب 

باب جهاد النساء

[ 2720 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها قالت استأذنت النبي  في الجهاد ، فقال جهادكن الحج ، وقال عبد الله بن الوليد حدثنا سفيان عن معاوية بهذا 
[ 2721 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن معاوية بهذا وعن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين عن النبي  سأله نساؤه عن الجهاد ، فقال : نعم الجهاد الحج 

باب غزو المرأة في البحر

[ 2722 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصارى قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول دخل رسول الله  على ابنه ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله ، فقال ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعلها منهم ثم عاد فضحك فقالت له مثل أو مم ذلك ، فقال لها مثل ذلك فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين ولست من الآخرين قال : قال أنس فتزوجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظه فلما قفلت ركبت دابتها فوقصت بها فسقطت عنها فماتت 

باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه

[ 2723 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا عبد الله بن عمر النميري حدثنا يونس قال : سمعت الزهري قال : سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن حديث عائشة كل حدثني طائفة من الحديث قالت كان النبي  إذا أراد أن يخرج أقرع بين نسائه فأيتهن يخرج سهمها خرج بها النبي  فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع النبي  بعد ما أنزل الحجاب 

باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال

[ 2724 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم أحد أنهزم الناس عن النبي  قال : ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب ، وقال غيره تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم 

باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو

[ 2725 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي مرط جيد ، فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله  التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي ، فقال عمر أم سليط أحق وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله  قال : عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد قال أبو عبد الله تزفر تخيط 

باب مداواة النساء الجرحى في الغزو

[ 2726 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا مع النبي  نسقي ونداوي الجرحى ونرد القتلى إلى المدينة 

باب رد النساء الجرحى والقتلى

[ 2727 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت كنا نغزو مع النبي  فنسقي القوم ونخدمهم ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة 

باب نزع السهم من البدن

[ 2728 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال رمي أبو عامر في ركبته فانتهيت إليه قال انزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء فدخلت على النبي  فأخبرته ، فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر 

باب الحراسة في الغزو في سبيل الله

[ 2729 ] حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول كان النبي  سهر فلما قدم المدينة قال ليت رجلا من أصحابي صالحا يحرسني الليلة إذ سمعنا صوت سلاح ، فقال من هذا ، فقال : أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك ونام النبي  
[ 2730 ] حدثنا يحيى بن يوسف أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض لم يرفعه إسرائيل عن أبي حصين وزادنا عمرو قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي  قال : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع قال أبو عبد الله لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين ، وقال تعسا كأنه يقول : فأتعسهم الله طوبى فعلى من كل شيء طيب وهي ياء حولت إلى الواو وهي من يطيب 

باب فضل الخدمة في الغزو

[ 2731 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال صحبت جرير بن عبد الله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس قال جرير إني رأيت الأنصار يصنعون شيئا لا أجد أحدا منهم إلا أكرمته 
[ 2732 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا محمد بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن حنطب أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول خرجت مع رسول الله  إلى خيبر أخدمه فلما قدم النبي  راجعا وبدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم أشار بيده إلى المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها كتحريم إبراهيم مكة اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا 
[ 2733 ] حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع عن إسماعيل بن زكريا حدثنا عاصم عن مورق العجلي عن أنس رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي  أكثرنا ظلا الذي يستظل بكسائه وأما الذين صاموا فلم يعملوا شيئا وأما الذين افطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا ، فقال النبي  ذهب المفطرون اليوم بالأجر 

باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر

[ 2734 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : كل سلامي عليه صدقة كل يوم يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع متاعه صدقة والكلمة الطيبة وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ودل الطريق صدقة 

باب فضل رباط يوم في سبيل الله وقول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا } إلى آخر الآية

[ 2735 ] حدثنا عبد الله بن منير سمع أبا النضر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها 

باب من غزا بصبي للخدمة

[ 2736 ] حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن عمرو عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال لأبي طلحة التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله  إذا نزل فكنت أسمعه كثيرا يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها رسول الله  لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ، ثم قال رسول الله  : إذن من حولك فكانت تلك وليمة رسول الله  على صفية ثم خرجنا إلى المدينة قال : فرأيت رسول الله  يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب فسرنا حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد ، فقال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم نظر إلى المدينة ، فقال اللهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم 

باب ركوب البحر

[ 2737 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن يحيى عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : حدثتني أم حرام أن النبي  قال : يوما في بيتها فاستيقظ وهو يضحك قالت : يا رسول الله ما يضحكك قال عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال أنت معهم ثم نام فاستيقظ وهو يضحك ، فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فيقول أنت من الأولين فتزوج بها عبادة بن الصامت فخرج بها إلى الغزو فلما رجعت قربت دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها 

باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب

[ 2738 ] وقال ابن عباس أخبرني أبو سفيان قال لي قيصر سألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فزعمت ضعفاءهم وهم أتباع الرسل 
[ 2739 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا محمد بن طلحة عن طلحة عن مصعب بن سعد قال رأى سعد رضى الله تعالى عنه أن له فضلا على من دونه ، فقال النبي  هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم 
[ 2740 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو سمع جابرا عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنهم عن النبي  قال : يأتي زمان يغزو فئام من الناس فيقال فيكم من صحب النبي  فيقال : نعم فيفتح عليه ثم يأتي زمان فيقال فيكم من صحب أصحاب النبي  فيقال : نعم فيفتح ثم يأتي زمان فيقال فيكم من صحب صاحب أصحاب النبي  فيقال : نعم فيفتح 

باب لا يقول : فلان شهيد

[ 2741 ] قال أبو هريرة عن النبي  الله أعلم بمن يجاهد في سبيله والله أعلم بمن يكلم في سبيله 
[ 2742 ] حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله  إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله  رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله  : أما إنه من أهل النار ، فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال : فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال : فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله  ، فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت : أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه ، فقال رسول الله  : عند ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة 

باب التحريض على الرمي وقول الله تعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم }

[ 2743 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد قال : سمعت سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال مر النبي  على نفر من أسلم ينتضلون ، فقال النبي  ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسول الله  : ما لكم لا ترمون قالوا كيف نرمي وأنت معهم ، فقال النبي  ارموا فأنا معكم كلكم 
[ 2744 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال : قال النبي  يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل 

باب اللهو بالحراب ونحوها

[ 2745 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا الحبشة يلعبون عند النبي  بحرابهم دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها ، فقال دعهم يا عمر وزاد علي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر في المسجد 

باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه

[ 2746 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان أبو طلحة يتترس مع النبي  بترس واحد وكان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى تشرف النبي  فينظر إلى موضع نبله 
[ 2747 ] حدثنا سعيد بن عفير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل قال لما كسرت بيضة النبي  على رأسه وأدمي وجهه وكسرت رباعيته وكان علي يختلف بالماء في المجن وكانت فاطمة تغسله فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرة عمدت إلى حصير فأحرقتها وألصقتها على جرحه فرقأ الدم 
[ 2748 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضى الله تعالى عنه قال : كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله  مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله  خاصة وكان ينفق على أهله نفقة سنته ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله 
[ 2749 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم قال : حدثني عبد الله بن شداد قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول : ما رأيت النبي  يفدي رجلا بعد سعد سمعته يقول ارم فداك أبي وأمي 

باب الدرق

[ 2750 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني ابن وهب قال عمرو حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها دخل علي رسول الله  وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني ، وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله  فأقبل عليه رسول الله  ، فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا قالت وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت رسول الله  وإما قال تشتهين تنظرين فقالت نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت : نعم قال : فاذهبي قال أحمد عن ابن وهب فلما غفل 

باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق

[ 2751 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  أحسن الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم النبي  وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال وجدناه بحرا أو قال إنه لبحر 

باب حلية السيوف

[ 2752 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي قال : سمعت سليمان بن حبيب قال : سمعت أبا أمامة يقول لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة إنما كانت حليتهم العلابي والآنك والحديد 

باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة

[ 2753 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبر أنه غزا مع رسول الله  قبل نجد فلما قفل رسول الله  قفل معه فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فنزل رسول الله  وتفرق الناس يستظلون بالشجر فنزل رسول الله  تحت سمرة وعلق بها سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله  يدعونا وإذا عنده أعرابي ، فقال إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا ، فقال من يمنعك مني ، فقال الله ثلاثا ولم يعاقبه وجلس 

باب لبس البيضة

[ 2754 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل رضى الله تعالى عنه أنه سئل عن جرح النبي  يوم أحد ، فقال جرح وجه النبي  وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة عليها السلام تغسل الدم وعلي يمسك فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت حصيرا فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألزقته فاستمسك الدم 

باب من لم ير كسر السلاح عند الموت

[ 2755 ] حدثنا عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي  إلا سلاحه وبغلة بيضاء وأرضا جعلها صدقة 

باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر

[ 2756 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سنان بن أبي سنان وأبو سلمة أن جابرا أخبره حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد أخبرنا ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان الدؤلي أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أخبره أنه غزا مع النبي  فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه فتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر فنزل النبي  تحت شجرة فعلق بها سيفه ثم نام فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به ، فقال النبي  إن هذا اخترط سيفي ، فقال من يمنعك قلت : الله فشام السيف فها هو ذا جالس ثم لم يعاقبه 

باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن النبي جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري

[ 2757 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن نافع مولى أبي قتادة الأنصارى عن أبي قتادة رضى الله تعالى عنه أنه كان مع رسول الله  حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذه ثم شد على الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب النبي  وأبى بعض فلما أدركوا رسول الله  سألوه عن ذلك قال إنما هي طعمة أطعمكموها الله وعن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة في الحمار الوحشي مثل حديث أبي النضر قال هل معكم من لحمه شيء 

باب ما قيل في درع النبي والقميص في الحرب ، وقال النبي أما خالد فقد احتبس أدراعه في سبيل الله

[ 2758 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  وهو في قبة اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر بيده ، فقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } ، وقال وهيب حدثنا خالد يوم بدر 
[ 2759 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت توفي رسول الله  ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير ، وقال يعلي حدثنا الأعمش درع من حديد ، وقال معلى حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش ، وقال رهنه درعا من حديد 
[ 2760 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما فكلما هم المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفي أثره وكلما هم البخيل بالصدقة انقبضت كل حلقة إلى صاحبتها وتقلصت عليه وانضمت يداه إلى تراقيه فسمع النبي  يقول : فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع 

باب الجبة في السفر والحرب

[ 2761 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش عن أبي الضحى مسلم هو ابن صبيح عن مسروق قال : حدثني المغيرة بن شعبة قال انطلق رسول الله  لحاجته ثم أقبل فلقيته بماء وعليه جبه شامية فمضمض واستنشق وغسل وجهه فذهب يخرج يديه من كميه فكانا ضيقين فأخرجهما من تحت فغسلهما ومسح برأسه وعلى خفيه 

باب الحرير في الحرب

[ 2762 ] حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا خالد حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا حدثهم أن النبي  رخص لعبد الرحمن بن عوف والزبير في قميص من حرير من حكة كانت بهما 
[ 2763 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا همام عن قتادة عن أنس حدثنا محمد بن سنان حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن عبد الرحمن بن عوف والزبير شكوا إلى النبي  يعني القمل فأرخص لهما في الحرير فرأيته عليهما في غزاة 
[ 2764 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة أخبرني قتادة أن أنسا حدثهم قال رخص النبي  لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام في حرير حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس رخص أو رخص لحكة بهما 

باب ما يذكر في السكين

[ 2765 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال : رأيت النبي  يأكل من كتف يحتز منها ثم دعي إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري وزاد فألقى السكين 

باب ما قيل في قتال الروم

[ 2766 ] حدثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي  يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام قلت : يا رسول الله أنا فيهم قال أنت فيهم ، ثم قال النبي  أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم فقلت : أنا فيهم يا رسول الله قال لا 

باب قتال اليهود

[ 2767 ] حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فأقتله 
[ 2768 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله  قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله 

باب قتال الترك

[ 2769 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب قال : قال النبي  إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة 
[ 2770 ] حدثنا سعيد بن محمد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن الأعرج قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله  : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر 

باب قتال الذين ينتعلون الشعر

[ 2771 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة قال سفيان وزاد فيه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة 

باب من صف أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابته واستنصر

[ 2772 ] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء وسأله رجل أكنتم فررتم يا أبا عمارة يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله  ولكنه خرج شبان أصحابه وإخفاؤهم حسرا ليس بسلاح فأتوا قوما رماة جمع هوازن وبني نصر ما يكاد يسقط لهم سهم فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هنالك إلى النبي  وهو على بغلته البيضاء وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر ، ثم قال 
أنا النبي لا كذب 
أنا ابن عبد المطلب ثم صف أصحابه 

باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة

[ 2773 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى حدثنا هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله  : ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس 
[ 2774 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  يدعو في القنوت اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم سنين كسني يوسف 
[ 2775 ] حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد أنه سمع عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما يقول دعا رسول الله  يوم الأحزاب على المشركين ، فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم 
[ 2776 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا جعفر بن عون حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  يصلي في ظل الكعبة ، فقال أبو جهل وناس من قريش ونحرت جزور بناحية مكة فأرسلوا فجاءوا من سلاها وطرحوه عليه فجاءت فاطمة فألقته عنه ، فقال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش لأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط قال عبد الله فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى قال أبو إسحاق ونسيت السابع ، وقال يوسف بن إسحاق عن أبي إسحاق أمية بن خلف ، وقال شعبة أمية أو أبي والصحيح أمية 
[ 2777 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن اليهود دخلوا على النبي  فقالوا السام عليك فلعنتهم ، فقال : ما لك قلت : أو لم تسمع ما قالوا قال : فلم تسمعي ما قلت : وعليكم 

باب هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب

[ 2778 ] حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي بن شهاب عن عمه قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله  كتب إلى قيصر ، وقال : فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين 

باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم

[ 2779 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن عبد الرحمن قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي  فقالوا يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها فقيل هلكت دوس قال اللهم اهد دوسا وأت بهم 

باب دعوة اليهود والنصارى وعلى ما يقاتلون عليه وما كتب النبي إلى كسرى وقيصر والدعوة قبل القتال

[ 2780 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن قتادة قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول لما أراد النبي  أن يكتب إلى الروم قيل له إنهم لا يقرؤون كتابا إلا أن يكون مختوما فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده ونقش فيه محمد رسول الله 
[ 2781 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس أخبره أن رسول الله  بعث بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى حرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال : فدعا عليهم النبي  أن يمزقوا كل ممزق 

باب دعاء النبي إلى الإسلام والنبوة وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله وقوله تعالى { ما كان لبشر أن يوتيه الله } إلى آخر الآية

[ 2782 ] حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره أن رسول الله  كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله  أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما جاء قيصر كتاب رسول الله  قال : حين قرأه التمسوا لي ها هنا أحدا من قومه لأسألهم عن رسول الله  قال : ابن عباس فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله  وبين كفار قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام فأنطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم ، فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان فقلت : أنا أقربهم إليه نسبا قال : ما قرابة ما بينك وبينه فقلت : هو ابن عمي وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري ، فقال قيصر أدنوه وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ، ثم قال لترجمانه قل لأصحابه إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا الحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سألني عنه ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته ، ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قلت : هو فينا ذو نسب قال : فهل قال هذا القول أحد منكم قبله قلت لا ، فقال كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول : ما قال : قلت لا قال : فهل كان من آبائه من ملك قلت لا قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قلت : بل ضعفاؤهم قال : فيزيدون أو ينقصون قلت : بل يزيدون قال : فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال : فهل يغدر قلت لا ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر قال أبو سفيان ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها قال : فهل قاتلتموه أو قاتلكم قلت : نعم قال : فكيف كانت حربه وحربكم قلت : كانت دولا وسجالا يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى قال : فماذا يأمركم قال يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة ، فقال لترجمانه حين قلت : ذلك له قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت : رجل يأتم بقول قد قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول : ما قال : فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت : يطلب ملك آبائه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل وأن حربكم وحربه تكون دولا ويدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة النبي قد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم أظن أنه منكم وإن يك ما قلت : حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت قدميه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله  فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم الأريسيين و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } قال أبو سفيان فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر بن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره 
[ 2783 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه سمع النبي  يقول : يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى ، فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فأمر فدعي له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ، فقال نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم 
[ 2784 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كان رسول الله  إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح فنزلنا خيبر ليلا حدثنا قتيبة حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس أن النبي  كان إذا غزا بنا 
[ 2785 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي  خرج إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما بليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله محمد والخميس ، فقال النبي  الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم { فساء صباح المنذرين 
[ 2786 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله رواه عمر وابن عمر عن النبي  

باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس

[ 2787 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب رضى الله تعالى عنه وكان قائد كعب من بنيه قال : سمعت كعب بن مالك حين تخلف عن رسول الله  ولم يكن رسول الله  يريد غزوة إلا ورى بغيرها 
[ 2788 ] وحدثني أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك قال : سمعت كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان رسول الله  قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله  في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل غزو عدو كثير فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبه عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد 
[ 2789 ] وعن يونس عن الزهري قال : أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه كان يقول لقلما كان رسول الله  يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس 
[ 2790 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه رضى الله تعالى عنه أن النبي  خرج يوم الخميس في غزوة تبوك وكان يحب أن يخرج يوم الخميس 

باب الخروج بعد الظهر

[ 2791 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي  صلى بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين وسمعتهم يصرخون بهما جميعا 

باب الخروج آخر الشهر

[ 2792 ] وقال كريب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما انطلق النبي  من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة وقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة 
[ 2793 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة رضى الله تعالى عنها تقول خرجنا مع رسول الله  لخمس ليال بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا الحج فلما دنونا من مكة أمر رسول الله  من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت عائشة فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت : ما هذا ، فقال نحر رسول الله  عن أزواجه قال يحيى فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد ، فقال أتتك والله بالحديث على وجهه 

باب الخروج في رمضان

[ 2794 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : حدثني الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج النبي  في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر قال سفيان قال الزهري أخبرني عبيد الله عن ابن عباس وساق الحديث 

باب التوديع

[ 2795 ] وقال ابن وهب أخبرني عمرو عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال بعثنا رسول الله  في بعث ، وقال لنا إن لقيتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش سماهما فحرقوهما بالنار قال ثم أتيناه نودعه حين أردنا الخروج ، فقال إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن أخذتموهما فاقتلوهما 

باب السمع والطاعة للإمام

[ 2796 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  وحدثني محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة 

باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به

[ 2797 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد أن الأعرج حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله  يقول : نحن الآخرون السابقون وبهذا الإسناد من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه 

باب البيعة في الحرب أن لا يفروا ، وقال بعضهم على الموت لقول الله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة }

[ 2798 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع قال : قال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها كانت رحمة من الله فسألت نافعا على أي شيء بايعهم على الموت قال لا بل بايعهم على الصبر 
[ 2799 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد رضى الله تعالى عنه قال لما كان زمن الحرة أتاه آت ، فقال له ان ابن حنظلة يبايع الناس على الموت ، فقال لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله  
[ 2800 ] حدثنا المكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال بايعت النبي  ثم عدلت إلى ظل الشجرة فلما خف الناس قال : يا ابن الأكوع ألا تبايع قال : قلت : قد بايعت يا رسول الله قال وأيضا فبايعته الثانية فقلت له يا أبا مسلم على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ قال على الموت 
[ 2801 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حميد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه يقول كانت الأنصار يوم الخندق تقول 
نحن الذين بايعوا محمدا 
على الجهاد ما حيينا أبدا فأجابهم النبي  ، فقال 
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة 
فأكرم الأنصار والمهاجرة 
[ 2802 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن مجاشع رضى الله تعالى عنه قال أتيت النبي  أنا وأخي فقلت : بايعنا على الهجرة ، فقال مضت الهجرة لأهلها فقلت : علام تبايعنا قال على الإسلام والجهاد 

باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون

[ 2803 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل قال : قال عبد الله رضى الله تعالى عنه لقد أتاني اليوم رجل فسألني عن أمر ما دريت ما أرد عليه ، فقال أرأيت رجلا مؤديا نشيطا يخرج مع أمرائنا في المغازي فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها فقلت له والله ما أدري ما أقول لك إلا أنا كنا مع النبي  فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا فشفاه منه وأوشك أن لا تجدوه والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره 

باب كان النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس

[ 2804 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما فقرأته إن رسول الله  في بعض أيامه التي لقي فيها انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس خطيبا قال أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم 

باب استئذان الرجل الإمام لقوله { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك } إلى آخر الآية

[ 2805 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال غزوت مع رسول الله  قال : فتلاحق بي النبي  وأنا على ناضح لنا قد أعيا فلا يكاد يسير ، فقال لي ما لبعيرك قال : قلت : عيي قال : فتخلف رسول الله  فزجره ودعا له فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير ، فقال لي كيف ترى بعيرك قال : قلت : بخير قد أصابته بركتك قال أفتبيعنيه قال : فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره قال : فقلت : نعم قال : فبعنيه فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة قال : فقلت : يا رسول الله إني عروس فاستأذنته فأذن لي فتقدمت الناس إلى المدينة فلقيني خالي فسألني عن البعير فأخبرته بما صنعت فيه فلامني قال وقد كأن رسول الله  قال لي حين استأذنته هل تزوجت بكرا أم ثيبا فقلت : تزوجت ثيبا ، فقال هلا تزوجت بكرا تلاعبها وتلاعبك قلت : يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن قال : فلما قدم رسول الله  المدينة غدوت عليه بالبعير فأعطاني ثمنه ورده علي قال المغيرة هذا في قضائنا حسن لا نرى به بأسا 

باب من غزا

وهو حديث عهد بعرسه فيه جابر عن النبي

باب من اختار الغزو بعد البناء

فيه أبو هريرة عن النبي

باب مبادرة الإمام عند الفزع

[ 2806 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثني قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كان بالمدينة فزع فركب رسول الله  فرسا لأبي طلحة ، فقال : ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا 

باب السرعة والركض في الفزع

[ 2807 ] حدثنا الفضل بن سهل حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير بن حازم عن محمد عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : فزع الناس فركب رسول الله  فرسا لأبي طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلفه ، فقال لم تراعوا إنه لبحر فما سبق بعد ذلك اليوم 

باب الجعائل والحملان في السبيل ، وقال مجاهد قلت لابن عمر الغزو قال إني أحب أن أعينك بطائفة من مالي قلت : أوسع الله علي قال إن غناك لك وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه ، وقال عمر إن ناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا ثم لا يجاهدون فمن فعله فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ ، وقال طاوس ومجاهد إذا دفع إليك شيء تخرج به في سبيل الله فاصنع به ما شئت وضعه عند أهلك

[ 2808 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت مالك بن أنس سأل زيد بن أسلم ، فقال زيد سمعت أبي يقول : قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه حملت على فرس في سبيل الله فرأيته يباع فسألت النبي  اشتريه ، فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك 
[ 2809 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله  ، فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك 
[ 2810 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد الأنصارى قال : حدثني أبو صالح قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية ولكن لا أجد حمولة ولا أجد ما أحملهم عليه ويشق علي أن يتخلفوا عني ولوددت أني قاتلت في سبيل الله فقتلت ثم أحييت ثم قتلت ثم أحييت 

باب ما قيل في لواء النبي

[ 2811 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم قال : حدثني الليث قال : أخبرني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن قيس بن سعد الأنصارى رضى الله تعالى عنه وكان صاحب لواء رسول الله  أراد الحج فرجل 
[ 2812 ] حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال : كان علي رضى الله تعالى عنه تخلف عن النبي  في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله  فخرج علي فلحق بالنبي  فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها ، فقال رسول الله  : لأعطين الراية أو قال ليأخذن غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله  ففتح الله عليه 
[ 2813 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن نافع بن جبير قال : سمعت العباس يقول للزبير رضى الله تعالى عنهما ها هنا أمرك النبي  أن تركز الراية 

باب الأجير ، وقال الحسن وابن سيرين يقسم للأجير من المغنم وأخذ عطية بن قيس فرسا على النصف فبلغ سهم الفرس أربعمائة دينار فأخذ مائتين وأعطى صاحبه مائتين

[ 2814 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان حدثنا ابن جريج عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال غزوت مع رسول الله  غزوة تبوك فحملت على بكر فهو أوثق أعمالي في نفسي فاستأجرت أجيرا فقاتل رجلا فعض أحدهما الآخر فانتزع يده من فيه ونزع ثنيته فأتى النبي  فأهدرها ، فقال أيدفع يده إليك فتقضمها كما يقضم الفحل 

باب قول النبي نصرت بالرعب مسيرة شهر

وقوله جل وعز { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله } قاله جابر عن النبي

[ 2815 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو هريرة وقد ذهب رسول الله  وأنتم تنتثلونها 
[ 2816 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله ان ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه وهم بإيلياء ثم دعا بكتاب رسول الله  فلما فرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب فارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد أمر أمر بن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر 

باب حمل الزاد في الغزو وقول الله تعالى { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }

[ 2817 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام قال : أخبرني أبي وحدثتني أيضا فاطمة عن أسماء رضى الله تعالى عنها قالت صنعت سفرة رسول الله  في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة قالت فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي قال : فشقيه باثنين فاربطيه بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين 
[ 2818 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان عن عمرو قال : أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا نتزود لحوم الأضاحي على عهد النبي  إلى المدينة 
[ 2819 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال : سمعت يحيى قال : أخبرني بشير بن يسار أن سويد بن النعمان رضى الله تعالى عنه أخبره أنه خرج مع النبي  عام خيبر حتى إذا كانوا بالصهباء وهي من خيبر وهي أدنى خيبر فصلوا العصر فدعا النبي  بالأطعمة فلم يؤت النبي  إلا بسويق فلكنا فأكلنا وشربنا ثم قام النبي  فمضمض ومضمضنا وصلينا 
[ 2820 ] حدثنا بشر بن مرحوم حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضى الله تعالى عنه قال خفت أزواد الناس وأملقوا فأتوا النبي  في نحر إبلهم فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه ، فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم فدخل عمر على النبي  ، فقال : يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم قال رسول الله  : ناد في الناس يأتون بفضل ازوادهم فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ، ثم قال رسول الله  : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله 

باب حمل الزاد على الرقاب

[ 2821 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا عبدة عن هشام عن وهب بن كيسان عن جابر رضى الله تعالى عنه قال خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة قال رجل يا أبا عبد الله وأين كانت التمرة تقع من الرجل قال لقد وجدنا فقدها حين فقدناها حتى أتينا البحر فإذا حوت قد قذفه البحر فأكلنا منه ثمانية عشر يوما ما أحببنا 

باب إرداف المرأة خلف أخيها

[ 2822 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا عثمان بن الأسود حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج ، فقال لها اذهبي وليردفك عبد الرحمن فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم فانتظرها رسول الله  بأعلى مكة حتى جاءت 
[ 2823 ] حدثني عبد الله حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما قال أمرني النبي  أن أردف عائشة وأعمرها من التنعيم 

باب الارتداف في الغزو والحج

[ 2824 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كنت رديف أبي طلحة وإنهم ليصرخون بها جميعا الحج والعمرة 

باب الردف على الحمار

[ 2825 ] حدثنا قتيبة حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  ركب على حمار على إكاف عليه قطيفة وأردف أسامة وراءه 
[ 2826 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال يونس أخبرني نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته مردفا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول الله  ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا طويلا ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله  فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة 

باب من أخذ بالركاب ونحوه

[ 2827 ] حدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الإثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوه يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة 

باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو وكذلك يروى عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي وتابعه بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن النبي وقد سافر النبي وأصحابه في أرض العدو وهم يعلمون القرآن

[ 2828 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو 

باب التكبير عند الحرب

[ 2829 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال صبح النبي  خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا هذا محمد والخميس محمد والخميس فلجؤوا إلى الحصن فرفع النبي  يديه ، وقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين وأصبنا حمرا فطبخناها فنادى منادي النبي  إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فأكفئت القدور بما فيها تابعه علي عن سفيان رفع النبي  يديه 

باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير

[ 2830 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله  فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا ، فقال النبي  يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده 

باب التسبيح إذا هبط واديا

[ 2831 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا 

باب التكبير إذا علا شرفا

[ 2832 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه قال كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا 
[ 2833 ] حدثنا عبد الله قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي  إذا قفل من الحج أو العمرة ولا أعلمه إلا قال الغزو يقول كلما أوفي على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا ، ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده قال صالح فقلت له ألم يقل عبد الله إن شاء الله قال لا 

باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة

[ 2834 ] حدثنا مطر بن الفضل حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال : سمعت أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر ، فقال له أبو بردة سمعت أبا موسى مرارا يقول : قال رسول الله  : إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا 

باب السير وحده

[ 2835 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن المنكدر قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول ندب النبي  الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير قال النبي  إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير قال سفيان الحواري الناصر 
[ 2836 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم بن محمد قال : حدثني أبي عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  حدثنا أبو نعيم حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن ابن عمر عن النبي  قال لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده 

باب السرعة في السير

قال أبو حميد قال النبي إني متعجل إلى المدينة فمن أراد أن يتعجل معي فليتعجل

[ 2837 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال : أخبرني أبي قال : وسئل أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنهما وكان يحيى يقول وأنا أسمع فسقط عني عن مسير النبي  في حجة الوداع قال : فكان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص والنص فوق العنق 
[ 2838 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال : أخبرني زيد هو ابن أسلم عن أبيه قال : كنت مع عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما بطريق مكة فبلغه عن صفية بنت أبي عبيد شدة وجع فأسرع السير حتى إذا كان بعد غروب الشفق ثم نزل فصلى المغرب والعتمة يجمع بينهما ، وقال إني رأيت النبي  إذا جد به السير أخر المغرب وجمع بينهما 
[ 2839 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله 

باب إذا حمل على فرس فرآها تباع

[ 2840 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب حمل على فرس في سبيل الله فوجده يباع فأراد أن يبتاعه فسأل رسول الله  ، فقال لا تبتعه ولا تعد في صدقتك 
[ 2841 ] حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول حملت على فرس في سبيل الله فابتاعه أو فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه بائعه برخص فسألت النبي  ، فقال لا تشتره وإن بدرهم فإن العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه 

باب الجهاد بإذن الأبوين

[ 2842 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال : سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما يقول جاء رجل إلى النبي  فاستأذنه في الجهاد ، فقال أحي والداك قال : نعم قال : ففيهما فجاهد 

باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل

[ 2843 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصارى رضى الله تعالى عنه أخبره أنه كان مع رسول الله  في بعض أسفاره قال عبد الله حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله  رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت 

باب من اكتتب في جيش فخرجت امرأته حاجة وكان له عذر هل يؤذن له

[ 2844 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي  يقول : لا يخلون رجل بامرأة ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم فقام رجل ، فقال : يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة قال اذهب فحج مع امرأتك 

باب الجاسوس وقول الله تعالى { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } التجسس التبحث

[ 2845 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال : أخبرني حسن بن محمد قال : أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول بعثني رسول الله  أنا والزبير والمقداد بن الأسود قال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة ومعها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى انتهينا إلى الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله  فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله  ، فقال رسول الله  : يا حاطب ما هذا قال : يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله  : لقد صدقكم قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال سفيان وأي إسناد هذا 

باب الكسوة للأسارى

[ 2846 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال لما كان يوم بدر أتى بأسارى وأتى بالعباس ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي  له قميصا فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه فكساه النبي  إياه فلذلك نزع النبي  قميصه الذي ألبسه قال ابن عيينة كانت له عند النبي  يد فأحب أن يكافئه 

باب فضل من أسلم على يديه رجل

[ 2847 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري عن أبي حازم قال : أخبرني سهل رضى الله تعالى عنه يعني ابن سعد قال : قال النبي  يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي فغدوا كلهم يرجونه ، فقال أين علي فقيل يشتكي عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه ، فقال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم 

باب الأسارى في السلاسل

[ 2848 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل 

باب فضل من أسلم من أهل الكتابين

[ 2849 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا صالح بن حي أبو حسن قال : سمعت الشعبي يقول حدثني أبو بردة أنه سمع أباه عن النبي  قال : ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين الرجل تكون له الأمة فيعلمها فيحسن تعليمها ويؤدبها فيحسن أدبها ثم يعتقها فيتزوجها فله أجران ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنا ثم آمن بالنبي  فله أجران والعبد الذي يؤدي حق الله وينصح لسيده ، ثم قال الشعبي وأعطيتكها بغير شيء وقد كان الرجل يرحل في أهون منها إلى المدينة 

باب أهل الدار يبيتون فيصاب الولدان والذراري { بياتا } ليلا { لنبيتنه } ليلا { بيت } ليلا

[ 2850 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة رضى الله تعالى عنهم قال مر بي النبي  بالأبواء أو بودان وسئل عن أهل الدار يبيتون من المشركين فيصاب من نسائهم وذراريهم قال هم منهم وسمعته يقول لا حمى إلا لله تعالى ولرسوله  وعن الزهري أنه سمع عبيد الله عن ابن عباس حدثنا الصعب في الذراري كان عمرو يحدثنا عن ابن شهاب عن النبي  فسمعناه من الزهري قال : أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب قال هم منهم ولم يقل كما قال عمرو هم من آبائهم 

باب قتل الصبيان في الحرب

[ 2851 ] حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا الليث عن نافع أن عبد الله رضى الله تعالى عنه أخبره أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي  مقتولة فأنكر رسول الله  قتل النساء والصبيان 

باب قتل النساء في الحرب

[ 2852 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة حدثكم عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله  فنهى رسول الله  عن قتل النساء والصبيان 

باب لا يعذب بعذاب الله

[ 2853 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال بعثنا رسول الله  في بعث ، فقال إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله  : حين أردنا الخروج إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما 
[ 2854 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضى الله تعالى عنه حرق قوما فبلغ بن عباس ، فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي  قال لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي  من بدل دينه فاقتلوه 

باب { فإما منا بعد وإما فداء } فيه حديث ثمامة وقوله عز وجل { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } يعني يغلب { في الأرض تريدون عرض الدنيا } الآية باب هل للأسير أن يقتل ويخدع الذين أسروه حتى ينجو من الكفرة فيه المسور عن النبي باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق

[ 2855 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رهطا من عكل ثمانية قدموا على النبي  فاجتووا المدينة فقالوا يا رسول الله ابغنا رسلا قال : ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود فانطلقوا فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فأتى الصريخ النبي  فبعث الطلب فما ترجل النهار حتى أتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر بمسامير فأحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحرة يستسقون فما يسقون حتى ماتوا قال أبو قلابة قتلوا وسرقوا وحاربوا الله ورسوله  وسعوا في الأرض فسادا 
[ 2856 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله  يقول : قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح 

باب حرق الدور والنخيل

[ 2857 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس بن أبي حازم قال : قال لي جرير قال لي رسول الله  : ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا في خثعم يسمى كعبة اليمانية قال : فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل قال وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ، وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله  يخبره ، فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجوف أو أجرب قال : فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات 
[ 2858 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال حرق النبي  نخل بني النضير 

باب قتل النائم المشرك

[ 2859 ] حدثنا علي بن مسلم حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله  رهطا من الأنصار إلى أبي رافع ليقتلوه فانطلق رجل منهم فدخل حصنهم قال : فدخلت في مربط دواب لهم قال وأغلقوا باب الحصن ثم إنهم فقدوا حمارا لهم فخرجوا يطلبونه فخرجت فيمن خرج أريهم أنني أطلبه معهم فوجدوا الحمار فدخلوا ودخلت وأغلقوا باب الحصن ليلا فوضعوا المفاتيح في كوة حيث أراها فلما ناموا أخذت المفاتيح ففتحت باب الحصن ثم دخلت عليه فقلت : يا أبا رافع فأجابني فتعمدت الصوت فضربته فصاح فخرجت ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت : يا أبا رافع وغيرت صوتي ، فقال : ما لك لأمك الويل قلت : ما شأنك قال لا أدري من دخل علي فضربني قال : فوضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم ثم خرجت وأنا دهش فأتيت سلما لهم لأنزل منه فوقعت فوثئت رجلي فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز قال : فقمت وما بي قلبة حتى أتينا النبي  فأخبرناه 
[ 2860 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال بعث رسول الله  رهطا من الأنصار إلى أبي رافع فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا فقتله وهو نائم 

باب لا تمنوا لقاء العدو

[ 2861 ] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن موسى بن عقبة قال : حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله كنت كاتبا له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه أن رسول الله  في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس ، فقال أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم 
[ 2862 ] وقال موسى بن عقبة حدثني سالم أبو النضر كنت كاتبا لعمر بن عبيد الله فأتاه كتاب عبد الله بن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال لا تمنوا لقاء العدو 
[ 2863 ] وقال أبو عامر حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا 

باب الحرب خدعة

[ 2864 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله وسمى الحرب خدعة 
[ 2865 ] حدثنا أبو بكر ابن أصرم أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمى النبي  الحرب خدعة 
[ 2866 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  الحرب خدعة 

باب الكذب في الحرب

[ 2867 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي  قال : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله قال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله يا رسول الله قال : نعم قال : فأتاه ، فقال إن هذا يعني النبي  قد عنانا وسألنا الصدقة قال وأيضا والله لتملنه قال : فإنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى ما يصير أمره قال : فلم يزل يكلمه حتى استمكن منه فقتله 

باب الفتك بأهل الحرب

[ 2868 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن النبي  قال : من لكعب بن الأشرف ، فقال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله قال : نعم قال : فأذن لي فأقول قال قد فعلت 

باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته

[ 2869 ] قال الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه قال انطلق رسول الله  ومعه أبي بن كعب قبل بن صياد فحدث به في نخل فلما دخل عليه رسول الله  النخل طفق يتقي بجذوع النخل وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة فرأت أم بن صياد رسول الله  فقالت : يا صاف هذا محمد فوثب بن صياد ، فقال رسول الله  : لو تركته بين 

باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق فيه سهل وأنس عن النبي وفيه يزيد عن سلمة

[ 2870 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي  يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة 
اللهم لولا أنت ما اهتدينا 
ولا تصدقنا ولا صلينا 
فأنزلن سكينة علينا 
وثبت الأقدام إن لاقينا 
إن الأعداء قد بغوا علينا 
إذا أرادوا فتنة أبينا يرفع بها صوته 

باب من لا يثبت على الخيل

[ 2871 ] حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضى الله تعالى عنه قال : ما حجبني النبي  منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري ، وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا 

باب دواء الجرح بإحراق الحصير

وغسل المرأة عن أبيها الدم عن وجهه وحمل الماء في الترس

[ 2872 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو حازم قال سألوا سهل بن سعد الساعدي رضى الله تعالى عنه بأي شيء دووي جرح النبي  ، فقال : ما بقي من الناس أحد أعلم به مني كان علي يجيء بالماء في ترسه وكانت يعني فاطمة تغسل الدم عن وجهه وأخذ حصير فأحرق ثم حشي به جرح رسول الله  

باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه ، وقال الله تعالى { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } قال قتادة الريح الحرب

[ 2873 ] حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أن النبي  بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا 
[ 2874 ] حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما يحدث قال جعل النبي  على الرجالة يوم أحد وكانوا خمسين رجلا عبد الله بن جبير ، فقال إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطاناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم فهزموهم قال : فأنا والله رأيت النساء يشتددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ، فقال عبد الله بن جبير أنسيتم ما قال لكم رسول الله  قالوا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي  غير اثني عشر رجلا فأصابوا منا سبعين وكان النبي  وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة سبعين أسيرا وسبعين قتيلا ، فقال أبو سفيان أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم النبي  أن يجيبوه ، ثم قال أفي القوم بن أبي قحافة ثلاث مرات ، ثم قال أفي القوم بن الخطاب ثلاث مرات ثم رجع إلى أصحابه ، فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا فما ملك عمر نفسه ، فقال كذبت والله يا عدوالله إن الذين عددت لأحياء كلهم وقد بقي لك ما يسوؤك قال يوم بيوم بدر والحرب سجال إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني ثم أخذ يرتجز أعل هبل أعل هبل قال النبي  ألا تجيبونه قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله أعلى وأجل قال إن لنا العزى ولا عزى لكم ، فقال النبي  ألا تجيبونه قال قالوا يا رسول الله ما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم 

باب إذا فزعوا بالليل

[ 2875 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رسول الله  أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس قال وقد فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا قال : فتلقاهم النبي  على فرس لأبي طلحة عري وهو متقلد سيفه ، فقال لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال رسول الله  : وجدته بحرا يعني الفرس 

باب من رأى العدو فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع الناس

[ 2876 ] حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة أنه أخبره قال خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف قلت : ويحك ما بك قال أخذت لقاح النبي  قلت : من أخذها قال غطفان وفزارة فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها يا صباحاه يا صباحاه ثم اندفعت حتى ألقاهم وقد أخذوها فجعلت أرميهم وأقول 
أنا ابن الأكوع 
واليوم يوم الرضع فاستنقذتها منهم قبل أن يشربوا فأقبلت بها أسوقها فلقيني النبي  فقلت : يا رسول الله إن القوم عطاش وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم فابعث في أثرهم ، فقال : يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إن القوم يقرون في قومهم 

باب من قال خذها وأنا بن فلان ، وقال سلمة خذها وأنا بن الأكوع

[ 2877 ] حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال سأل رجل البراء رضى الله تعالى عنه ، فقال : يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال البراء وأنا أسمع أما رسول الله  لم يول يومئذ كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول 
أنا النبي لا كذب 
أنا ابن عبد المطلب قال : فما رئي من الناس يومئذ أشد منه 

باب إذا نزل العدو على حكم رجل

[ 2878 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي أمامة هو ابن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ بعث رسول الله  وكان قريبا منه فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله  : قوموا إلى سيدكم فجاء فجلس إلى رسول الله  ، فقال له إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال : فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبي الذرية قال لقد حكمت فيهم بحكم الملك 

باب قتل الأسير وقتل الصبر

[ 2879 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجل ، فقال ان ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، فقال اقتلوه 

باب هل يستأسر الرجل ومن لم يستأسر ومن ركع ركعتين عند القتل

[ 2880 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي وهو حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بعث رسول الله  عشرة رهط سرية عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصارى جد عاصم بن عمر فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة فقالوا هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا قال عاصم بن ثابت أمير السرية أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصارى وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم ، فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعه بدر فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها فأعارته فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي ، فقال تخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب ذروني أركع ركعتين فتركوه فركع ركعتين ، ثم قال لو لا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها اللهم أحصهم عددا 
ولست أبالي حين أقتل مسلما 
على أي شق كان لله مصرعي 
وذلك في ذات الإله وإن يشأ 
يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله بن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي  أصحابه خبرهم وما أصيبوا وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ليؤتوا بشيء منه يعرف وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا 

باب فكاك الأسير فيه عن أبي موسى عن النبي

[ 2881 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض 
[ 2882 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا مطرف أن عامرا حدثهم عن أبي جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : قلت لعلي رضى الله تعالى عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت : وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر 

باب فداء المشركين

[ 2883 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال : حدثني أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله  فقالوا يا رسول الله ائذن فلنترك لابن أختنا عباس فداءه ، فقال لا تدعون منها درهما 
[ 2884 ] وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أتى النبي  بمال من البحرين فجاءه العباس ، فقال : يا رسول الله أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا ، فقال خذ فأعطاه في ثوبه 
[ 2885 ] حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه وكان جاء في أسارى بدر قال : سمعت النبي  يقرأ في المغرب بالطور 

باب الحربي إذا دخل دار الإسلام بغير أمان

[ 2886 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو العميس عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال أتى النبي  عين من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل ، فقال النبي  اطلبوه واقتلوه فقتله فنفله سلبه 

باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون

[ 2887 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون عن عمر رضى الله تعالى عنه قال وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله  أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم 

باب جوائز الوفد هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم

[ 2888 ] حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال اشتد برسول الله  وجعه يوم الخميس ، فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله  قال : دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة ، وقال يعقوب بن محمد سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن جزيرة العرب ، فقال مكة والمدينة واليمامة واليمن ، وقال يعقوب والعرج أول تهامة 

باب التجمل للوفود

[ 2889 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال وجد عمر حلة استبرق تباع في السوق فأتى بها رسول الله  ، فقال : يا رسول الله ابتع هذه الحلة فتجمل بها للعيد وللوفود ، فقال رسول الله  : إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له فلبث ما شاء الله ثم أرسل إليه النبي  بجبة ديباج فأقبل بها عمر حتى أتى بها رسول الله  ، فقال : يا رسول الله قلت : إنما هذه لباس من لا خلاق له أو إنما يلبس هذه من لا خلاق له ثم أرسلت إلي بهذه ، فقال تبيعها أو تصيب بها بعض حاجتك 

باب كيف يعرض الإسلام على الصبي

[ 2890 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي  مع النبي  قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وقد قارب يومئذ بن صياد يحتلم فلم يشعر حتى ضرب النبي  ظهره بيده ، ثم قال النبي  أتشهد أني رسول الله  فنظر إليه بن صياد ، فقال أشهد أنك رسول الأميين ، فقال ابن صياد للنبي  أتشهد أني رسول الله قال له النبي  آمنت بالله ورسله قال النبي  ماذا ترى قال ابن صياد يأتيني صادق وكاذب قال النبي  خلط عليك الأمر قال النبي  إني قد خبأت لك خبيئا قال ابن صياد هو الدخ قال النبي  اخسأ فلن تعدو قدرك قال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال النبي  إن يكنه فلن تسلط عليه إن لم يكنه فلا خير لك في قتله 
[ 2891 ] قال ابن عمر انطلق النبي  وأبي بن كعب يأتيان النخل الذي فيه بن صياد حتى إذا دخل النخل طفق النبي  يتقي بجذوع النخل وهو يختل بن صياد أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمزة فرأت أم بن صياد النبي  وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد أي صاف وهو اسمه فثار بن صياد ، فقال النبي  لو تركته بين 
[ 2892 ] وقال سالم قال ابن عمر ثم قام النبي  في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال ، فقال إني أنذركموه وما من نبي إلا قد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور 

باب قول النبي لليهود أسلموا تسلموا قاله المقبري عن أبي هريرة باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم

[ 2893 ] حدثنا محمود أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال : قلت : يا رسول الله أين تنزل غدا في حجته قال وهل ترك لنا عقيل منزلا ، ثم قال نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب حيث قاسمت قريش على الكفر وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم قال الزهري والخيف الوادي 
[ 2894 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى ، فقال : يا هني اضمم جناحك عن المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي ونعم بن عوف ونعم بن عفان فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى نخل وزرع إن رب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتني ببنيه فيقول يا أمير المؤمنين أفتاركهم أنا لا أبا لك فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق وأيم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا 

باب كتابة الإمام الناس

[ 2895 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل فقلنا نخاف ونحن ألف وخمسمائة فلقد رأيتنا ابتلينا حتى إن الرجل ليصلي وحده وهو خائف حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش فوجدناهم خمسمائة قال أبو معاوية ما بين ستمائة إلى سبعمائة 
[ 2896 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي معبد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال جاء رجل إلى النبي  ، فقال : يا رسول الله إني كتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي حاجة قال ارجع فحج مع امرأتك 

باب إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر

[ 2897 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح وحدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال شهدنا مع رسول الله  خيبر ، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة فقيل : يا رسول الله الذي قلت : إنه من أهل النار فإنه قد قاتل اليوم قتالا شديدا وقد مات ، فقال النبي  إلى النار قال : فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي  بذلك ، فقال الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى بالناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر 

باب من تأمر في الحرب من غير إمرة إذا خاف العدو

[ 2898 ] حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خطب رسول الله  ، فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد بن الوليد عن غير إمرة ففتح عليه وما يسرني أو قال : ما يسرهم أنهم عندنا ، وقال وإن عينيه لتذرفان 

باب العون بالمدد

[ 2899 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي وسهل بن يوسف عن سعيد عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه أن النبي  أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان فزعموا أنهم قد أسلموا واستمدوه على قومهم فأمدهم النبي  بسبعين من الأنصار قال أنس كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان قال قتادة وحدثنا أنس أنهم قرؤوا بهم قرآنا ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ثم رفع ذلك بعد

باب من غلب العدو فأقام عل عرصتهم ثلاثا

[ 2900 ] حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة رضى الله تعالى عنهما عن النبي  أنه كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال تابعه معاذ وعبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي  

باب من قسم الغنيمة في غزوه وسفره ، وقال رافع كنا مع النبي بذي الحليفة فأصبنا غنما وإبلا فعدل عشرة من الغنم ببعير

[ 2901 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا أخبره قال اعتمر النبي  من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين 

باب إذا غنم المشركون مال المسلم ثم وجده المسلم

[ 2902 ] قال ابن نمير حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ذهب فرس له فأخذه العدو فظهر عليه المسلمون فرد عليه في زمن رسول الله  وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي  
[ 2903 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : أخبرني نافع أن عبدا لابن عمر أبق فلحق بالروم فظهر عليه خالد بن الوليد فرده على عبد الله وأن فرسا لابن عمر عار فلحق بالروم فظهر عليه فردوه على عبد الله قال أبو عبد الله عار مشتق من العير وهو حمار وحش أي هرب 
[ 2904 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان على فرس يوم لقي المسلمون وأمير المسلمين يومئذ خالد بن الوليد بعثه أبو بكر فأخذه العدو فلما هزم العدو رد خالد فرسه 

باب من تكلم بالفارسية والرطانة وقوله تعالى { واختلاف ألسنتكم وألوانكم } { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه }

[ 2905 ] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان أخبرنا سعيد بن ميناء قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قلت : يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير فتعال أنت ونفر فصاح النبي  ، فقال : يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بكم 
[ 2906 ] حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن خالد بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت أتيت رسول الله  مع أبي وعلي قميص أصفر قال رسول الله  : سنه سنه قال عبد الله وهي بالحبشية حسنة قالت فذهبت ألعب بخاتم النبوة فزبرني أبي قال رسول الله  : دعها ، ثم قال رسول الله  : أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي قال عبد الله فبقيت حتى ذكر 
[ 2907 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال النبي  بالفارسية كخ كخ أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة 

باب الغلول وقول الله تعالى { ومن يغلل يأت بما غل }

[ 2908 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن أبي حيان قال : حدثني أبو زرعة قال : حدثني أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال قام فينا النبي  فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك وعلى رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ، وقال أيوب عن أبي حيان فرس له حمحمة 

باب القليل من الغلول ولم يذكر عبد الله بن عمرو عن النبي أنه حرق متاعه وهذا أصح

[ 2909 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال : كان على ثقل النبي  رجل يقال له كركرة فمات ، فقال رسول الله  : هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها قال أبو عبد الله قال ابن سلام كركرة يعني بفتح الكاف وهو مضبوط كذا 

باب ما يكره من ذبح الإبل والغنم في المغانم

[ 2910 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده رافع قال كنا مع النبي  بذي الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان النبي  في أخريات الناس فعجلوا فنصبوا القدور فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير فند منها بعير وفي القوم خيل يسير فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه الله ، فقال هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم فاصنعوا به هكذا ، فقال جدي إنا نرجو أو نخاف أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب ، فقال : ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة 

باب البشارة في الفتوح

[ 2911 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل قال : حدثني قيس قال : قال لي جرير بن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لي رسول الله  : ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا فيه خثعم يسمى كعبة اليمانية فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأخبرت النبي  أني لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ، فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها فأرسل إلى النبي  يبشره ، فقال رسول جرير يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال مسدد بيت في خثعم 

باب ما يعطى البشير وأعطى كعب بن مالك ثوبين حين بشر بالتوبة باب لا هجرة بعد الفتح

[ 2912 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شيبان عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا 
[ 2913 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد عن أبي عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود قال جاء مجاشع بأخيه مجالد بن مسعود إلى النبي  ، فقال هذا مجالد يبايعك على الهجرة ، فقال لا هجرة بعد فتح مكة ولكن أبايعه على الإسلام 
[ 2914 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو وابن جريج سمعت عطاء يقول ذهبت مع عبيد بن عمير إلى عائشة رضى الله تعالى عنها وهي مجاورة بثبير فقالت لنا انقطعت الهجرة منذ فتح الله على نبيه  مكة 

باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن

[ 2915 ] حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن وكان عثمانيا ، فقال لابن عطية وكان علويا إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء سمعته يقول بعثني النبي  والزبير ، فقال ائتوا روضة كذا وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا فأتينا الروضة فقلنا الكتاب قالت لم يعطني فقلنا لتخرجن أو لأجردنك فأخرجت من حجزتها فأرسل إلى حاطب ، فقال لا تعجل والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله ولم يكن لي أحد فأحببت أن اتخذ عندهم يدا فصدقه النبي  قال : عمر دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق ، فقال : ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال اعملوا ما شئتم فهذا الذي جرأه 

باب استقبال الغزاة

[ 2916 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يزيد بن زريع وحميد بن الأسود عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير لابن جعفر رضى الله تعالى عنهم أتذكر إذ تلقينا رسول الله  أنا وأنت وابن عباس قال : نعم فحملنا وتركك 
[ 2917 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا ابن عيينة عن الزهري قال : قال السائب بن يزيد رضى الله تعالى عنه ذهبنا نتلقى رسول الله  مع الصبيان إلى ثنية الوداع 

باب ما يقول إذا رجع من الغزو

[ 2918 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن النبي  كان إذا قفل كبر ثلاثا قال آيبون إن شاء الله تائبون عابدون حامدون لربنا ساجدون صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده 
[ 2919 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث قال : حدثني يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي  مقفله من عسفان ورسول الله  على راحلته وقد أردف صفية بنت حيي فعثرت ناقته فصرعا جميعا فاقتحم أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله جعلني الله فداءك قال عليك المرأة فقلب ثوبا على وجهه وأتاها فألقاه عليها وأصلح لهما مركبهما فركبا واكتنفنا رسول الله  فلما أشرفنا على المدينة قال آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقول ذلك حتى دخل المدينة 
[ 2920 ] حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي  ومع النبي  صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي  والمرأة وإن أبا طلحة قال أحسب قال اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله  ، فقال : يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء قال لا ولكن عليك بالمرأة فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي  آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة 

باب الصلاة إذا قدم من سفر

[ 2921 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن محارب بن دثار قال : سمعت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كنت مع النبي  في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين 
[ 2922 ] حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب عن كعب رضى الله تعالى عنه أن النبي  كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس 

باب الطعام عند القدوم وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه

[ 2923 ] حدثني محمد أخبرنا وكيع عن شعبة عن محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  لما قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة زاد معاذ عن شعبة عن محارب سمع جابر بن عبد الله اشترى مني النبي  بعيرا بوقيتين ودرهم أو درهمين فلما قدم صرارا أمر ببقرة فذبحت فأكلوا منها فلما قدم المدينة أمرني أن آتي المسجد فأصلي ركعتين ووزن لي ثمن البعير 
[ 2924 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال قدمت من سفر ، فقال النبي  صل ركعتين صرار موضع ناحية بالمدينة

بسم الله الرحمن الرحيم

أبواب الخمس

باب فرض الخمس

[ 2925 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن عليا قال : كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي  أعطاني شارفا من الخمس فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله  واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار رجعت حين جمعت ما جمعت فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما فقلت : من فعل هذا فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار فانطلقت حتى أدخل على النبي  وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي  في وجهي الذي لقيت ، فقال النبي  ما لك فقلت : يا رسول الله ما رأيت كاليوم قط عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي  بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب فطفق رسول الله  يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى رسول الله  ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى سرته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ، ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله  أنه قد ثمل فنكص رسول الله  على عقبيه القهقري وخرجنا معه 
[ 2926 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها أخبرته أن فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله  سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله  أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله  مما أفاء الله عليه ، فقال أبو بكر أن رسول الله  قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة بنت رسول الله  فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله  ستة أشهر قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله  من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر عليها ذلك ، وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله  يعمل به إلا عملت به فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر ، وقال هما صدقة رسول الله  كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر قال : فهما على ذلك إلى اليوم 
[ 2927 ] حدثنا إسحاق بن محمد الفروي حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس فسألته عن ذلك الحديث ، فقال : مالك بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني ، فقال أجب أمير المؤمنين فانطلقت معه حتى أدخل على عمر فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من آدم فسلمت عليه ثم جلست ، فقال : يا مال إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات وقد أمرت فيهم برضخ فأقبضه فاقسمه بينهم فقلت : يا أمير المؤمنين لو أمرت به غيري قال أقبضه أيها المرء فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ ، فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون قال : نعم فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا ثم جلس يرفأ يسيرا ، ثم قال هل لك في علي وعباس قال : نعم فأذن لهما فدخلا فسلما فجلسا ، فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله  من بني النضير ، فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر قال عمر تيدكم أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله  قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد رسول الله  نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس ، فقال : أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله  قد قال ذلك قالا قد قال ذلك قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله قد خص رسوله  في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ { وما أفاء الله على رسوله منهم } إلى قوله { قدير } فكانت هذه خالصة لرسول الله  والله ما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله  ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل رسول الله  بذلك حياته أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم ، ثم قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قال عمر ثم توفى الله نبيه  ، فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله  فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل رسول الله  والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله  وما عمل فيها أبو بكر والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة وأمركما واحد جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا يريد عليا يريد نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما أن رسول الله  قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت : إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله  وبما عمل فيها أبو بكر وبما عملت فيها منذ وليتها فقلتما ادفعها إلينا فبذلك دفعتها إليكما فأنشدكم بالله هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم ثم أقبل على علي وعباس ، فقال : أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم قال : فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكماها 

باب أداء الخمس من الدين

[ 2928 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي حمزة الضبعي قال : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول قدم وفد بن عبد القيس فقالوا يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام فمرنا بأمر نأخذ به وندعو إليه من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت 

باب نفقة نساء النبي بعد وفاته

[ 2929 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة 
[ 2930 ] حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله  وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني 
[ 2931 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت عمرو بن الحارث قال : ما ترك النبي  إلا سلاحه وبغلته البيضاء وأرضا تركها صدقة 

باب ما جاء في بيوت أزواج النبي وما نسب من البيوت إليهن وقول الله تعالى { وقرن في بيوتكن } و { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم }

[ 2932 ] حدثنا حبان بن موسى ومحمد قالا : أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي  قالت لما ثقل رسول الله  استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له 
[ 2933 ] حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع سمعت ابن أبي مليكة قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها توفي النبي  في بيتي وفي نوبتي وبين سحري ونحري وجمع الله بين ريقي وريقه قالت دخل عبد الرحمن بسواك فضعف النبي  عنه فأخذته فمضغته ثم سننته به 
[ 2934 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث قال : حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن صفية زوج النبي  أخبرته أنها جاءت رسول الله  تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله  حتى إذا بلغ قريبا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي  مر بهما رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله  ثم نفذا ، فقال لهما رسول الله  على رسلكما قالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك ، فقال رسول الله  : إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا 
[ 2935 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ارتقيت فوق بيت حفصة فرأيت النبي  يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام 
[ 2936 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه أن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان رسول الله  يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها 
[ 2937 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قام النبي  خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة ، فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان 
[ 2938 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي  أخبرتها أن رسول الله  كان عندها وأنها سمعت صوت إنسان يستأذن في بيت حفصة فقلت : يا رسول الله هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال رسول الله  : أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة 

باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم تذكر قسمته ومن شعره ونعله وآنيته مما يتبرك به أصحابه وغيرهم بعد وفاته

[ 2939 ] حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال : حدثني أبي عن ثمامة عن أنس أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه لما استخلف بعثه إلى البحرين وكتب له هذا الكتاب وختمه بخاتم النبي  وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله سطر 
[ 2940 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي حدثنا عيسى بن طهمان قال أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالآن فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس أنهما نعلا النبي  
[ 2941 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة رضى الله تعالى عنها كساء ملبدا وقالت في هذا نزع روح النبي  وزاد سليمان عن حميد عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة 
[ 2942 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن عاصم عن ابن سيرين عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن قدح النبي  انكسر فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة قال عاصم رأيت القدح وشربت فيه 
[ 2943 ] حدثنا سعيد بن محمد الجرمي حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي أن الوليد بن كثير حدثه عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي حدثه ان ابن شهاب حدثه أن علي بن حسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمه الله عليه لقيه المسور بن مخرمة ، فقال له هل لك إلي من حاجة تأمرني بها فقلت له لا ، فقال له فهل أنت معطي سيف رسول الله  فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام فسمعت رسول الله  يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم ، فقال إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ، ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال : حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله  وبنت عدوالله أبدا 
[ 2944 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن منذر عن ابن الحنفية قال لو كان علي رضى الله تعالى عنه ذاكرا عثمان رضى الله تعالى عنه ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان ، فقال لي علي اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله  فمر سعاتك يعملون فيها فأتيته بها ، فقال أغنها عنا فأتيت بها عليا فأخبرته ، فقال ضعها حيث أخذتها قال الحميدي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن سوقة قال : سمعت منذرا الثوري عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان فإن فيه أمر النبي  في الصدقة 

باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله والمساكين

وإيثار النبي أهل الصفة والأرامل حين سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى أن يخدمها من السبي فوكلها إلى الله

[ 2945 ] حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة قال : أخبرني الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى حدثنا علي أن فاطمة عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن فبلغها أن رسول الله  أتى بسبي فأتته تسأله خادما فلم توافقه فذكرت لعائشة فجاء النبي  فذكرت ذلك عائشة له فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا فذهبنا لنقوم ، فقال على مكانكما حتى وجدت برد قدميه على صدري ، فقال ألا أدلكما على خير مما سألتماه إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين فإن ذلك خير لكما مما سألتماه 

باب قول الله تعالى { فأن لله خمسه وللرسول } يعني للرسول قسم ذلك قال رسول الله  : إنما أنا قاسم وخازن والله يعطي

[ 2946 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور وقتادة سمعوا سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : ولد لرجل منا من الأنصار غلام فأراد أن يسميه محمدا قال شعبة في حديث منصور إن الأنصارى قال حملته على عنقي فأتيت به النبي  وفي حديث سليمان ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدا قال سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني إنما جعلت قاسما أقسم بينكم ، وقال حصين بعثت قاسما أقسم بينكم قال عمرو أخبرنا شعبة عن قتادة قال : سمعت سالما عن جابر أراد أن يسميه القاسم ، فقال النبي  سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي 
[ 2947 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال : ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا فأتى النبي  ، فقال : يا رسول الله ولد لي غلام فسميته القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا ، فقال النبي  أحسنت الأنصار سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم 
[ 2948 ] حدثنا حبان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية قال : قال رسول الله  : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطي وأنا القاسم ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون 
[ 2949 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت 
[ 2950 ] حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن ابن أبي عياش واسمه نعمان عن خولة الأنصارية رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي  يقول : إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة 

باب قول النبي أحلت لكم الغنائم ، وقال الله تعالى { وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه } وهي للعامة حتى يبينه الرسول

[ 2951 ] حدثنا مسدد حدثنا خالد حدثنا حصين عن عامر عن عروة البارقي رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة 
[ 2952 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله 
[ 2953 ] حدثنا إسحاق سمع جريرا عن عبد الملك عن جابر بن سمرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله 
[ 2954 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا هشيم أخبرنا سيار حدثنا يزيد الفقير حدثنا جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : أحلت لي الغنائم 
[ 2955 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة 
[ 2956 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : غزا نبي من الأنبياء ، فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها فلم تطعمها ، فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده ، فقال : فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ، فقال : فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم رأي ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا 

باب الغنيمة لمن شهد الوقعة

[ 2957 ] حدثنا صدقة أخبرنا عبد الرحمن عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر رضى الله تعالى عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي  خيبر 

باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره

[ 2958 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو قال : سمعت أبا وائل قال : حدثنا أبو موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال أعرابي للنبي  الرجل الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر ويقاتل ليرى مكانه من في سبيل الله ، فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله 

باب قسمة الإمام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه

[ 2959 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي  أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة فقام على الباب ، فقال ادعه لي فسمع النبي  صوته فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بإزرارة ، فقال : يا أبا المسور خبأت هذا لك يا أبا المسور خبأت هذا لك وكان في خلقه شدة  ، ورواه ابن علية عن أيوب قال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي ملكية عن المسور قدمت على النبي  أقبية تابعه الليث عن ابن أبي مليكة 

باب كيف قسم النبي قريظة والنضير وما أعطى من ذلك في نوائبه

[ 2960 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا معتمر عن أبيه قال : سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول كان الرجل يجعل للنبي  النخلات حتى افتتح قريظة والنضير فكان بعد ذلك يرد عليهم 

باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا مع النبي وولاة الأمر

[ 2961 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه ، فقال : يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني افترى يبقي ديننا من مالنا شيئا ، فقال : يا بني بع ما لنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعني بني عبد الله بن الزبير يقول ثلث الثلث فإن فضل من ما لنا فضل بعد قضاء الدين فثلثه لولدك قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي قال : فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت : يا أبت من مولاك قال الله قال : فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت : يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضى الله تعالى عنه ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر قال إنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع النبي  أو مع أبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال : فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير ، فقال : يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه ، فقال : مائة ألف ، فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه ، فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال : ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي قال : وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ثم قام ، فقال من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة فأتاه عبد الله بن جعفر وكان له على الزبير أربعمائة ألف ، فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله لا قال : فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم ، فقال عبد الله لا قال : قال : فاقطعوا لي قطعة ، فقال عبد الله لك من ها هنا إلى ها هنا قال : فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة ، فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال المنذر بن الزبير قد أخذت سهما بمائة ألف قال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة ألف ، وقال ابن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف ، فقال معاوية كم بقي ، فقال سهم ونصف قال أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف فلما فرغ بن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال : فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال : فكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف 

باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له

[ 2962 ] حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عثمان بن موهب عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال إنما تغيب عثمان عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله  وكانت مريضة ، فقال له النبي  إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه 

باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين وما كان النبي يعد الناس أن يعطيهم من الفيء والأنفال من الخمس وما أعطى الأنصار وما أعطى جابر بن عبد الله تمر خيبر

[ 2963 ] حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله  قال : حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال لهم رسول الله  أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم وقد كان رسول الله  انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله  غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله  في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم من أحب أن يطيب فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ، فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم ، فقال لهم رسول الله  إنا لا ندري من إذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله  فأخبروه أنهم قد طيبوا فأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن 
[ 2964 ] حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال وحدثني القاسم بن عاصم الكليبي وأنا لحديث القاسم أحفظ عن زهدم قال كنا عند أبي موسى فأتي وذكر دجاجة وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه للطعام ، فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكل ، فقال هلم فلأحدثكم عن ذاك إني أتيت النبي  في نفر من الأشعريين نستحمله ، فقال والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم وأتي رسول الله  بنهب إبل فسأل عنا ، فقال أين النفر الأشعريون فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا لا يبارك لنا فرجعنا إليه فقلنا إنا سألناك أن تحملنا فحلفت أن لا تحملنا أفنسيت قال لست أنا حملتكم ولكن الله حملكم وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها 
[ 2965 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  بعث سرية فيها عبد الله بن عمر قبل نجد فغنموا إبلا كثيرة فكانت سهامهم اثني عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا 
[ 2966 ] أخبرنا يحيى بن بكير أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش 
[ 2967 ] حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال بلغنا مخرج النبي  ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة فالقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده ، فقال جعفر إن رسول الله  بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي  حتى افتتح خيبر فأسهم لنا أو قال : فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم 
[ 2968 ] حدثنا علي حدثنا سفيان حدثنا محمد بن المنكدر سمع جابرا رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لو قد جاءني مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلم يجئ حتى قبض النبي  فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند رسول الله  دين أو عدة فليأتنا فأتيته فقلت : أن رسول الله  قال لي كذا وكذا فحثا لي ثلاثا وجعل سفيان يحثوا بكفيه جميعا ، ثم قال لنا هكذا قال ابن المنكدر ، وقال مرة فأتيت أبا بكر فسألت فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته الثالثة فقلت : سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني ثم سألتك فلم تعطني فإما أن تعطيني وإما أن تبخل عني قال : قلت : تبخل عني ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك قال سفيان وحدثنا عمرو عن محمد بن علي عن جابر فحثا لي حثية ، وقال عدها فوجدتها خمسمائة قال : فخذ مثلها مرتين ، وقال يعني ابن المنكدر وأي داء أدوأ من البخل 
[ 2969 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال بينما رسول الله  يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل اعدل ، فقال له لقد شقيت إن لم أعدل 

باب ما من النبي على الأسارى من غير أن يخمس

[ 2970 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال في أسارى بدر لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له 

باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر قال عمر بن عبد العزيز لم يعمهم بذلك ولم يخص قريبا دون من هو أحوج إليه وإن كان الذي أعطى لما يشكو إليه من الحاجة ولما مسهم في جنبه من قومهم وحلفائهم

[ 2971 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله  فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال رسول الله  : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي  لبني عبد شمس ولا لبني نوفل ، وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم وأمهم عاتكة بنت مرة وكان نوفل أخاهم لأبيهم 

باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يخمس وحكم الإمام فيه

[ 2972 ] حدثنا مسدد حدثنا يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال بينا أنا واقف في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما تمنيت أن أكون بين أضلع منهما فغمزني أحدهما ، فقال : يا عم هل تعرف أبا جهل قلت : نعم ما حاجتك إليه يا ابن أخي قال : أخبرت أنه يسب رسول الله  والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك فغمزني الآخر ، فقال لي مثلها فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس قلت : ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله  فأخبراه ، فقال أيكما قتله قال كل واحد منهما أنا قتلته ، فقال هل مسحتما سيفيكما قالا لا فنظر في السيفين ، فقال كلاكما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح قال محمد سمع يوسف صالحا وإبراهيم أباه 
[ 2973 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن ابن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة رضى الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله  عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت : ما بال الناس قال أمر الله ثم إن الناس رجعوا وجلس النبي  ، فقال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت : من يشهد لي ثم جلست ، ثم قال من قتل قتيلا له عليه بينه فله سلبه فقمت فقلت : من يشهد لي ثم جلست ، ثم قال الثالثة مثله فقمت ، فقال رسول الله  : ما لك يا أبا قتادة فاقتصصت عليه القصة ، فقال رجل صدق يا رسول الله وسلبه عندي فأرضه عني ، فقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه لا ها الله إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله  يعطيك سلبه ، فقال النبي  صدق فأعطاه فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام 

باب ما كان النبي يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه رواه عبد الله بن زيد عن النبي

[ 2974 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير أن حكيم بن حزام رضى الله تعالى عنه قال : سألت رسول الله  فأعطاني ثم سألته فأعطاني ، ثم قال لي يا حكيم إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه ، فقال : يا معشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس شيئا بعد النبي  حتى توفي 
[ 2975 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية فأمره أن يفي به قال وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة قال : فمن رسول الله  على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك ، فقال عمر يا عبد الله انظر ما هذا ، فقال من رسول الله  على السبي قال اذهب فأرسل الجاريتين قال نافع ولم يعتمر رسول الله  من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله وزاد جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال من الخمس  ، ورواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر في النذر ولم يقل يوم 
[ 2976 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن قال : حدثني عمرو بن تغلب رضى الله تعالى عنه قال أعطى رسول الله  قوما ومنع آخرين فكأنهم عتبوا عليه ، فقال إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغناء منهم عمر بن تغلب ، فقال عمر بن تغلب ما أحب أن لي بكلمة رسول الله  حمر النعم وزاد أبو عاصم عن جرير قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب أن رسول الله  أتى بمال أو بسبي فقسمه بهذا 
[ 2977 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  إني أعطي قريشا أتألفهم لأنهم حديث عهد بجاهلية 
[ 2978 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك أن ناسا من الأنصار قالوا لرسول الله  حين أفاء الله على رسوله  من أموال هوازن ما أفاء فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله  يعطي قريشا ويدعنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله  بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من آدم ولم يدع معهم أحدا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله  ، فقال : ما كان حديث بلغني عنكم قال له فقهاؤهم أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله  يعطي قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم ، فقال رسول الله  : إني أعطي رجالا حديث عهدهم بكفر أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله  فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا ، فقال لهم إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله  على الحوض قال أنس فلم نصبر 
[ 2979 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عمر بن محمد بن مطعم أن محمد بن جبير قال : أخبرني جبير بن مطعم أنه بينا هو مع رسول الله  ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله  الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله  ، فقال أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا 
[ 2980 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا مالك عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كنت أمشي مع النبي  وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبه شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي  قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء 
[ 2981 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما كان يوم حنين آثر النبي  أناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة قال رجل والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله فقلت : والله لأخبرن النبي  فأتيته فأخبرته ، فقال : فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر 
[ 2982 ] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام قال : أخبرني أبي عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله  على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ ، وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه أن النبي  أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير 
[ 2983 ] حدثني أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة قال : أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله  لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله  أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر ، فقال رسول الله  : نقركم على ذلك ما شئنا فأقروا حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا 

باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب

[ 2984 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضى الله تعالى عنه قال كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي  فاستحييت منه 
[ 2985 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه 
[ 2986 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني قال : سمعت ابن أبي أوفي رضى الله تعالى عنهما يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت القدور نادى منادي رسول الله  اكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا قال عبد الله فقلنا إنما نهى النبي  لأنها لم تخمس قال ، وقال آخرون حرمها ألبته وسألت سعيد بن جبير ، فقال حرمها ألبته

بسم الله الرحمن الرحيم 

أبواب الجزية والموادعة

باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب

وقول الله تعالى { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } أذلاء والمسكنة ومصدر المسكين يقال فلان أسكن من فلان أحوج منه ولم يذهب إلى السكون وما جاء في أخذ الجزية من اليهود والنصارى والمجوس والعجم ، وقال ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قلت لمجاهد ما شأن أهل الشام عليهم أربعة دنانير وأهل اليمن عليهم دينار قال جعل ذلك من قبل اليسار

[ 2987 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : سمعت عمرا قال : كنت جالسا مع جابر بن زيد وعمرو بن أوس فحدثهما بجالة سنة سبعين عام حج مصعب بن الزبير بأهل البصرة عند درج زمزم قال : كنت كاتبا لجزء ابن معاوية عم الأحنف فأتانا كتاب عمر بن الخطاب قبل موته بسنة فرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله  أخذها من مجوس هجر 
[ 2988 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة أنه أخبره أن عمر بن عوف الأنصارى وهو حليف لبني عامر بن لؤي وكان شهد بدرا أخبره أن رسول الله  بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله  هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافت صلاة الصبح مع النبي  فلما صلى بهم الفجر انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله  حين راهم ، وقال أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال : فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم 
[ 2989 ] حدثنا الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي حدثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهرمزان ، فقال إني مستشيرك في مغازي هذه قال : نعم مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى ، وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال : فندبنا عمر واستعمل علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا فقام ترجمان ، فقال ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة سل عما شئت قال : ما أنتم قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء شديد نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول ربنا  أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية وأخبرنا نبينا  عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ومن بقي منا ملك رقابكم ، فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها مع النبي  فلم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت القتال مع رسول الله  كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلوات 

باب إذا وادع الإمام ملك القرية هل يكون ذلك لبقيتهم

[ 2990 ] حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي قال غزونا مع النبي  تبوك وأهدى ملك آيلة للنبي  بغلة بيضاء وكساه بردا وكتب له ببحرهم 

باب الوصايا بأهل ذمة رسول الله والذمة العهد والإل القرابة

[ 2991 ] حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال : سمعت جويرية بن قدامة التميمي قال : سمعت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قلنا أوصنا يا أمير المؤمنين قال أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم 

باب ما أقطع النبي من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية ولمن يقسم الفيء والجزية

[ 2992 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير عن يحيى بن سعيد قال : سمعت أنسا رضى الله تعالى عنه قال دعا النبي  الأنصار ليكتب لهم بالبحرين فقالوا لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها ، فقال ذاك لهم ما شاء الله على ذلك يقولون له قال : فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني 
[ 2993 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : أخبرني روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله  قال لي لو قد جاءنا مال البحرين قد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا فلما قبض رسول الله  وجاء مال البحرين قال أبو بكر من كانت له عند رسول الله  عدة فليأتني فأتيته فقلت : إن رسول الله  قد كان قال لي لو قد جاءنا مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ، فقال لي احثه فحثوت حثية ، فقال لي عدها فعددتها فإذا هي خمسمائة فأعطاني ألفا وخمسمائة 
[ 2994 ] وقال إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أتى النبي  بمال من البحرين ، فقال انثروه في المسجد فكان أكثر مال أتى به رسول الله  إذ جاءه العباس ، فقال : يا رسول الله أعطني إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا قال خذ فحثا في ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع ، فقال مر بعضهم يرفعه إلي قال لا قال : فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم ذهب يقله فلم يرفعه ، فقال : فمر بعضهم يرفعه علي قال لا قال : فارفعه أنت علي قال لا فنثر منه ثم احتمله على كاهله ثم انطلق فما زال يتبعه بصره حتى خفي علينا عجبا من حرصه فما قام رسول الله  وثم منها درهم 

باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم

[ 2995 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن بن عمرو حدثنا مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما 

باب إخراج اليهود من جزيرة العرب ، وقال عمر عن النبي أقركم ما أقركم الله به

[ 2996 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن في المسجد خرج النبي  ، فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس ، فقال أسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله 
[ 2997 ] حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول سمع سعيد بن جبير سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت : يا أبا عباس ما يوم الخميس قال اشتد برسول الله  وجعه ، فقال ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما له أهجر استفهموه ، فقال ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه فأمرهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم والثالثة خير إما أن سكت عنها وإما أن قالها فنسيتها قال سفيان هذا من قول سليمان 

باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم

[ 2998 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما فتحت خيبر أهديت للنبي  شاة فيها سم ، فقال النبي  اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود فجمعوا له ، فقال إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه فقالوا نعم قال لهم النبي  من أبوكم قالوا فلان ، فقال كذبتم بل أبوكم فلان قالوا صدقت قال : فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا ، فقال لهم من أهل النار قالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها ، فقال النبي  اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبدا ، ثم قال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه فقالوا نعم يا أبا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال : ما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا نستريح وإن كنت نبيا لم يضرك 

باب دعاء الإمام على من نكث عهدا

[ 2999 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم قال : سألت أنسا رضى الله تعالى عنه عن القنوت قال قبل الركوع فقلت : إن فلانا يزعم أنك قلت : بعد الركوع ، فقال كذب ثم حدثنا عن النبي  أنه قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من بني سليم قال بعث أربعين أو سبعين يشك فيه من القراء إلى أناس من المشركين فعرض لهم هؤلاء فقتلوهم وكان بينهم وبين النبي  عهد فما رأيته وجد على أحد ما وجد عليهم 

باب أمان النساء وجوارهن

[ 3000 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول ذهبت إلى رسول الله  عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه ، فقال من هذه فقلت : أنا أم هانئ بنت أبي طالب ، فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد فقلت : يا رسول الله زعم بن أمي علي أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة ، فقال رسول الله  : قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى 

باب ذمة المسلمين وجوارهم واحدة يسعى بها أدناهم

[ 3001 ] حدثني محمد أخبرنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال خطبنا علي ، فقال : ما عندنا كتاب نقرأه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة ، فقال : فيها الجراحات وأسنان الإبل والمدينة حرم ما بين عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى غير مواليه فعليه مثل ذلك وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه مثل ذلك 

باب إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا ، وقال ابن عمر فجعل خالد يقتل ، فقال النبي اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، وقال عمر إذا قال مترس فقد آمنه إن الله يعلم الألسنة كلها ، وقال تكلم لا بأس باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره وإثم من لم يف بالعهد وقوله { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } الآية

[ 3002 ] حدثنا مسدد حدثنا بشر هو ابن المفضل حدثنا يحيى عن بشير بن يسار عن سهل بن أبي حثمة قال انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي  فذهب عبد الرحمن يتكلم ، فقال كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلما ، فقال تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال : فتبرئكم يهود بخمسين فقالوا كيف نأخذ أيمان قوم كفار فعقله النبي  من عنده 

باب فضل الوفاء بالعهد

[ 3003 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش كانوا تجارا بالشام في المدة التي ماد فيها رسول الله  أبا سفيان في كفار قريش 

باب هل يعفي عن الذمي إذا سحر ، وقال ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب سئل أعلى من سحر من أهل العهد قتل قال بلغنا أن رسول الله قد صنع له ذلك فلم يقتل من صنعه وكان من أهل الكتاب

[ 3004 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا هشام قال : حدثني أبي عن عائشة أن النبي  سحر حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه 

باب ما يحذر من الغدر وقوله تعالى { وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله } الآية

[ 3005 ] حدثنا الحميدي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر قال : سمعت بسر بن عبيد الله أنه سمع أبا إدريس قال : سمعت عوف بن مالك قال أتيت النبي  في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم ، فقال اعدد ستا بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية أثنا عشر ألفا 

باب كيف ينبذ إلى أهل وقوله { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } الآية

[ 3006 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر رضى الله تعالى عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي  مشرك 

باب إثم من عاهد ثم غدر

وقوله { الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون }

[ 3007 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها 
[ 3008 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضى الله تعالى عنه قال : ما كتبنا عن النبي  إلا القرآن وما في هذه الصحيفة قال النبي  المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن والي قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل 
[ 3009 ] قال أبو موسى حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما فقيل له وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة قال إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق قالوا عم ذاك قال تنتهك ذمة الله وذمة رسوله  فيشد الله عز وجل قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم 
[ 3010 ] حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة قال : سمعت الأعمش قال : سألت أبا وائل شهدت صفين قال : نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر النبي  لرددته وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير أمرنا هذا 
[ 3011 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن أبيه حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال : حدثني أبو وائل قال كنا بصفين فقام سهل بن حنيف ، فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم فإنا كنا مع رسول الله  يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا فجاء عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل ، فقال بلى ، فقال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا أنرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال : يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا فانطلق عمر إلى أبي بكر ، فقال له مثل ما قال للنبي  ، فقال إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله  على عمر إلى آخرها ، فقال عمر يا رسول الله أو فتح هو قال : نعم 
[ 3012 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضى الله تعالى عنهما قالت قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله  ومدتهم مع أبيها فاستفتت رسول الله  فقالت : يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها قال : نعم صليها 

باب المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم

[ 3013 ] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق قال : حدثني أبي عن أبي إسحاق قال : حدثني البراء رضى الله تعالى عنه أن النبي  لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحدا قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك ولكن اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، فقال : أنا والله محمد بن عبد الله وأنا والله رسول الله قال : وكان لا يكتب قال ، فقال لعلي امح رسول الله ، فقال علي والله لا أمحاه أبدا قال : فأرنيه قال : فأراه إياه فمحاه النبي  بيده فلما دخل ومضى الأيام أتوا عليا فقالوا مر صاحبك فليرتحل فذكر ذلك لرسول الله  ، فقال : نعم ثم ارتحل 

باب الموادعة من غير وقت وقول النبي أقركم ما أقركم الله به

باب طرح جيف المشركين في البئر ولا يؤخذ لهم ثمن

[ 3014 ] حدثنا عبدان بن عثمان قال : أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال بينا رسول الله  ساجد وحوله ناس من قريش من المشركين إذ جاء عقبة بن أبي معيط بسلي جزور فقذفه على ظهر النبي  فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة عليها السلام فأخذت من ظهره ودعت على من صنع ذلك ، فقال النبي  اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف أو أبي بن خلف فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر فألقوا في بئر غير أمية أو أبي فإنه كان رجلا ضخما فلما جروه تقطعت أوصاله قبل أن يلقي في البئر 

باب إثم الغادر للبر والفاجر

[ 3015 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سليمان الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله وعن ثابت عن أنس عن النبي  قال لكل غادر لواء يوم القيامة قال أحدهما ينصب ، وقال الآخر يرى يوم القيامة يعرف به 
[ 3016 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت النبي  يقول : لكل غادر لواء ينصب بغدرته 
[ 3017 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : يوم فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا ، وقال يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاه ، فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم قال إلا الأذخر 
بسم الله الرحمن الرحيم 

كتاب بدء الخلق

باب ما جاء في قول الله تعالى { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } قال الربيع بن خثيم والحسن كل عليه هين وهين وهين مثل لين ولين وميت وميت وضيق وضيق { أفعيينا } أفأعيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلقكم { لغوب } النصب { أطوارا } طورا كذا وطورا كذا عدا طوره أي قدره

[ 3018 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال جاء نفر من بني تميم إلى النبي  ، فقال : يا بني تميم أبشروا قالوا بشرتنا فأعطنا فتغير وجهه فجاءه أهل اليمن ، فقال : يا أهل اليمن اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قبلنا فأخذ النبي  يحدث بدء الخلق والعرش فجاء رجل ، فقال : يا عمران راحلتك تفلتت ليتني لم أقم 
[ 3019 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال دخلت على النبي  وعقلت : ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم ، فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن ، فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال : كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها 
[ 3020 ] وروي عيسى عن رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول قام فينا النبي  مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه 
[ 3021 ] حدثني عبد الله بن أبي شيبة عن أبي أحمد عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  أراه قال الله تعالى يشتمني بن آدم وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له أما شتمه فقوله إن لي ولدا وأما تكذيبه فقوله ليس يعيدني كما بدأني 
[ 3022 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي 

باب ما جاء في سبع أرضين وقول الله تعالى { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } { والسقف المرفوع } { السماء } سمكها بناءها كان فيها حيوان { الحبك } استواؤها وحسنها { وأذنت } سمعت وأطاعت { وألقت } أخرجت ما فيها من الموتى { وتخلت } عنهم { طحاها } دحاها { بالساهرة } وجه الأرض كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم

[ 3023 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا ابن علية عن علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض فدخل على عائشة فذكر لها ذلك فقالت : يا أبا سلمة اجتنب الأرض فأن رسول الله  قال : من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين 
[ 3024 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله عن موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه قال : قال النبي  من أخذ شيئا من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين 
[ 3025 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان 
[ 3026 ] حدثني عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه خاصمته أروي في حق زعمت أنه انتقصه لها إلى مروان ، فقال سعيد أنا أنتقص من حقها شيئا أشهد لسمعت رسول الله  يقول : من أخذ شبرا من الأرض ظلما فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين قال ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه قال : قال لي سعيد بن زيد دخلت على النبي  

باب في النجوم ، وقال قتادة { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } خلق هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف مالا علم له به ، وقال ابن عباس هشيما متغيرا والأب ما يأكل الأنعام الأنام الخلق برزخ حاجب ، وقال مجاهد ألفافا ملتفة والغلب الملتفة فراشا مهادا كقوله ولكم في الأرض مستقر نكدا قليلا

باب صفة الشمس والقمر ( بحسبان )

قال مجاهد كحسبان الرحى ، وقال غيره بحساب ومنازل لا يعدوانها حسبان جماعة حساب مثل شهاب وشهبان ضحاها الشمس ضوؤها أن تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك سابق النهار يتطالبان حثيثان نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما واهية وهنها تشققها أرجائها ما لم ينشق منها فهم على حافتيها كقولك على أرجاء البئر أغطش و { جن } أظلم ، وقال الحسن { كورت } تكور حتى يذهب ضوؤها { والليل وما وسق } جمع من دابة { اتسق } استوى { بروجا } منازل الشمس والقمر الحرور بالنهار مع الشمس ، وقال ابن عباس ورؤبة الحرور بالليل والسموم بالنهار يقال { يولج } يكور وليجة كل شيء أدخلته في شيء

[ 3027 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  لأبي ذر حين غربت الشمس تدري أين تذهب قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز } العلم 
[ 3028 ] حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الشمس والقمر مكوران يوم القيامة 
[ 3029 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه كان يخبر عن النبي  قال : إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا 
[ 3030 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله 
[ 3031 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها أخبرته أن رسول الله  يوم خسفت الشمس قام فكبر وقرأ قراءة طويلة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه ، فقال سمع الله لمن حمده وقام كما هو فقرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم ركع ركوعا طويلا وهي أدنى من الركعة الأولى ثم سجد سجودا طويلا ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك ثم سلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس ، فقال في كسوف الشمس والقمر إنهما آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة 
[ 3032 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس عن أبي مسعود رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا 

باب ما جاء في قوله { وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته } قاصفا { تقصف كل شيء } لواقح ملاقح ملقحة { إعصار } ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار { صر } برد { نشرا } متفرقة

[ 3033 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور 
[ 3034 ] حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت كان النبي  إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي  ما أدري لعله كما قال قوم { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } الآية 

باب ذكر الملائكة ، وقال أنس قال عبد الله بن سلام للنبي إن جبريل عليه السلام عدو اليهود من الملائكة ، وقال ابن عباس { لنحن الصافون } الملائكة

[ 3035 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا : حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان وذكر يعني رجلا بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على آدم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي فأتينا السماء الثانية قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد  قيل أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على عيسى ويحيى فقالا مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الثالثة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على يوسف فسلمت عليه قال مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا السماء الرابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد  قيل وقد أرسل إليه قيل نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على إدريس فسلمت عليه ، فقال مرحبا من أخ ونبي فأتينا السماء الخامسة قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم قيل مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتينا على هارون فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من أخ ونبي فأتينا على السماء السادسة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد  قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ولنعم المجيء جاء فأتيت على موسى فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من أخ ونبي فلما جاوزت بكى فقيل ما أبكاك قال : يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي فأتينا السماء السابعة قيل من هذا قيل جبريل قيل من معك قيل محمد قيل وقد أرسل إليه مرحبا به ونعم المجيء جاء فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه ، فقال مرحبا بك من ابن ونبي فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل ، فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم ورفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها كأنه قلال هجر وورقها كأنه آذان الفيول في أصلها أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فسألت جبريل ، فقال : أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران النيل والفرات ثم فرضت علي خمسون صلاة فأقبلت حتى جئت موسى ، فقال : ما صنعت قلت : فرضت علي خمسون صلاة قال : أنا أعلم بالناس منك عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق فأرجع إلى ربك فسله فرجعت فسألته فجعلها أربعين ثم مثله ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين ثم مثله فجعل عشرا فأتيت موسى ، فقال مثله فجعلها خمسا فأتيت موسى ، فقال : ما صنعت قلت : جعلها خمسة ، فقال مثله قلت : سلمت بخير فنودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشرا ، وقال همام عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  في البيت المعمور 
[ 3036 ] حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن زيد بن وهب قال عبد الله حدثنا رسول الله  وهو الصادق المصدوق قال إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ، ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة 
[ 3037 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  وتابعه أبو عاصم عن ابن جريج قال : أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن أبي هريرة عن النبي  قال : إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض 
[ 3038 ] حدثنا محمد حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا الليث حدثنا ابن أبي جعفر عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي  أنها سمعت رسول الله  يقول : إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم 
[ 3039 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن أبي سلمة والأغر عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر 
[ 3040 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب قال مر عمر في المسجد وحسان ينشد ، فقال : كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة ، فقال : أنشدك بالله أسمعت رسول الله  يقول : أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال : نعم 
[ 3041 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  لحسان اهجهم أو هاجهم وجبريل معك 
[ 3042 ] حدثنا إسحاق أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال : سمعت حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : كاني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم زاد موسى موكب جبريل 
[ 3043 ] حدثنا فروة حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي  كيف يأتيك الوحي قال كل ذاك يأتي الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال وهو أشده علي ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول 
[ 3044 ] حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي  يقول : من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فل هلم ، فقال أبو بكر ذاك الذي لا توى عليه قال النبي  أرجو أن تكون منهم 
[ 3045 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي  قال لها يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد النبي  
[ 3046 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عمر بن ذر ح قال : حدثني يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : لجبريل ألا تزورنا أكثر مما تزورنا قال : فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا } الآية 
[ 3047 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني سليمان عن يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : أقرأني جبريل على حرف فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف 
[ 3048 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان رسول الله  أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله  حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة وعن عبد الله حدثنا معمر بهذا الإسناد نحوه وروي أبو هريرة وفاطمة رضى الله تعالى عنه عن النبي  أن جبريل كان يعارضه القرآن 
[ 3049 ] حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر العصر شيئا ، فقال له عروة أما إن جبريل قد نزل فصلى أمام رسول الله  ، فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة قال : سمعت بشير بن أبي مسعود يقول : سمعت أبا مسعود يقول : سمعت رسول الله  يقول : نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه يحسب بأصابعه خمس صلوات 
[ 3050 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن وهب عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  قال لي جبريل من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار قال وإن زنى وإن سرق قال وإن 
[ 3051 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم فيقول كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم يصلون وأتيناهم يصلون 

باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه

[ 3052 ] حدثنا محمد أخبرنا مخلد أخبرنا ابن جريج عن إسماعيل بن أمية أن نافعا حدثه أن القاسم بن محمد حدثه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت حشوت للنبي  وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة فجاء فقام بين البابين وجعل يتغير وجهه فقلت : ما لنا يا رسول الله قال : ما بال هذه الوسادة قالت وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها قال : أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة وأن من صنع الصورة يعذب يوم القيامة يقول أحيوا ما خلقتم 
[ 3053 ] حدثنا ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول : سمعت أبا طلحة يقول : سمعت رسول الله  يقول : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل 
[ 3054 ] حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو أن بكير بن الأشج حدثه أن بسر بن سعيد حدثه أن زيد بن خالد الجهني رضى الله تعالى عنه حدثه ومع بسر بن سعيد عبيد الله الخولاني الذي كان في حجر ميمونة رضى الله تعالى عنها زوج النبي  حدثهما زيد بن خالد أن أبا طلحة حدثه أن النبي  قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة قال بسر فمرض زيد بن خالد فعدناه فإذا نحن في بيته بستر فيه تصاوير فقلت لعبيد الله الخولاني ألم يحدثنا في التصاوير ، فقال إنه قال إلا رقم في ثوب ألا سمعته قلت لا قال بلى قد ذكره 
[ 3055 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : حدثني عمرو عن سالم عن أبيه قال وعد النبي  جبريل ، فقال : أنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب 
[ 3056 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه 
[ 3057 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه ما لم يقم من صلاته أو يحدث 
[ 3058 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلي عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : سمعت النبي  يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك } قال سفيان في قراءة عبد الله ونادوا يا مال 
[ 3059 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني عروة أن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي  حدثته أنها قالت للنبي  هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك ما لقيت وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني ، فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ، فقال النبي  بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا 
[ 3060 ] حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو إسحاق الشيباني قال : سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى } قال : حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح 
[ 3061 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه { لقد رأى من آيات ربه الكبرى } قال رأى رفرفا أخضر سد أفق السماء 
[ 3062 ] حدثنا محمد بن عبد الله بن إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى عن ابن عون أنبأنا القاسم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه ساد ما بين الأفق 
[ 3063 ] حدثني محمد بن يوسف حدثنا أبو أسامة حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن ابن الأشوع عن الشعبي عن مسروق قال : قلت لعائشة رضى الله تعالى عنها فأين قوله { ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى } قالت ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل وإنه أتاه هذه المرة في صورته التي هي صورته فسد الأفق 
[ 3064 ] حدثنا موسى حدثنا جرير حدثنا أبو رجاء عن سمرة قال : قال النبي  رأيت الليلة رجلين أتياني قالا الذي يوقد النار مالك خازن النار وأنا جبريل وهذا ميكائيل 
[ 3065 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح تابعه شعبة وأبو حمزة وابن داود وأبو معاوية عن الأعمش 
[ 3066 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : سمعت أبا سلمة قال : أخبرني جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي  يقول : ثم فتر عني الوحي فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت : زملوني زملوني فأنزل الله تعالى { يا أيها المدثر } إلى { فاهجر } قال أبو سلمة والرجز الأوثان 
[ 3067 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه { فلا تكن في مرية من لقائه } قال أنس وأبو بكرة عن النبي  تحرس الملائكة المدينة من الدجال 

باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة قال أبو العالية { مطهرة } من الحيض والبول والبزاق كلما رزقوا أتوا بشيء ثم أتوا بآخر { قالوا هذا الذي رزقنا من قبل } أتينا من قبل { وآتوا به } متشابها يشبه بعضه بعضا ويختلف في الطعوم { قطوفها } يقطفون كيف شاؤوا { دانية } قريبة { الأرائك } السرر ، وقال الحسن النضرة في الوجوه والسرور في القلب ، وقال مجاهد { سلسبيلا } حديدة الجرية { غول } وجع البطن { ينزفون } لا تذهب عقولهم ، وقال ابن عباس { دهاقا } ممتلئا { كواعب } نواهد الرحيق الخمر التسنيم يعلو شراب أهل الجنة { ختامه } طينه { مسك } { نضاختان } فياضتان يقال { موضونة } منسوجة منه وضين الناقة والكوب ما لا إذن له ولا عروة والأباريق ذوات الآذان والعرى { عربا } مثقلة واحدها عروب مثل صبور وصبر يسميها أهل مكة العربة وأهل المدينة الغنجة وأهل العراق الشكلة ، وقال مجاهد { روح } جنة ورخاء والريحان الرزق والمنضود الموز والمخضود الموقر حملا ، ويقال أيضا لا شوك له والعرب المحببات إلى أزواجهن ، ويقال { مسكوب } جار { وفرش مرفوعة } بعضها فوق بعض لغوا باطلا { تأثيما } كذبا { أفنان } أغصان { وجنى الجنتين دان } ما يجتنى قريب { مدهامتان } سوداوان من الري

[ 3068 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : إذا مات أحدكم فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار 
[ 3069 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين عن النبي  قال : اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء 
[ 3070 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينا نحن عند رسول الله  إذ قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر ، فقال لعمر بن الخطاب فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر ، وقال أعليك أغار يا رسول الله 
[ 3071 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا همام قال : سمعت أبا عمران الجوني يحدث عن أبي بكر ابن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه أن النبي  قال : الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون قال أبو عبد الصمد والحارث بن عبيد عن أبي عمران ستون ميلا 
[ 3072 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فاقرؤوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } 
[ 3073 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا 
[ 3074 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب وقود مجامرهم الألوة قال أبو اليمان يعني العود ورشحهم المسك ، وقال مجاهد الابكار أول الفجر والعشي ميل الشمس إلى أن أراه تغرب 
[ 3075 ] حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال ليدخلن من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر 
[ 3076 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه قال أهدي للنبي  جبة سندس وكان ينهى عن الحرير فعجب الناس منها ، فقال والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا 
[ 3077 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال أتى رسول الله  بثوب من حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول الله  : لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا 
[ 3078 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله  : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها 
[ 3079 ] حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها 
[ 3080 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة واقرؤوا إن شئتم { وظل ممدود } ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب 
[ 3081 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا تباغض بينهم ولا تحاسد لكل امرئ زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم 
[ 3082 ] حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال عدي بن ثابت أخبرني قال : سمعت البراء رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لما مات إبراهيم قال إن له مرضعا في الجنة 
[ 3083 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين 

باب صفة أبواب الجنة ، وقال النبي من أنفق زوجين دعي من باب الجنة فيه عبادة عن النبي

[ 3084 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن مطرف قال : حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون 

باب صفة النار وأنها مخلوقة { غساقا } يقال غسقت عينه ويغسق الجرح وكأن الغساق والغسق واحد { غسلين } كل شيء غسلته فخرج منه شيء فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح والدبر ، وقال عكرمة { حصب جهنم } حطب بالحبشية ، وقال غيره { حاصبا } الريح العاصف والحاصب ما ترمي به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم هم حصبها ، ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من حصباء الحجارة { صديد } قيح ودم { خبت } طفئت تورون تستخرجون أوريت أوقدت { للمقوين } للمسافرين والقي القفر ، وقال ابن عباس صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم { لشوبا من حميم } يخلط طعامهم ويساط بالحميم { زفير وشهيق } صوت شديد وصوت ضعيف { وردا } عطاشا { غيا } خسرانا ، وقال مجاهد { يسجرون } توقد بهم النار { ونحاس } الصفر يصب على رؤوسهم يقال { ذوقوا } باشروا وجربوا وليس هذا من ذوق الفم { مارج } خالص من النار مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض { مريج } ملتبس مرج أمر الناس اختلط { مرج البحرين } مرجت دابتك تركتها

[ 3085 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن مهاجر أبي الحسن قال : سمعت زيد بن وهب يقول : سمعت أبا ذر رضى الله تعالى عنه يقول كان النبي  في سفر ، فقال أبرد ، ثم قال أبرد حتى فاء الفيء يعني للتلول ، ثم قال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم 
[ 3086 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم 
[ 3087 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله  : اشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير 
[ 3088 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا همام عن أبي جمرة الضبعي قال : كنت أجالس بن عباس بمكة فأخذتني الحمى ، فقال أبردها عنك بماء زمزم فأن رسول الله  قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم شك همام 
[ 3089 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال : أخبرني رافع بن خديج قال : سمعت النبي  يقول : الحمى من فور جنهم فأبردوها عنكم بالماء 
[ 3090 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا زهير حدثنا هشام عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي  قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء 
[ 3091 ] حدثنا مسدد عن يحيى عن عبيد الله قال : حدثني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء 
[ 3092 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل : يا رسول الله إن كانت لكافية قال : فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها 
[ 3093 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي  يقرأ على المنبر { ونادوا يا مالك } 
[ 3094 ] حدثنا علي حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لأسامة لو أتيت فلانا فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل أن كان علي أميرا إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله  قالوا وما سمعته يقول : قال : سمعته يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه رواه غندر عن شعبة عن الأعمش 

باب صفة إبليس وجنوده ، وقال مجاهد { يقذفون } يرمون { دحورا } مطرودين { واصب } دائم ، وقال ابن عباس { مدحورا } مطرودا يقال { مريدا } متمردا بتكه قطعه { واستفزر } استخف { بخيلك } الفرسان والرجل الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر { لأحتنكن } لأستأصلن { قرين } شيطان

[ 3095 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سحر النبي  ، وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي  حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ، ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال : فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال : فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي  ثم رجع ، فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رؤوس الشياطين فقلت : استخرجته ، فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر 
[ 3096 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان 
[ 3097 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : ذكر عند النبي  رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه 
[ 3098 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : أما إن أحدكم إذا أتى أهله ، وقال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فرزقا ولدا لم يضره الشيطان 
[ 3099 ] حدثنا محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان أو الشيطان لا أدري أي ذلك قال هشام 
[ 3100 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا يونس عن حميد بن هلال عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال النبي  إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه فإن أبى فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان 
[ 3101 ] وقال عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال وكلني رسول الله  بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثوا من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله  فذكر الحديث ، فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي  صدقك وهو كذوب ذاك شيطان 
[ 3102 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله  : يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته 
[ 3103 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب قال : حدثني ابن أبي أنس مولى التيميين أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله  : إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين 
[ 3104 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال : أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس ، فقال : حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله  يقول : إن موسى قال لفتاه أتنا غداءنا ، وقال { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به 
[ 3105 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : رأيت رسول الله  يشير إلى المشرق ، فقال ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان 
[ 3106 ] حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا 
[ 3107 ] حدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله  معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي  أسرعا ، فقال النبي  على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا 
[ 3108 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال : كنت جالسا مع النبي  ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي  إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد فقالوا له إن النبي  قال : تعوذ بالله من الشيطان ، فقال وهل بي جنون 
[ 3109 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس قال : قال النبي  لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه قال وحدثنا الأعمش عن سالم عن كريب عن ابن عباس مثله 
[ 3110 ] حدثنا محمود حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  أنه صلى صلاة ، فقال إن الشيطان عرض لي فشد علي يقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذكره 
[ 3111 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو 
[ 3112 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب 
[ 3113 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قدمت الشام فقلت : من ها هنا قالوا أبو الدرداء قال أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه  حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن مغيرة ، وقال الذي أجاره الله على لسان نبيه  يعني عمارا 
[ 3114 ] قال ، وقال الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الأسود أخبره عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي  قال : الملائكة تتحدث في العنان والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في إذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة 
[ 3115 ] حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان 
[ 3116 ] حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان ، فقال أي عباد الله أبي أبي فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه ، فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله 
[ 3117 ] حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو الأحوص عن أشعث عن أبيه عن مسروق قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها سألت النبي  عن التفات الرجل في الصلاة ، فقال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم 
[ 3118 ] حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي  وحدثني سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : قال النبي  الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره 
[ 3119 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن سمي عن مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك 
[ 3120 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره أن أباه سعد بن أبي وقاص قال استأذن عمر على رسول الله  وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله  ورسول الله  يضحك ، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ، ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله  قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله  قال : رسول الله  : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك 
[ 3121 ] حدثني إبراهيم بن حمزة قال : حدثني ابن أبي حازم عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه 

باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم لقوله { يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي } إلى قوله { عما يعملون } { بخسا } نقصا قال مجاهد { وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا } قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجن قال الله { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون } ستحضر للحساب { جند محضرون } عند الحساب

[ 3122 ] حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصارى عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله 

باب قول الله جل وعز { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن } إلى قوله { أولئك في ضلال مبين } { مصرفا } معدلا صرفنا أي وجهنا باب قول الله تعالى { وبث فيها من كل دابة } قال ابن عباس الثعبان الحية الذكر منها يقال الحيات أجناس الجان والأفاعي والأساود { آخذ بناصيتها } في ملكه وسلطانه يقال { صافات } بسط أجنحتهن { يقبضن } يضربن بأجنحتهن

[ 3123 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه سمع النبي  يخطب على المنبر يقول اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل قال عبد الله فبينا أنا أطارد حية لأقتلها فناداني أبو لبابة لا تقتلها فقلت : إن رسول الله  قد أمر بقتل الحيات قال إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت وهي العوامر ، وقال عبد الرزاق عن معمر فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي ، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب 

باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

[ 3124 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن 
[ 3125 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم 
[ 3126 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال : حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال أشار رسول الله  بيده نحو اليمن ، فقال الإيمان يمان ها هنا ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر 
[ 3127 ] حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا 
[ 3128 ] حدثنا إسحاق أخبرنا روح أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال رسول الله  : إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا قال وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله نحو ما أخبرني عطاء ولم يذكر واذكروا اسم الله 
[ 3129 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب عن خالد عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت فحدثت كعبا ، فقال أنت سمعت النبي  يقوله قلت : نعم قال لي مرارا فقلت : أفأقرأ التوراة 
[ 3130 ] حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال : حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي  قال للوزغ الفويسق ولم أسمعه أمر بقتله وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي  أمر بقتله 
[ 3131 ] حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة حدثنا عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن سعيد بن المسيب أن أم شريك أخبرته أن النبي  أمرها بقتل الأوزاغ 
[ 3132 ] حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قال : قال النبي  اقتلوا ذا الطفيتين فإنه يطمس البصر ويصيب الحبل تابعه حماد بن سلمة أبا أسامة 
[ 3133 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام قال : حدثني أبي عن عائشة قالت أمر النبي  بقتل الأبتر ، وقال إنه يصيب البصر ويذهب الحبل 
[ 3134 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن أبي عدي عن أبي يونس القشيري عن ابن أبي مليكة ان ابن عمر كان يقتل الحيات ثم نهى قال إن النبي  هدم حائطا له فوجد فيه سلخ حية ، فقال انظروا أين هو فنظروا ، فقال اقتلوه فكنت أقتلها لذلك فلقيت أبا لبابة فأخبرني أن النبي  قال لا تقتلوا الجنان إلا كل أبتر ذي طفيتين فإنه يسقط الولد ويذهب البصر فاقتلوه 
[ 3135 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقتل الحيات فحدثه أبو لبابة أن النبي  نهى عن قتل جنان البيوت فأمسك عنها 

باب خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم

[ 3136 ] حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي  قال : خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والحديا والغراب والكلب العقور 
[ 3137 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : خمس من الدواب من قتلهن وهو محرم فلا جناح عليه العقرب والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة 
[ 3138 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما رفعه قال خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وأكفتوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت قال ابن جريج وحبيب عن عطاء فإن الشيطان 
[ 3139 ] حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا مع رسول الله  في غار فنزلت والمرسلات عرفا فإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت حية من جحرها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا فدخلت جحرها ، فقال رسول الله  : وقيت شركم كما وقيتم شرها وعن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله قال وإنا لنتلقاها من فيه رطبة وتابعه أبو عوانة عن مغيرة ، وقال حفص وأبو معاوية وسليمان بن قرم عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله 
[ 3140 ] حدثنا نصر بن علي أخبرنا عبد الأعلى حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض قال وحدثنا عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي  مثله 
[ 3141 ] حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة 

باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء

[ 3142 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال : حدثني عتبة بن مسلم قال : أخبرني عبيد بن حنين قال : سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال النبي  إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء 
[ 3143 ] حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله  قال : غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك 
[ 3144 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظته من الزهري كما أنك ها هنا أخبرني عبيد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة رضى الله تعالى عنهم عن النبي  قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة 
[ 3145 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  أمر بقتل الكلاب 
[ 3146 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن يحيى قال : حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه قال : قال رسول الله  : من أمسك كلبا ينقص من عمله كل يوم قيراط إلا كلب حرث أو كلب ماشية 
[ 3147 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا سليمان قال : أخبرني يزيد بن خصيفة قال : أخبرني السائب بن يزيد سمع سفيان بن أبي زهير الشنئي أنه سمع رسول الله  يقول : من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص من عمله كل يوم قيراط ، فقال السائب أنت سمعت هذا من رسول الله  قال : إي ورب هذه القبلة