صحيح ابن خزيمة/كتاب الصلاة
باب البدء فرض الصلوات الخمس
301 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر وابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة - رجل من قومه -
« أن نبي الله ﷺ قال: بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول: خذ بين الثلاثة فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم قال فشرح صدري إلى كذا وكذا
قال قتادة: قلت ما يعني به؟ قال إلى أسفل بطنه - فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم أتيت بدابة أبيض يقال له: البراق فوق الحمار ودون البغل يقع خطاه أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقت حتى أتينا السماء الدنيا واستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: من معك؟ قال: محمد قيل: وبعث إليه؟ قال: نعم ففتح لنا قال: مرحبا به ولنعم المجيء فأتيت على آدم فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح قال: ثم انطلقنا حتى أتينا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم ففتح لنا قال: مرحبا به ولنعم المجيئ جاء فأتيت على يحيى وعيسى فقلت: يا جبريل من هذان؟ قال: يحيى وعيسى - قال سعيد: إني حسبت أنه قال في حديثه: ابني الخالة - فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح قال: ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قال: وقد بعث إليه؟ قال: نعم قال: ففتح لنا وقال: مرحبا به ولنعم المجيئ جاء قال: فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم انطلقا إلى السماء الرابعة فكان نحو من كلام جبريل وكلامهم فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انتهينا إلى السماء الخامسة فأتيت على هارون فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انطلقنا إلى السماء السادسة فأتيت على موسى صلى الله عليهم أجمعين فسلمت عليه فقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما جاوزت بكى قال ثم رجعت إلى سدرة المنتهى فحدث نبي الله ﷺ أن نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة وحدث نبي الله ﷺ أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ قال أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لنا البيت المعمور قلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منها لم يعودوا فيه آخر ما عليهم؟؟ قال: ثم أتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن يعرضان علي فاخترت اللبن فقيل: أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة ففرضت علي كل يوم خمسون صلاة فأقبلت بهن حتى أتيت على موسى فقال: بما أمرت قلت: بخمسين صلاة كل يوم قال: إن أمتك لا تطيق ذلك إني قد بلوت بني إسرائيل قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فخفف عني خمسا فما زلت أختلف بين ربي وبين موسى يحط عني ويقول لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم قال: إن أمتك لا تطيق ذلك قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك قال: لقد اختلفت إلى ربي حتى استحييت لكني أرضي وأسلم فنوديت إني قد أجزت - أو أمضيت - فريضتي وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها » 1
302 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عفان بن مسلم نا همام بن يحيى العوذي ثم المحملي قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثهم « أن النبي ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به فذكر الحديث بطوله
وقال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قال من ثغرة نحره إلى شعرته وقد سمعته يقول: من قصته إلى شعرته. فذكر محمد بن يحيى الحديث بطوله
قال أبو بكر: هذه اللفظة دالة على أن قول قتادة في خبر سعيد: فقلت له لم يرد به فقلت لأنس إنما أراد فقلت للجارود 2
باب ذكر فرض الصلوات الخمس من عدد الركعة بلفظ خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص
303 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول
« إن الصلاة أول ما افترضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر » فقلت لعروة: فما لها كانت تتم؟ فقال: إنها تأولت ما تأول عثمان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بمثله: غير أنه قال في كلها: عن
304 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن معاذ العقدي ثنا أبو عوانة عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال:
« فرض الله الصلاة على لسان نبيكم ﷺ في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة »
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها
والدليل على أن قولها أن الصلاة أول ما افترضت ركعتان أرادت بعض الصلاة دون جميعها أرادت الصلوات الأربعة دون المغرب وكذلك أرادت - ثم زيد في صلاة الحضر - ثلاث صلوات خلا الفجر والمغرب والدليل على أن قول ابن عباس فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا إنما أراد خلا الفجر والمغرب وكذلك أرادوا في السفر ركعتين خلا المغرب وهذا من الجنس الذي نقول في كتبنا من ألفاظ العام التي يراد بها الخاص
305 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن نصر المقرئ وعبد الله بن الصباح العطار البصري - قال أحمد أخبرنا - وقال عبد الله حدثنا محبوب بن الحسن نا داود - يعني ابن أبي هند - عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
« فرض صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين فلما أقام رسول الله ﷺ بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر لطول القراءة وصلاة المغرب لأنها وتر النهار »
قال أبو بكر: هذا حديث غريب لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسن رواه أصحاب داود فقالوا عن الشعبي عن عائشة خلا محبوب بن الحسن 3
باب فرض الصلوات الخمس والدليل على أن لا فرض من الصلاة إلا الخمس وأن كل ما سوى الخمس من الصلاة فتطوع ليس شيء منها فرض إلا الخمس فقط
306 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا أبو سهيل - وهو عم مالك بن أنس - عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله
« أن أعرابيا جاء إلى النبي ﷺ وهو ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ قال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا قال: أخبرني ماذا فرض الله علي من الزكاة؟ قال: فأخبره رسول الله ﷺ بشرائع الإسلام قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص شيئا مما فرض الله علي فقال رسول الله ﷺ: أفلح وأبيه إن صدق - أو دخل الجنة وأبيه إن صدق
باب الدليل على أن إقام الصلاة من الإيمان
307 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحدثنا محمد بن بشار نا أبو عامر نا قرة جميعا عن أبي جمرة الضبعي - وهو نصر بن عمران - قال:
« قلت لابن عباس: إن جرة لي أنتبذ فيها فأشرب منه فإذا أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله ﷺ فقال: مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الأشهر الحرم فحدثنا جملا من الأمر إذا أخذنا عملنا به أو إذا أحدنا عمل به دخل به الجنة وندعو إليه من ورائنا قال: آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم وأنهاكم عن النبيذ في الدبا والنقير والحنتم والمزفت »
هذا لفظ حديث قرة بن خالد
باب ذكر الدليل على أن إقام الصلاة من الإسلام إذ الإيمان والإسلام اسمان بمعنى واحد
خبر عمر بن الخطاب في مسألة جبريل النبي ﷺ عن الإسلام قد أمليته في كتاب الطهارة
308 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا روح بن عبادة عن حنظلة قال سمعت عكرمة بن خالد بن العاص يحدث طاوسا
« أن رجلا قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟ فقال عبد الله بن عمر: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت »
309 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منصور الرمادي نا أبو النضر نا عاصم - وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - عن أبيه عن ابن عمر
« عن النبي ﷺ قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به محمد بن يحيى نا أحمد بن يونس نا عاصم أخبرني واقد بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ؛ بمثله.
قال أبو بكر: خرجت طرق هذا الحديث في كتاب الإيمان
باب في فضائل الصلوات الخمس
310 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري نا عبد الله بن وهب عن مخرمة عن أبيه عن عامر ابن سعد بن أبي وقاص قال سمعت سعدا وناسا من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون
« كان رجلان أخوان في عهد رسول الله ﷺ وكان أحدهما أفضل من الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلة ثم توفي فذكر لرسول الله ﷺ فضيلة الأول على الآخر فقال: لم يكن يصلي؟ قالوا: بلى يا رسول الله وكان لا بأس به قال رسول الله ﷺ: فما يدريكم ماذا بلغت به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهر جار بباب رجل غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما ترون ذلك يبقى من درنه! لا تدرون ماذا بلغت به صلاته » 4
311 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية نا الوليد - يعني ابن مسلم - عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار - وهو شداد بن عبد الله - حدثنا أبو أمامة قال:
« أتى رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي فأعرض عنه وأقيمت الصلاة فصلى رسول الله ﷺ فلما سلم قال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال: هل توضأت حين أقبلت؟ قال: نعم قال: اذهب فإن الله قد عفى عنك »
باب ذكر الدليل على أن الحد الذي أصابه السائل فأعلمه ﷺ أن الله قد عفى عنه بوضوئه وصلاته كان معصية ارتكبها دون الزنا الذي يوجب الحد
إذ كل ما زجر الله عنه قد يقع عليه اسم حد وليس اسم الحد إنما يقع على ما يوجب جلدا أو رجما أو قطعا فقط قال الله تبارك وتعالى في ذكر المطلقة: { تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } قال: { تلك حدود الله فلا تقربوها } فكل ما زجر الله عنه فاسم الحد واقع عليه إذ الله عز وجل قد أمر بالوقوف عنده فلا يجاوز ولا يتعدى
312 - أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قالا: حدثنا المعتمر عن أبيه نا أبو عثمان عن ابن مسعود
« أن رجلا أتى النبي ﷺ: فذكر له أنه أصاب من امرأة إما قبلة - أو مسا بيد - أو شيئا كأنه يسئل عن كفارتها قال: فأنزل الله عز وجل { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } قال فقال الرجل: إلى هذه؟ قال: هي لمن عمل بها من أمتي »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثناه الصنعاني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سليمان - وهو التميمي - بهذا الإسناد مثله فقال: أصاب من امرأة قبلة ولم يشك ولم يقل: كأنه يسأل عن كفارتها
313 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا وكيع نا إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال:
« جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وباشرتها وقبلتها وفعلت بها كل شيء إلا إني لم أجامعها فسكت النبي ﷺ فنزلت هذه الآية: { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } فدعاه النبي ﷺ فقرأها عليه فقال عمر: يا رسول الله أله خاصة أو للناس كافة؟ فقال لا بل للناس كافة » 5
باب ذكر الدليل على أن الصلوات الخمس إنما تكفر صغائر الذنوب دون كبائرها
314 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن جعفر نا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ قال: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر »
315 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن أبي هلال حدثه أن نعيم بن المجمر حدثه أن صهيبا مولى العتواريين حدثه أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يخبران
« عن النبي ﷺ أنه جلس على المنبر ثم قال: والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم يسكت فأكب كل رجل منا يبكي حزينا ليمين رسول الله ﷺ ثم قال: ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى أنها لتصطفق ثم تلا: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } » 6
باب فضيلة السجود وحط الخطايا بها مع رفع درجاتها في الجنة
316 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي حدثني الوليد بن هشام المعيطي حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري قال:
« لقيت ثوبان مولى رسول الله ﷺ فقلت له: دلني على عمل ينفعني الله به - أو يدخلني الجنة - قال: فسكت عني ثلاثا ثم التفت إلي فقال: عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة »
قال أبو عمار: هكذا قال الوليد - يعني سجدة بنصب السين
باب فضل الصبح وصلاة العصر
317 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا إسماعيل نا قيس قال قال جرير بن عبد الله
« كنا جلوسا عند النبي ﷺ قال: فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها »
318 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ويزيد بن هارون قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال:
« سمعت رسول الله ﷺ يقول: من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها حرمه الله على النار »
وقال رجل من أهل البصرة: وأنا سمعته من رسول الله ﷺ
319 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الضبي نا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن عمارة بن رويبة قال:
« قال رسول الله ﷺ: لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها »
320 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه عبد الجبار بن العلاء نا شيبان نا عبد الملك بن عمير قال سمعت عمارة بن رويبة يقول:
« سمعت رسول الله ﷺ يقول: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس ولا غروبها »
فجاءه رجل من أهل البصرة فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ؟ قال: نعم قال: وأنا أشهد بأنك سمعته
باب ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة والعصر جميعا ودعاء الملائكة لمن شهد الصلاتين جميعا
321 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن ا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله ﷺ: إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم فإذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة الليل ومكثت معكم ملائكة النهار فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - ما تركتم عبادي يصنعون؟ قال ن فيقولون: جئنا وهم يصلون وتركناهم يصلون فإذا كان صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة النهار ومكث معكم ملائكة الليل قال: فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم - فيقول: ما تركتم عبادي يصنعون؟ قال فيقولون: جئنا وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون قال: فحسبت أنهم يقولون: فاغفر لهم يوم الدين »
322 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يحيى بن حكيم نا يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن سليمان - وهو الأعمش - عن أبي صالح عن أبي هريرة
« عن النبي ﷺ قال: يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتثبت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين »
باب ذكر مواقيت الصلاة الخمس
323 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد وعلي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين وأحمد بن سنان الواسطي وموسى بن خاقان البغدادي قالوا: حدثنا إسحاق - وهو ابن يوسف الأزرق - وهذا حديث الدورقي نا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:
« أتى النبي ﷺ رجل فسأله عن وقت الصلوات فقال: صل معنا فلما زالت الشمس صلى رسول الله ﷺ الظهر وقال: وصلى العصر والشمس مرتفعة نقية وصلى المغرب حين غربت الشمس وصلى العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس فلما كان من الغد أمر بلالا فأذن الظهر فأبرد بها فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر والشمس حية أخر فوق الذي كان وأمره فأقام المغرب قبل أن يغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وأمره فأقام الفجر فأسفر بها ثم قال: أين السائل عن وقت الصلاة؟ قال: أنا يا رسول الله قال: وقت صلاتكم بين ما رأيتم »
قال أبو بكر: لم أجد في كتابي عن الزعفراني: المغرب في اليوم الثاني
324 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي ﷺ في المواقيت.
لم يزدنا بندار على هذا. قال بندار فذكرته لأبي داود فقال: صاحب هذا الحديث ينبغي أن يكبر عليه قال بندار: فمحوته من كتابي. قال أبو بكر: ينبغي أن يكبر على أبي داود حيث غلط وأن يضرب بندار عشرة حيث محا هذا الحديث من كتابه. حديث صحيح على ما رواه الثوري أيضا عن علقمة غلط أبو داود وغير بندار هذا حديث صحيح رواه الثوري أيضا عن علقمة.
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر حرمي بن عمارة محمد بن يحيى قال نا علي بن عبد الله نا حرمي بن عمارة عن شعبة؛ بالحديث تمامه
قال أبو بكر: هذا الخبر راد على زعم العراقيين أن المقر عند الحاكم أن لفلان عليه ما بين درهم إلى عشرة دراهم أن عليه ثمانية دراهم فجعلوا هذا المحال من المقال بابا طويلا فرعوا مسائل على هذا الخطأ وقود مقالتهم يوجب أن جبريل صلى بالنبي ﷺ في اليومين والليلتين الصلوات الخمس في غير مواقيتها لأن قود مقالتهم أن أوقات الصلاة ما بين الوقت الأول والوقت الثاني وأن الوقت الأول والثاني خارجان من وقت الصلاة كزعمهم أن الدرهم والعشرة خارجان مما أقر به المقر وأن الثمانية هو بين درهم إلى عشرة قد أمليت مسألة طويلة من هذا الجنس.
باب ذكر الدليل على أن فرض الصلاة كان على الأنبياء قبل محمد ﷺ كان خمس صلوات كما هي على النبي ﷺ وأمته وأن أوقات صلواتهم كانت أوقات النبي محمد ﷺ وأمته
325 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا مغيرة - يعني ابن عبد الرحمن - عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عبد الله - وهو ابن عياش بن أبي ربيعة الزرقي - ح وحدثنا بندار نا أبو أحمد نا سفيان ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة قال وكيع: عن الزرقي عن حكيم بن عباد بن سهل بن حنيف عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال:
« قال رسول الله ﷺ: أمني جبريل عند البيت مرتين فصلى بي الظهر حين مالت الشمس قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ضل كل شيء مثله وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم وصلى بي الغد الظهر حين كان ظل كل شيء مثله وصلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثليه وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل وصلى بي الغداة بعد ما أسفر ثم التفت إلي فقال: يا محمد: الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك »
هذا لفظ حديث أحمد بن عبدة
وفي حديث وكيع: حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف
يزداد كلام الإمام رحمه الله في آخر الباب الذي تقدمه إلى آخر هذا الباب إن شاء الله 7
باب ذكر وقت الصلاة للمعذور
326 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بندار بن بشار نا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله ابن عمرو
« أن نبي الله ﷺ قال: إذا صليتم الصبح فهو وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول فإذا صليتم الظهر فهو وقت إلى أن تصلوا العصر فإذا صليتم العصر فهو وقت إلى أن تصفر الشمس فإذا غابت الشمس فهو وقت إلى أن يغيب الشفق فإذا غاب الشفق فهو وقت إلى نصف الليل »
باب اختيار الصلاة في أول وقتها يذكر خبر لفظه لفظ عام مراده خاص
327 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار ثنا عثمان بن عمر نا مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال:
« سألت رسول الله ﷺ أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة في أول وقتها »
باب ذكر الدليل على أن النبي ﷺ إنما أراد بقوله: الصلاة في أول وقتها بعض الصلاة دون جميعها وبعض الأوقات دون جميع الأوقات إذ قد أخبر النبي ﷺ بتبريد الظهر في شدة الحر وقد أعلم أن لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخر صلاة العشاء الآخرة إلى شطر الليل
328 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن المهاجر أبي الحسن أنه سمع زيد بن وهب يحدثه عن أبي ذر قال:
« أذن مؤذن رسول الله ﷺ الظهر فقال النبي ﷺ: أبرد أبرد - أو قال: انتظر انتظر - فقال: إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة »
قال أبو ذر: حتى رأينا فيء التلول.
329 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة الضبي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد - وهو ابن المسيب - عن أبي هريرة
« أن النبي ﷺ قال: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم »
330 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار ثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - نا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
« عن النبي ﷺ قال: إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا الصلاة في شدة الحر »
331 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي نا عبد الله - يعني ابن داود الخريبي - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
« أن رسول الله ﷺ قال: أبردوا الظهر في الحر » 8
باب استحباب تعجيل صلاة العصر
332 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال: حفظناه من الزهري قال أخبرني عروة عن عائشة ح وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي وسعيد بن عبد الرحمن بن المخزومي قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
« أن النبي ﷺ كان يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يظهر الفيء بعد »
قال أحمد: في حجرتها.
قال أبو بكر: الظهور عند العرب يكون على معنيين أحدهما أن يظهر الشيء حتى يرى ويتبين فلا خفاء والثاني أن يغلب الشيء على الشيء كما يقول العرب ظهر فلان على فلان وظهر جيش فلان على جيش فلان أي غلبهم فمعنى قولها: لم يظهر الفيء بعد: أي لم يتغلب الفيء على الشمس في حجرتها أي لم يكن الظل في الحجرة أكثر من الشمس حين صلاة العصر.
باب ذكر التغليظ في تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس
والدليل على أن قوله ﷺ في خبر عبد الله بن عمرو: فإذا صليتم العصر فهو وقت إلى أن تصفر الشمس إنما أراد وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر فيذكرها قبل اصفرار الشمس أو عنده وكذلك أراد النبي ﷺ من أدرك من العصر ركعة قبل غروب الشمس فقد أدركها وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر حين يذكرها وقتا يمكنه أن يصلي ركعة منها قبل غروب الشمس لا انه أباح للمصلي في غير العذر والضرورة - وهو ذاكر لصلاة العصر - أن يؤخرها حتى يصلي عند اصفرار الشمس أو ركعة قبل الغروب وثلاثا بعده
333 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل - يعني ابن جعفر - حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ابن يعقوب
« أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حتى انصرف من الظهر قال: وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال: صليتم العصر؟ قلنا له: إنما انصرفنا الساعة من الظهر قال: فصلوا العصر: فقمنا فصلينا فلما انصرفنا قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب أن مالكا حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن - بهذا نحوه
334 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع نا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي أبو بحر نا شعبة نا العلاء بن عبد الرحمن - يعني ابن يعقوب - عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال قال وسمعت أبا موسى محمد بن المثنى يقول وجدت في كتابي بخط يدي فيما نسخت من كتاب عن جعفر قال نا شعبة قال سمعت العلاء ابن عبد الرحمن يحدث عن أنس بن مالك
« أن رسول الله ﷺ قال: إن تلك صلاة المنافق ينتظر حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان - أو على قرني الشيطان - قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا »
هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال ابن بزيع: بين قرني شيطان أو في قرني شيطان وقال قال شعبة: نقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا
باب التغليظ في تأخير صلاة العصر من غير ضرورة
335 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا الزهري ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه
« عن النبي ﷺ قال: الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله »
قال مالك: تفسيره ذهاب الوقت
باب الأمر بتكبير صلاة العصر في يوم الغيم والتغليظ في ترك صلاة العصر
336 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا أبو داود نا هشام عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه أن أبا المليح الهذلي حدثه قال:
« كنا مع بريدة الأسلمي في غزوة في يوم غيم فقال بكروا بالصلاة فإن رسول الله ﷺ قال: من ترك صلاة العصر أحبط عمله »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن حريث أبو عمار نا النضر بن شميل عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى عن أبي قلابة: بهذا مثله غير أنه قال: فقد حبط عمله
باب استحباب تعجيل صلاة المغرب
337 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبيد الله بن عبد المجيد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد الله قال:
« كنا نصلي مع النبي ﷺ المغرب ثم نأتي بني سلمة فنبصر مواقع النبل » 9
338 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي نا يحيى بن إسحاق حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
« أنهم كانوا يصلون المغرب مع رسول الله ﷺ ثم يرجعون فيرى أحدهم مواقع نبله » 10
باب التغليظ في تأخير صلاة المغرب وإعلام النبي ﷺ أمته أنهم لا يزالون بخير ثابتين على الفطرة ما لم يؤخروها إلى اشتباك النجوم
339 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومؤمل بن هشام اليشكري قالا حدثنا ابن علية عن محمد ابن إسحاق ح وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري نا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني قال:
« قدم علينا أبو أيوب غازيا وعقبة بن عامر يومئذ على مصر فأخر المغرب فقام إليه أبو أيوب فقال: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ فقال: شغلنا فقال أما والله ما بي إلا أن يظن الناس إنك رأيت رسول الله ﷺ يصنع هكذا سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تزال أمتي بخير - أو على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم »
هذا لفظ حديث الدورقي. وقال المؤمل والفضل بن يعقوب أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تزال أمتي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن موسى الحرشي نا زياد بن عبد الله نا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب:
فذكر الحديث وقال أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تزال أمتي بخير - أو على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم قال: بلى 11
340 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زرعة نا إبراهيم بن موسى نا عباد بن العوام عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب
« عن النبي ﷺ قال: لا يزال أمتي على الفطر ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم »
قال أبو بكر: في قوله لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم دلالة على أن قوله في خبر عبد الله بن عمرو بن العاص: ووقت المغرب ما لم يسقط تور الشفق إنما أراد وقت العذر والضرورة لا أن يعتمد تأخير صلاة المغرب إلى أن تقرب غيبوبة الشفق لأن إشتباك النجوم يكون قبل غيبوبة الشفق بوقت طويل يمكن أن يصلي بعد إشتباك النجوم قبل غيبوبة الشفق ركعات كثيرة أكثر من أربع ركعات 12
باب النهي عن تسمية صلاة المغرب عشاء: إذ العامة أو كثير منهم يسمونها عشاء
341 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري حدثني أبي حدثني الحسين قال قال ابن بريدة نا عبد الله المزني
« أن رسول الله ﷺ قال: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاة المغرب قال ويقول الأعراب: هي العشاء »
قال أبو بكر: عبد الله المزني هو عبد الله بن المغفل.
باب استحباب تأخير صلاة العشاء إذا لم يخف المرء الرقاد قبلها ولم يخف الإمام ضعف الضعيف وسقم السقيم فتفوتهم الجماعة لتأخير الإمام الصلاة أو يشق عليهم حضور الجماعة إذا أخر صلاة العشاء
342 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ونا أحمد بن عبدة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار وابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ونا عبد الجبار مرة قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعمرو عن عطاء عن ابن عباس
« أن رسول الله ﷺ أخر صلاة العشاء ذات ليلة فخرج عمر فقال: الصلاة يا رسول الله! رقد النساء والولدان فخرج رسول الله ﷺ والماء يقطر عن رأسه وهو يمسحه عن شقيه وهو يقول: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هذه الساعة وقال أحدهما: انه الوقت لولا أن أشق على أمتي »
هذا لفظ حديث عبد الجبار حين جمع الحديث عن ابن جريج وعمرو بن دينار وقال لما أفرد خبر ابن جريج: أنه الوقت لولا أن أشق على أمتي وقال أحمد بن عبدة: لو لا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم أن يصلوا هذه الصلاة هذه الساعة.
343 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال:
« أعتم رسول الله ﷺ بالعشاء ذات ليلة فناداه عمر فقال: نام النساء والصبيان فخرج إليهم فقال: ما ينتظر هذه الصلاة أحد من أهل الأرض غيركم »
قال الزهري: ولم يكن يصلي يومئذ إلا من بالمدينة 13
344 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن الحكم عن نافع عن ابن عمر قال:
« كنا ذات ليلة ننتظر رسول الله ﷺ لصلاة العشاء الآخرة فخرج إلينا حتى ذهب ثلث الليل ولا ندري أي شيء شغله في أهله أو غير ذلك فقال حين خرج: إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة فصلى »
345 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ونا ابن أبي عدي عن داود ح وحدثنا عمران بن موسى الفزار نا عبد الوارث نا داود ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا عبد الأعلى عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
« انتظرنا رسول الله ﷺ لصلاة العشاء حتى ذهب من شطر الليل ثم جاء فصلى بنا ثم قال: خذوا مقاعدكم فإن الناس قد أخذوا مضاجعهم فإنكم لن تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها ولولا ضعف الضعيف وسقم السقيم وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل »
هذا حديث بندار 14
باب كراهية النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها بذكر خبر مجمل غير مفسر
346 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عوف ح وحدثنا بندار نا محمد بن جعفر وعبد الوهاب عن عوف ح وحدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم وعباد بن عباد وابن علية قالوا: حدثنا عوف عن سيار بن سلامة عن أبي برزة قال:
« كان رسول الله ﷺ يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها »
هذا حديث أحمد بن منيع. وفي حديث يحيى بن سعيد قال حدثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال: دخلت مع أبي على أبي برزة الأسلمي فسأله أبي كيف كان رسول الله ﷺ يصلي المكتوبة؟ قال: كان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها.
وفي حديث محمد بن جعفر وعبد الوهاب عن أبي المنهال ومتن حديثهما مثل متن حديث يحيى.
باب ذكر الخبر الدال على الرخصة في النوم قبل العشاء إذا أخرت الصلاة وفيه ما دل على أن كراهة النبي ﷺ النوم قبلها إذا لم تؤخر
347 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني نافع حدثنا عبد الله بن عمر ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر - يعني البرساني - أخبرنا ابن جريج أخبرني نافع عن ابن عمر
« أن النبي ﷺ شغل ذات ليلة عن صلاة العتمة حتى رقدنا ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج فقال: ليس ينتظر أحد من أهل الأرض هذه الصلاة غيركم »
هذا حديث محمد بن بكر. وقال ابن رافع: حتى رقدنا في المسجد. وفي خبر ابن عباس فخرج عمر فقال: يا رسول الله! الصلاة رقد النساء والولدان.
348 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا أبو عاصم عن ابن جريج ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر أنا ابن جريج ح وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي نا حجاج بن محمد وعبد الرزاق جميعا عن ابن جريج وقال حجاج قال ابن جريج أخبرني المغيرة بن حكيم أن أم كلثوم بنت أبي بكر أخبرته عن عائشة رضي الله عنها
« أن رسول الله ﷺ أعتم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد فخرج فصلى وقال: إنه وقتها لولا أن أشق على أمتي »
وفي خبر أبي عاصم ومحمد بن بكر قال حدثني المغيرة بن حكيم
قال أبو بكر: والنبي ﷺ لما أخر صلاة العشاء الآخرة حتى نام أهل المسجد لم يزجرهم عن النوم لما خرج عليهم ولو كان نومهم قبل صلاة العشاء لما أخر النبي ﷺ الصلاة مكروها لأشبه أن يزجرهم النبي ﷺ عن فعلهم ويوبخهم على فعل ما لم يكن لهم فعله
وفي خبر عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ في المواقيت قال في وقت صلاة العشاء الآخرة في الليلة الثانية فنمنا ثم قمنا ثم نمنا ثم قمنا ثم نمنا مرارا 15
باب كراهة تسمية صلاة العشاء عتمة
349 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان عن ابن أبي لبيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عمر قال:
« سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم إنهم يعتمون على الإبل إنها صلاة العشاء »
350 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء والمخزومي وأحمد بن عبدة قال أحمد: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
« كن - نساء المؤمنات - يصلين مع رسول الله ﷺ صلاة الصبح ثم يخرجن متلفعات بمروطهن ما يعرفن »
زاد أحمد: ثم ذكر الغلس
351 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي أخبرنا ابن علية أنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس
« أن رسول الله ﷺ غزا خيبر قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس » 16
352 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا ابن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن ابن شهاب أخبره
« أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا فقال عروة بن الزبير أما إن جبريل قد أخبر محمدا ﷺ بوقت الصلاة فقال له عمر: اعلم ما تقول فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول الله ﷺ يقول: نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات ورأيت رسول الله ﷺ يصلي الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ويصلي المغرب حين تسقط الشمس ويصلي العشاء حين يسود الأفق وربما أخرها حتى يجتمع الناس وصلى الصبح مرة بغلس ثم صلى مرة أخرى فاسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات ﷺ ثم لم يعد إلى أن يسفر »
قال أبو بكر: هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد في هذا الخبر كله دلالة على أن الشفق البياض لا الحمرة لأن في الخبر: ويصلي العشاء حين يسود الأفق وإنما يكون اسوداد الأفق بعد ذهاب البياض الذي يكون بعد سقوط الحمرة لأن الحمرة إذا سقطت مكث البياض بعده ثم يذهب البياض فيسود الأفق.
وفي خبر سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار فأمره النبي ﷺ فأقام الصلاة فصلى 17
353 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي: قالا حدثنا عمرو بن أبي سلمة نا صدقة بن عبد الله الدمشقي عن أبي وهب - وهو عبيد الله بن عبيد الكلاعي - عن سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله
« أن رجلا أتى النبي ﷺ فسأله عن وقت الصلاة فذكر الحديث بطوله في مواقيت الصلاة في اليومين والليلتين وقال في الليلة الأولى: ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار وأمره النبي ﷺ فأقام الصلاة فصلى وقال في الليلة الثانية: ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار فأخرها النبي ﷺ فنمنا ثم نمنا مرارا ثم خرج رسول الله ﷺ فقال: إن الناس قد صلوا ورقدوا وإنكم لم تزالوا في صلاة منذ انتظرتم الصلاة »
ثم ذكر الحديث بطوله
354 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمار بن خالد الواسطي نا محمد - وهو ابن يزيد وهو الواسطي - عن شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال:
« قال رسول الله ﷺ: وقت الظهر إلى العصر ووقت العصر إلى اصفرار الشمس ووقت المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق ووقت العشاء إلى نصف الليل ووقت صلاة الصبح إلى طلوع الشمس »
قال أبو بكر: فلو صحت هذه اللفظة في هذا الخبر لكان في هذا الخبر أن الشفق الحمرة إلا أن هذه اللفظة تفرد بها محمد بن يزيد إن كانت حفظت عنه وإنما قال أصحاب شعبة في هذا الخبر: ثور الشفق مكان ما قال محمد بن يزيد حمرة: الشفق
أحبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا: حدثنا محمد - وهو ابن جعفر - نا شعبة قال: سمعت قتادة قال: سمعت أبا أيوب الأزدي عن عبد الله بن عمر فذكر الحديث وقالا في الخبر:
ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ولم يرفعاه 18
355 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن لبيد أخبرني عقبة قال حدثنا أبو داود نا شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال شعبة - رفعه مرة وقال بندار بمثل حديث الأول
ورواه أيضا هشام الدستوائي عن قتادة ورفعه قد أمليته قبل وقال: إلى أن يغيب الشفق ولم يقل: ثور ولا حمرة
ورواه أيضا سعيد بن أبي عروبة ولم يرفعه ولم يذكر الحمرة
وكذلك رواه ابن أبي عدي عن شعبة موقوفا ولم يذكر الحمرة عن شعبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا بهما أبو موسى نا ابن أبي عدي عن شعبة ح وحدثنا أيضا أبو موسى نا ابن أبي عدي عن سعيد كليهما عن قتادة فهذا الحديث موقوفا ليس فيه ذكر الحمرة قال أبو بكر: والواجب في النظر إذا لم يثبت عن النبي ﷺ أن الشفق هو الحمرة وثبت عن النبي ﷺ أن أول وقت العشاء إذا غاب الشفق أن لا يصلي العشاء حتى يذهب بياض الأفق لأن ما يكون معدوما فهو معدوم حتى يعدم كونه بيقين فما لم يعلم بيقين أن وقت الصلاة قد دخل لم تجب الصلاة ولم يجز أن يؤدي الفرض قد وجب فإذا غابت الحمرة والبياض قائم لم يغب فدخول وقت صلاة العشاء شك لا يقين لأن العلماء قد اختلفوا في الشفق قال بعضهم: الحمرة وقال بعضهم: البياض ولم يثبت علميا عن النبي ﷺ أن الشفق الحمرة وما يتفق المسلمون عليه فغير واجب فرض الصلاة إلا أن يوجب الله أو رسوله أو المسلمون في وقت فإذا كان البياض قائما في الأفق وقد اختلف العلماء بإيجاب فرض صلاة العشاء ولم يثبت عن النبي ﷺ خبر إيجاب فرض الصلاة في ذلك الوقت فإذا ذهب بياض واسود فقد اتفق العلماء على إيجاب فرض صلاة العشاء فجائز في ذلك الوقت أداء فرض تلك الصلاة والله أعلم بصحة هذه اللفظة التي ذكرت في حديث عبد الله بن عمرو
باب ذكر بيان الفجر الذي يجوز صلاة الصبح بعد طلوعه إذ الفجر هنا فجران طلوع أحدهما بالليل وطلوع الثاني يكون بطلوع النهار
356 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي بن محرز - أصله بغدادي - بالفسطاط نا أبو أحمد الزبيري نا سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
« أن رسول الله ﷺ قال: الفجر فجران فجر يحرم فيه الطعام ويحل فيه الصلاة وفجر يحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام »
قال أبو بكر: في هذا الخبر دلالة على أن صلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل دخول وقتها
قال أبو بكر: قوله فجر يحرم فيه الطعام يريد: على الصائم ويحل فيه الصلاة يريد: صلاة الصبح وفجر يحرم فيه الصلاة يريد: صلاة الصبح إذا طلع الفجر الأول لم يحل أن يصلي في ذلك الوقت صلاة الصبح لأن الفجر الأول يكون بالليل ولم يرد أنه لا يجوز أن يتطوع بالصلاة بعد طلوع الفجر الأول وقوله: ويحل فيه الطعام يريد لمن يريد الصيام قال أبو بكر: لم يرفعه في الدنيا غير أبي أحمد الزبيري 19
باب فضل انتظار الصلاة والجلوس في المسجد وذكر دعاء الملائكة لمنتظر الصلاة الجالس في المسجد
357 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بك ر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله ﷺ: ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء في المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة ما منكم من رجل يخرج من بيته فيصلي مع الإمام ثم يجلس ينتظر الصلاة الأخرى إلا والملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه » ثم ذكر الحديث
قال أبو بكر: لم يرو هذا الحديث إلا أبو عاصم
358 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى أخبرنا عبيد الله بن عمر حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة
« عن النبي ﷺ قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة أخفاها لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه »
قال لنا بندار مرة: امرأة ذات حسب وجمال فقال إني
قال أبو بكر: هذه اللفظة لا تعلم يمينه ما تنفق شماله قد خولف فيها يحيى بن سعيد فقال من روى هذا الخبر غير يحيى: لا يعلم شماله ما ينفق يمينه 20
359 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة
« عن النبي ﷺ قال: ما من رجل كان يوطن المساجد فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم » 21
باب ذكر الدليل على أن الشيء قد يشبه بالشيء إذا اشتبه في بعض المعاني لا في جميعها
إذ النبي ﷺ قد أعلم أن العبد لا يزال في صلاة ما دام في مصلاة ينتظرها وإنما اراد النبي ﷺ: أنه لا يزال في صلاة أي أن له أجر المصلي لا أنه في صلاة في جميع أحكامه إذ لو كان منتظر الصلاة في صلاة في جميع أحكامه لما جاز لمنتظر الصلاة في ذلك الوقت أن يتكلم بما يقطع عليه صلاته لو تكلم به في الصلاة لما جاز له أن يولي وجهه عن القبلة أو يستقبل غير القبلة ولكان منهيا عن كل ما نهي عنه المصلي
360 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري حدثني أبي نا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال:
« قال النبي ﷺ: لا يزال العبد في صلاة ما دام في مصلاه ينتظر الصلاة تقول الملائكة: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم ينصرف أو يحدث قالوا: ما يحدث؟ قال: يفسو أو يضرط »
قال أبو بكر: هذه اللفطة: يفسو أو يضرط من الجنس الذي يقول أن ذكرهما لعلة لأنهما وكل واحد منهما على الانفراد ينقض طهر المتوضئ وكل ما نقض ظهر المتوضئ من الأحداث كلها فحكمه حكم هذين الحدثين وهذا من الجنس الذي أجبت بعض أصحابنا أنه من الخبر المعلل الذي يجوز أن يشبه به ما هو مثله في الحكم ولو كان التشبيه والتمثيل لا يجوز على أخبار النبي ﷺ على ما توهم بعض من خالفنا لكان البائل في كوز أو قارورة والمتغوط في طشت أو أجانة إذا جلس في المسجد ينتظر الصلاة كان له أجر المصلي والمحدث إذا خرجت منه ريح لم يكن له أجر المصلي وإن جلس في المسجد بعد خروج الريح منه ينتظر الصلاة ومن فهم العلم وعقله لم يعاند ولم يكابر غفلة علم أن قوله: يفسو أو يضرط إنما أراد أن الفسا والضراط ينقضان طهر المتوضئ وإن النبي ﷺ لم يجعل لمنتظر الصلاة بعد هذين الحديثين فضيلة المصلي لأنه غير متوضئ فكل منتظر الصلاة جالس في المسجد غير طاهر طهارة تجزيه الصلاة معها فحكمه حكم من خرجت منه ريح نقضت عليه الطهارة
جماع الأبواب الأذان والإقامة
باب في بدء الأذان والإقامة
361 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد وأحمد بن منصور الرمادي قالا: حدثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج ح وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري نا أبو عاصم عن ابن جريج ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني نافع عن ابن عمر قال:
« كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم: بل قرنا مثل قرن اليهود فقال عمر: أفلا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله ﷺ: قم يا بلال فناد بالصلاة »
362 - حدثنا بندار نا أبو بكر - يعني الحنفي - نا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر
« أن بلالا كان يقول أول ما أذن أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة فقال له عمر: قل في أثرها: أشهد أن محمد رسول الله فقال رسول الله ﷺ: قل كما أمرك عمر » 22
باب ذكر الدليل على أن من كان أرفع صوتا وأجهر كان أحق بالأذان ممن كان أخفض صوتا إذ الأذان إنما ينادى به لاجتماع الناس للصلاة
363 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا أبي نا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه قال:
« لما أصبحنا أتينا رسول الله ﷺ فأخبرته بالرؤيا فقال: إن هذه الرؤيا حق فقم مع بلال فإنه أندى أو أمد صوتا منك فألق عليه ما قيل لك فينادي بذلك قال: ففعلت فلما سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله ﷺ يجر رداءه وهو يقول: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال فقال رسول الله ﷺ: فلله الحمد »
باب الأمر بالأذان للصلاة قائما لا قاعدا إذ الأذان قائما أحرى أن يسمعه من بعد عن المؤذن من أن يؤذن وهو قاعد
364 - قال أبو بكر في خبر نافع عن ابن عمر
« فقال رسول الله ﷺ: قم يا بلال فناد بالصلاة »
باب ذكر الدليل على أن بدء الأذان إنما كان بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة وأن صلاته بمكة إنما كانت من غير نداء لها ولا إقامة
365 - قال أبو بكر في خبر عبد الله بن زيد
« كان رسول الله ﷺ حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة »
باب تثنية الأذان وإفراد الإقامة بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص
366 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن هلال نا عبد الوارث - يعني ابن سعيد - عن أيوب ح وحدثنا بندار نا عبد الوهاب نا أبو أيوب ح ثنا بندار ثنا عبد الوهاب نا خالد ح عن محمد غير مفسر وحدثنا أبو الخطاب نا بشر - يعني ابن المغفل - نا خالد ح وحدثنا زياد بن أيوب نا هشام عن خالد ح وحدثنا مسلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء كليهما عن أبي قلابة عن أنس قال:
« أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة »
باب ذكر الدليل على أن الآمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة كان النبي ﷺ لا بعده أبو بكر ولا عمر كما ادعى بعض الجهلة انه جائزان يكون الصديق أو الفاروق أمر بلالا بذلك
367 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال سمعت خالدا يحدث عن أبي قلابة عن أنس أنه حدث
« أنهم التمسوا شيئا يؤذنون به علما للصلاة قال: فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة »
368 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا عبد الوهاب الثقفي نا خالد عن أبي قلابة عن أنس قال:
« لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء يعرفونه فذكروا أن ينوروا نارا أو يضربوا ناقوسا فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة »
369 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى القطعي نا روح بن عطاء بن أبي ميمونة حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال:
« كانت الصلاة إذا حضرت على عهد رسول الله ﷺ سعى رجل في الطريق فنادى الصلاة الصلاة الصلاة فاشتد ذلك على الناس فقالوا: يا رسول الله! لو اتخذنا ناقوسا قال: ذلك للنصارى قال فلو اتخذنا بوقا قال: ذلك لليهود قال: فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة » 23
باب ذكر الخبر المسفر للفظژ المجملة التي ذكرتها
والدليل على أن النبي ﷺ إنما أمر بأن يشفع بعض الأذان لا كلها وأنه إنما أمر بأن يوتر بعض الإقامة لا كلها وان اللفظة التي في خبر أنس إنما هي من أخبار ألفاظ العام التي يراد بها الخاص إذ الأذان مرة واحدة وكذلك المقيم يثني في الابتداء الله اكبر فيقوله مرتين وكذلك يقول: قد قامت الصلاة مرتين ويقول أيضا: الله أكبر الله أكبر مرتين
370 - وأخبرنا الفقيه الإمام أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن عيسى نا سلمة - يعني ابن الفضل - عن محمد بن إسحاق قال:
« وقد كان رسول الله ﷺ حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة فهم رسول الله ﷺ أن يجعل بوقا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلواتهم ثم كرهه ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين إلى الصلاة فبينما هم على ذلك أرى عبد الله بن زيد بن عبد ربه أخو الحارث بن الخزرج النداء فأتى رسول الله ﷺ فقال له: يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس فقال: وما تصنع به؟ قلت: ندعو به إلى الصلاة فقال: ألا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم استأخر غير كثير ثم قال مثل ما قال وجعلها وترا إلا قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما خبرتها رسول الله ﷺ قال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقاها عليه فإنه أندى صوت منك فلما أذن بلال سمع عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى رسول الله ﷺ وهو يجر رداءه وهو يقول: يا نبي الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله ﷺ فلله الحمد فذاك أثبت » 24
371 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن أبي إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه حدثني أبي عبد الله بن زيد قال:
« لما أمر رسول الله ﷺ بالناقوس فعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة »
فذكر الحديث بطوله مثل حديث سلمة بن الفضل 25
372 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول:
« ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا لأن محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعه من عبد الله بن زيد
373 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي في عقب حديثه قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن ابن اسحاق قال: فذكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه بهذا الخبر قال:
« فقال له رسول الله ﷺ: إن هذه لرؤيا حق إن شاء الله ثم أمر بالتأذين فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك » 26
374 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت أبا جعفر يحدث عن مسلم بن المثنى عن ابن عمر قال:
« إنما كان الأذان على عهد رسول الله ﷺ مرتين والإقامة مرة غير أنه كان يقول: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإذا سمعنا ذلك توضأنا ثم خرجنا »
قال محمد: قال شعبة: لم أسمع من أبي جعفر غير هذا الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن شعبة عن أبي جعفر عن مسلم بن المثنى عن ابن عمر مثله 27
باب تثنية قد قامت الصلاة في الإقامة
ضد قول بعض من لا يفهم العلم ولا يميز بين ما يكون لفظه عاما مراده خاص وبين ما لفظه عام مراده عام فتوهم بجهله أن قوله: ويوتر الإقامة كل الإقامة لا بعضها من أولها إلى آخرها يعني الحسن بن الفضل
375 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال:
« كان بلال يثني الأذان ويوتر الإقامة إلا قوله: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة »
قال أبو بكر: وخبر ابن المثنى عن ابن عمر من هذا الباب 28
376 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد نا سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال:
« أمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة - يعني قد قامت الصلاة
باب الترجيع في الأذان مع تثنية الإقامة
وهذا من جنس اختلاف المباح أن يؤذن المؤذن فيرجع في الأذان ويثني الإقامة ومباح أن يثني الأذان ويفرد الإقامة إذ صح كلا الأمرين من النبي ﷺ فأما تثنية الأذان والإقامة فلم يثبت عن النبي ﷺ الأمر بهما
377 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا سعيد بن عامر عن همام عن عامر الأحول عن مكحول عن ابن محيريز عن أبي محذورة
« أن رسول الله ﷺ أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا فأعجبه صوت أبي محذورة فعلمه الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وعلمه الإقامة مثنى »
378 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة مؤذن مسجد الحرام حدثني أبي عبد العزيز وحدثني عبد الملك جميعا عن أبي محذورة
« أن رسول الله ﷺ أقعده فألقى عليه الأذان حرفا حرفا قال بشر: قال لي إبراهيم: هو مثل أذاننا هذا فقلت له أعد علي فقال: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين قال بصوت ذلك الصوت يسمع من حوله أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ثم رفع صوته فقال: حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله »
قال أبو بكر: عبد العزيز بن عبد الملك لم يسمع هذا الخبر من أبي محذورة إنما رواه عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة
379 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيريز وحدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا روح نا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره - وكان يتيما في حجر أبي محذورة بن معير - حين جهزه إلى الشام
« فقلت لأبي محذورة: إني خارج إلى الشام وإني أسأل عن تأذينك فذكر الحديث بطوله إلا أن بندار قال في الخبر من أول الأذان وألقى علي رسول الله ﷺ التأذين هو نفسه فقال قل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثم ذكر بقية الأذان مثل خبر مكحول عن ابن محيريز ولم يذكر الإقامة وزاد في الحديث زيادة كثيرة قبل ذكر الأذان وبعده »
وقال الدورقي قال في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر وباقي حديثه مثل لفظ بندار
وهكذا رواه روح عن ابن جريج عن عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر لم يقله أربعا قد خرجته في باب التثويب في أذان الصبح
ورواه أبو عاصم وعبد الرزاق عن ابن جريج وقالا في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
قال أبو بكر: فخبر ابن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل
وخبر محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن أبي ثابت صحيح من جهة النقل لأن ابن محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وليس هو مما دلسه محمد بن إسحاق وخبر أيوب وخالد عن أبي قلابة عن أنس صحيح لا شك ولا إرتياب في صحته وقد دللنا على أن الآمر بذلك النبي ﷺ لا غيره
فأما ما روى العراقيون عن عبد الله بن زيد فقد ثبت من جهة النقل وقد خلطوا في أسانيدهم التي رووها عن عبد الله بن زيد في تثنية الأذان والإقامة جميعا
فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد ﷺ أن عبد الله بن زيد لما رأى الأذان أتى النبي ﷺ فأخبره فقال: علمه بلالا فقام بلال فأذن مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى وقعد قعدة 29
380 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن الأعمش ورواه بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج حدثناه عقبة - يعني بن خالد -
ح وحدثناه الحسن بن قزعة حدثنا حصين بن نمير نا ابن أبي ليلى
381 - ورواه المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل وهكذا رواه أبو بكر بن عياش عن لأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: عن معاذ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا بخبر المسعودي زياد بن أيوب نا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي ح وحدثنا زياد أيضا نا عاصم - يعني ابن علي - نا المسعودي
ح وحدثنا بخبر أبي بكر بن عياش الحسن بن يونس بن مهران الزيات نا الأسود بن عامر نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: عن معاذ
382 - ورواه حصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى مرسلا فلم يقل: عن عبد الله بن زيد ولا عن معاذ ولا ذكر أحدا من أصحاب النبي ﷺ إنما قال: لما رأى عبد الله بن زيد من النداء ما رأى قال له رسول الله ﷺ:
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا المخزومي نا سفيان عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
ورواه الثوري عن حصين وعمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يقل: عن معاذ ولا عن عبد الله بن زيد ولا قال: حدثنا أصحابنا ولا أصحاب محمد بل أرسله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« كان النبي ﷺ فداهمه الأذان » فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول: وابن أبي ليلى لم يدرك ابن زيد.
وروى هذا الخبر شريك عن حصين فقال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه محمد بن يحيى نا يزيد بن هارون أخبرنا شريك عن حصين ورواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يقل: عن عبد الله بن زيد ولا عن معاذ وقال: حدثنا أصحابنا ولم يسم أحدا منهم
383 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال والصيام ثلاثة أحوال فحدثنا أصحابنا أن رسول الله ﷺ قال: لقد أعجبني أن تكون صلاة المؤمنين أو المسلمين واحدة حتى لقد هممت أن أبث رجالا في الدور فيؤذنون الناس بحين الصلاة »
فذكر الحديث بطوله
وقال عمرو حدثني بهذا حصين عن بن أبي ليلى
قال شعبة: وقد سمعته من حصين عن بن أبي ليلى: 30
384 - ورواه جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة فقال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل:
بعض هذا الخبر أعني قوله: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ولم يذكر عبد الله بن زيد ولا معاذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يوسف بن موسى نا جرير بن الأعمش ورواه بن فضيل عن الأعمش عن عمرو ابن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
« أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصوم ثلاثة أحوال: فذكر الحديث بطوله ولم يذكر عبد الله بن زيد ولا معاذ بن جبل ولا أحدا من أصحاب النبي ﷺ ولا قال: حدثنا أصحابنا ولم يقل أيضا: عن رجل »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه هارون بن إسحاق الهمداني نا ابن فضيل عن الأعمش
قال أبو بكر: هذا خبر العراقيين الذين احتجوا به عن عبد الله بن زيد في تثنية الأذان والإقامة وفي أسانيدهم من التخليط ما بينته وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل ولا من عبد الله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فغير جايز أن يحتج بخبر غير ثابت على أخبار ثابتة وسأبين هذه المسألة بتمامها في كتاب الصلاة المسند الكبير لا المختصر
باب التثويب في أذان الصبح
385 - أخبرنا أبو طاهر نا ابو بكر ن نا يعقوب بن إبراهيم الدوقي نا روح نا ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة وحدثناه محمد بن رافع نا عبد الرزاق اخبرنا ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب مولاهم عن أبيه مولى محذورة وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة ح حدثنا يزيد بن سنان نا أبو عاصم نا ابن جريج حدثني عثمان بن السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة - وهذا حديث الدوقي - قال:
« لما رجع النبي ﷺ من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم فسمعتهم يؤذن بالصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال النبي ﷺ لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجل رجل فكنت آخرهم فقال حين أذنت: تعال فاجلس بين يديه فمسح على ناصيتي وبارك علي ثلاث مرات ثم قال: اذهب تؤذن عند البيت الحرام قلت: كيف يا رسول الله! فعلمني الأذان كما يؤذنون الآن بها الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة ن حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأول من الصبح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال: وعلمني الإقامة مرتين مرتين الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشه أن محمدا رسو الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله »
قال ابن جريج أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنها سمعت ذلك من أبي محذورة
وقال ابن رافع ويزيد بن سنان في الحديث في أول الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر وذكر يزيد بن سنان الإقامة مرتين كذكر الدورقي سواء
وقال ابن رافع في حديثه: وإذا أقمت فقلها مرتين قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة أسمعت؟ وزاد فكان أبو محذورة لا يجز ناصية ولا يفرقها لأن رسول الله ﷺ مسح عليها
وزاد يزيد بن سنان في آخر حديثه: قال ابن جريج: أخبرني عثمان الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة
386 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة عن ابن عوف عن محمد بن سيرين عن أنس قال:
« من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح قال: الصلاة خير من النوم » 31
باب الانحراف في الأذان عند قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح
والدليل على أنه إنما ينحرف بفيه لا ببدنه كله وإنما يمكن الانحراف بالفم بانحراف الوجه
387 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الرحمن عن سفيان عن عون - وهو ابن أبي جحيفة - عن أبيه قال:
« رأيت بلالا يؤذن فيتبع بفيه ووصف سفيان يميل برأسه يمينا وشمالا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبي جحيفة قال:
شهدت النبي ﷺ بالبطحاء وهو في قبة حمراء وعنده ناس يسير فجاء بلال فأذن ثم حول يتبع فاه ههنا - يعني بقوله حي على الصلاة حي على الفلاح -
وقال وكيع عن الثوري في هذا الخبر: فجعل يقول في أذانه هكذا ويحرف رأسه يمينا وشمالا بحي على الفلاح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع
باب إدخال الاصبعين في الأذنين عند الأذان إن صح الخبر
فإن هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة ولست أفهم أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا؟ فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة
388 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا هشام عن حجاج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:
« رأيت بلالا يؤذن وقد جعل أصبعه في أذنيه وهو يلتوي في أذانه يمينا وشمالا » 32
باب فضل الأذان ورفع الصوت به شهادة من يسمعه من حجر ومدر وشجر وجن وإنس للمؤذن
389 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه قال قال أبو سعيد
« إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له »
وقال مرة حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة حدثني أبي وكان يتيما في حجر أبي سعيد وكانت أمه عند أبي سعيد
390 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد نا عبد الرحمن بن شعبة عن موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبن يحيى يقول سمعت أبا هريرة يقول:
« قال رسول الله ﷺ: المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة ويكفر عنه ما بينهما »
قال أبو بكر: يريد ما بين الصلاتين 33
باب الاستهام على الأذان إذا تشاجر الناس عليه
391 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا بشر بن عمر نا مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ قال: لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه »
هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال: قرأت على مالك عن سمي بهذا الحديث: 34
باب ذكر تباعد الشيطان عن المؤذن عند أذانه وهربه كي لا يسمع الأذان
392 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي نا أنس بن عياض عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ قال: إذا سمع الشيطان الأذان بالصلاة أدبر وله ضراط حتى لا يسمعه »
393 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير وأبو معاوية - واللفظ لجرير - عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:
« سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء »
قال سليمان: فسألته عن الروحاء فقال: هي من المدينة على ستة وثلاثين ميلا
باب الأمر بالأذان والإقامة في السفر للصلاة كلها
ضد قول من زعم انه لا يؤذن في السفر للصلاة إلا للفجر خاصة قال أبو بكر: خبر أبي ذر: كنا مع النبي ﷺ في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال النبي ﷺ: أبرد
394 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سنان الواسطي نا عبد الرحمن بن مهدي نا شعبة عن مهاجر أبي الحسن قال سمعت زيد بن وهب قال سمعت أبا ذر قال:
« كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال: أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال: أبرد قال شعبة: حتى ساوى الظل التلول ثم قال رسول الله ﷺ: إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة »
باب الأمر بالأذان والإقامة في السفر وإن كانا اثنين لا أكثر بذكر خبر لفظه عام مراده خاص
395 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا حفص يعني بن غياث نا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال:
« أتيت النبي ﷺ أنا ورجل فودعنا ثم قال: إذا سافرتما وحضرت الصلاة فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما »
قال الحذاء: وكنا متقاربين في القراءة
396 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال:
« أتينا رسول الله ﷺ أنا وابن عم لي فقال: إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما » 35
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرت أنها لفظة عام مرادها خاص والدليل على أن النبي ﷺ إنما أمر أن يؤذن أحدهما لا كليهما
397 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب نا أيوب عن أبي قلابة نا مالك بن الحويرث قال:
« أتينا رسول الله ﷺ ونحن شبيبة متقاربون فأقمنا عشرين ليلة وكان رسول الله ﷺ رحيما رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلينا - أو اشتقنا - سألنا عما تركنا بعدنا فأخبرناه فقال: إرجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها وأشياء لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عبد الوهاب بن عبد المجيد: بمثل حديث بندار وربما خالفه في بعض اللفظة
398 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم وأبو هاشم قالا حدثنا إسماعيل نا أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث - فذكر الحديث بتمامه 36
باب الأذان في السفر وإن كان المرء وحده ليس معه جماعة ولا واحد طلبا لفضيلة الأذان
ضد قول من سئل عن الأذان في السفر فقال: لمن يؤذن؟ فتوهم أن الأذان لا يؤذن ألا لاجتماع الناس إلى الصلاة جماعة والأذان وان كان الأعم أنه يؤذن لاجتماع الناس إلى الصلاة جماعة فقد يؤذن أيضا طلبا لفضيلة الأذان ألا ترى النبي ﷺ قد أمر مالك بن الحويرث وابن عمه إذا كانا في السفر بالأذان والإقامة وإمامة أكبرهما أصغرهما ولا جماعة معهم تجتمع لأذانهما وإقامتهما: قال أبو بكر: وفي خبر أبي سعيد: إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولاحجر ولا جن ولاإنس إلا شهد له فالمؤذن في البوادي وإن كان وحده إذ أذن طلبا لهذه الفضيلة كان خيرا وأحسن وأفضل من أن يصلي بلا أذان طلبا لهذه الفضيلة كان خيرا وأحسن وأفضل من أن يصلي بلا أذان ولا إقامة وكذلك النبي ﷺ قد أعلم أن المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس والمؤذن في البوادي والأسفار وإن لم يكن هناك من يصلي معه صلاة جماعة كانت له هذه الفضيلة لأذانه بالصلاة إذ النبي ﷺ لم يخص أذنا في مدينة ولا في قرية دون مؤذن في سفر وبادية ولا مؤذنا يؤذن لاجتماع الناس إليه للصلاة جماعة دون مؤذن لصلاة يصلي منفردا
399 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي نا عبد الأعلى عن حميد عن قتادة عن أنس بن مالك
« سمع النبي ﷺ رجلا وهو في مسير له يقول: الله أكبر الله أكبر فقال نبي الله ﷺ: على الفطرة قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: خرج من النار فاستبق القوم إلى الرجل فإذا راعي غنم حضرته الصلاة فقام يؤذن » 37
400 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان العلي نا بهز يعني بن أسد نا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس
« أن رسول الله ﷺ كان يغير عند صلاة الصبح فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار فاستمع ذات يوم فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر فقال: على الفطرة فقال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: خرجت من النار »
قال أبو بكر: فإذا كان المرء يطمع بالشهادة بالتوحيد لله في الأذان وهو يرجو أن يخلصه الله من النار بالشهادة بالله بالتوحيد في أذانه فينبغي لكل مؤمن أن يتسارع إلى هذه الفضيلة طمعا في أن يخلصه الله من النار خلا في منزله أو في بادية أو قرية أو مدينة طلبا لهذه الفضيلة وقد خرجت أبواب الأذان في السفر أيضا في مواضع غير هذا الموضع في نوم النبي ﷺ عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس وأمره ﷺ بلالا بالأذان للصبح بعد ذهاب وقت تلك الصلاة وتلك الأخبار أيضا خلاف قول من زعم أن لا يؤذن للصلاة بعد ذهاب وقتها وإنما يقام لها بغير أذان
باب إباحة الأذان للصبح قبل طلوع الفجر إذا كان للمسجد مؤذنان لا مؤذن واحد فيؤذن أحدهما قبل طلوع الفجر والآخر بعد طلوعه بذكر خبر مجمل غير مفسر
401 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال سمعت الزهري يحدث بقول أخبرني سالم عن أبيه
« أن النبي ﷺ قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به المخزومي نا سفيان وقال في كلها: عن عن
باب ذكر العلة التي كان لها بلال يؤذن بليل
402 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا المعتمر قال سمعت أبي نا أبو عثمان عن ابن مسعود
« أن النبي ﷺ قال: لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن - أو ينادي - ليرجع قائمكم وينتبه نائمكم وليس أن يقول هكذا وهكذا حتى يقول هكذا وهكذا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه يوسف بن موسى نا جرير عن سليمان وهو التيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود بهذا
باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال وأذان ابن أم مكتوم
403 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا يحيى يعني بن سعيد عن عبيد الله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
« أن النبي ﷺ قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ولم يكن بينهما إلا قدر ما يرقى هذا وينزل هذا » 38
باب ذكر خبر روي عن النبي ﷺ بعض أهل الجهل أنه يضاد هذا الخبر الذي ذكرنا أن النبي ﷺ قال: إن بلالا يؤذن بليل
404 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب نا هشام أخبرنا منصور - وهو بن زاذان - عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة بنت خبيب قالت
« قال رسول الله ﷺ: إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا فان كانت منا ليبقى عليها شيء من سحورها فتقول لبلال: امهل حتى أفرغى من سحوري »
قال أبو بكر: هذا خبر اختلف فيه عن خبيب بن عبد الرحمن رواه شعبة عنه عن عمته أنيسة فقال: إن ابن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل 39
405 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن خبيب - وهو بن عبد الرحمن - عن عمته أنيسة وكانت مصلية
« عن النبي ﷺ قال: إن ابن أم مكتوم - أو بلال - ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال - أو ابن أم مكتوم - وما كان إلا أن ينزل أحدهما ويقعد الآخر فتأخذ بثوبه فتقول: كما أنت حتى أتسحر »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن مقدام العجلي نا يزيد بن زريع حدثنا شعبة بمثله
قال أبو بكر: فخبر أنيسة قد أختلفوا فيه في هذه اللفظة ولكن قد روى الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل معنى خبر منصور بن زاذان في هذه اللفظة
406 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز يعني بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
« أن رسول الله ﷺ قال: إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال فإن بلالا ل ا يؤذن حتى يرى الفجر »
وروى شبيها بهذا المعنى أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة 40
407 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن منصور الرمادي نا أبو المنذر نا يونس عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال:
« قلت لعائشة: أي ساعة توترين؟ قالت: ما أوتر حتى يؤذنون وما يؤذنون حتى يطلع الفجر قالت: وكان لرسول الله ﷺ مؤذنان فلان وعمرو بن أم مكتوم فقال رسول الله ﷺ: إذا أذن عمرو فكلوا واشربوا فإنه رجل ضرير البصر وإذا أذن بلال فارفعوا أيديكم فإن بلال لا يؤذن حتى الصبح » 41
408 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن عثمان العجلي قالا حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت
« كان لرسول الله ﷺ ثلاثة مؤذنين بلالا وأبو محذورة وعمرو بن أم مكتوم فقال رسول الله ﷺ: إذا أذن عمرو فإنه ضرير البصر فلا يغرنكم وإذا أذن بلال فلا يطعمن أحد
قال أبو بكر: أما خبر أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة فإن فيه نظر لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود فأما خبر هشام بن عروة فصحيح من جهة النقل وليس هذا الخبر يضاد خبر سالم عن ابن عمر وخبر القاسم عن عائشة إذ جائز أن يكون النبي ﷺ قد كان جعل الأذان بالليل نوائب بين بلال وبين ابن أم مكتوم فأمر في بعض الليالي بلالا أن يؤذن أولا بالليل فإذا نزل بلال صعد ابن أم مكتوم فأذن بعده بالنهار فإذا جائت نوبة ابن أم مكتوم بدأ ابن أم مكتوم فأذن بليل فإذا نزل صعد بلال فأذن بعده بالنهار وكانت مقالة النبي ﷺ أن بلالا يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة لبلال في الأذان بليل وكانت مقالته ﷺ أن ابن أم مكتوم يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة في الأذان بالليل نوبة ابن أم مكتوم فكان النبي ﷺ يعلم الناس في كل الوقتين أن الأذان الأول منهما هو أذان بليل لا بنهار وأنه لا يمنع من أراد الصوم طعاما ولا شرابا وأن أذان الثاني إنما يمنع الطعام والشراب إذ هو بنهار لا بليل
فأما خبر الأسود عن عائشة وما يؤذنون حتى يطلع الفجر فإن له أحد معنيين أحدهما: لا يؤذن جميعهم حتى يطلع الفجر لا أنه لا يؤذن أحد منهم ألا تراه أنه قد قال في الخبر إذا أذن عمرو فكلوا واشربوا فلو كان عمرو لا يؤذن حتى يطلع الفجر لكان الأكل والشراب على الصائم بعد أذان عمرو محرمين والمعنى الثاني: أن تكون عائشة أرادت حتى يطلع الفجر الأول فيؤذن البادي منهم بعد طلوع الفجر الأول لا قبله وهو الوقت الذي يحل فيه الطعام والشراب لمن أراد الصوم إذ طلوع الفجر الأول بليل لا بنهار ثم يؤذن الذي يليه بعد طلوع الفجر الثاني الذي هو نهار لا ليل فهذا معنى هذا الخبر عندي والله أعلم 42
باب الأذان للصلوات بعد ذهاب الوقت
409 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا ابن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
« سرنا مع رسول الله ﷺ ذات ليلة فقال بعض القوم: لو عرست بنا يا رسول الله قال: إني أخاف أن تناموا عن الصلاة فذكر الحديث بطوله وقال: فاستيقظ رسول الله ﷺ ثم قال: يا بلال! قم فأذن الناس بالصلاة » 43
410 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن أبي صفوان الثقفي نا بهز - يعني ابن أسد - ثنا حماد - يعني ابن سلمة - أخبرنا ثابت البناني
« أن عبد الله بن رباح حدث القوم في المسجد الجامع وفي القوم عمران بن حصين فقال عمران من الفتى؟ فقال أمرؤ من الأنصار فقال عمران: القوم أعلم بحديثهم انظر كيف تحدث فإني سابع سبعة تلك الليلة مع رسول الله ﷺ فقال عمران: ما كنت أرى أحدا بقى يحفظ هذا الحديث غيري فقال: سمعت أبا قتادة يقول: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر فقال: إنكم إلا تدركوا الماء من غد تعطشوا فانطلق سرعان الناس فقال أبو قتادة ولزمت رسول الله ﷺ تلك الليلة فنعس فنام فدعمته ثم نعس أيضا فمال فدعمته ثم نعس فمال أخرى حتى كاد ينجفل فاستيقظ فقال: من الرجل؟ فقلت: أبو قتادة فقال: من كم كان مسيرك هذا؟ قلت: منذ الليلة فقال: حفظك الله بما حفظت به نبيه ثم قال: لو عرسنا فمال إلى شجرة وملت معه فقال: هل ترى من أحد؟ قلت: نعم هذا راكب هذا راكب هذان راكبان هؤلاء ثلاثة حتى صرنا سبعة فقال: احفظوا علينا صلاتنا لا نرقد عن صلاة الفجر فضرب على آذانهم حتى أيقظهم حر الشمس فقاموا فاقتادوا هنيئة ثم نزلوا فقال رسول الله ﷺ: أمعكم ماء؟ فقلت: نعم معي ميضأة لي فيها ماء فقال رسول الله ﷺ: إئت بها فأتيته بها فقال مسوا منها مسوا منها فتوضأنا وبقى منها جرعة فقال: ازدهرها يا أبا قتادة فإن لهذه نبأ! فأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر ثم صلوا الفجر ثم ركبوا فقال بعضهم لبعض: فرطنا في صلاتنا فقال رسول الله ﷺ: ما تقولون؟ إن كان شيء من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان شيء من أمر دينكم فإلي قلنا: يا رسول الله فرطنا في صلاتنا فقال: إنه لا تفريط في النوم وإنما التفريط في اليقظة وإذا سها أحدكم عن صلاته فليصلها حين يذكرها ومن الغد للوقت » فذكر الحديث بطوله 44
باب الأمر بأن يقال ما يقوله المؤذن إذا سمعه ينادي بالصلاة بلفظ عام مراده خاص
411 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي نا يحيى بن سعيد نا مالك نا الزهري ح وحدثنا عمرو بن علي نا عثمان بن عمر نا يونس بن يزيد الآبلي عن الزهري ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني مالك بن أنس ويونس عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال:
« قال رسول الله ﷺ: إذا سمعتم المنادي فقولوا مثل ما يقول »
412 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان عن عمته أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت
« كان رسول الله ﷺ إذا كان عندها في يومها فسمع المؤذن يؤذن قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ » 45
413 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي وبهز بن أسد عن شعبة عن أبي بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة
« أن رسول الله ﷺ كان يقول كما يقول المؤذن حتى يسكت المؤذن » 46
باب ذكر الأخبار المفسرة للفظتين اللتين ذكرتهما في خبر أبي سعيد وأم حبيبة
والدليل على أن النبي ﷺ إنما أمر في خبر أبي سعيد أن يقال كما يقول المؤذن حتى يفرغ وكذاك كان يقول المؤذن حتى يسكت خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح
414 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة قال:
« دخلنا مع معاوية فنادى المنادي بالصلاة فقال: الله أكبر الله أكبر فقال معاوية: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية: وأنا أشهد ثم قال: أشهد أن محمد رسول الله فقال معاوية: وأنا أشهد ثم قال: حي على الصلاة فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: هكذا سمعت نبيكم ﷺ يقول »
415 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا حرملة بن عبد العزيز حدثني أبي عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان قال:
« أذن المؤذن فقال: الله أكبر الله أكبر فقال معاوية بن أبي سفيان: الله أكبر الله أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله قال معاوية: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال معاوية: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال معاوية: هكذا سمعت رسول الله ﷺ يقول » 47
416 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بندار نا يحيى بن سعيد نا محمد بن عمرو حدثني أبي عن جدي قال:
« كنت عند معاوية بن أبي سفيان فقال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال معاوية: الله أكبر الله أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال معاوية: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال معاوية: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: حي على الصلاة فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال حي على الفلاح فقال معاوية: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال معاوية: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم قال: هكذا كان رسول الله ﷺ يقول »
قال أبو بكر: وخبر عمر بن الخطاب من هذا الباب أيضا قد خرجته في باب آخر
قال أبو بكر: معنى خبر أم حبيبة قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ أي إلا قوله: حي على الصلاة حي على الفلاح وكذلك معنى خبر أبي سعيد: فقولوا كما يقول أي خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح وخبر عمر بن الخطاب ومعاوية مفسرين لهذين الخبرين
وقد بين في خبر عمر ومعاوية أن من سمع هذا المنادي ينادي بالصلاة إنما يقول مثل ما يقول خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح ويقول: - إذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح - لا حول ولا قوة إلا بالله المصلي والمؤذن لا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله في أذانه فهذا القول مع سامع المؤذن ليس هو مما يقوله المؤذن 48
باب ذكر فضيلة هذا القول عند سماع الأذان إذا قاله المرء صدقا من قلبه
417 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن محمد بن السكن نا محمد بن جهضم نا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبيه عن جده عمر
« أن رسول الله ﷺ قال: إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة »
باب فضل الصلاة علة النبي ﷺ بعد فراغ سماع الأذان
418 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن سلم نا عبد الله بن يزيد المقري نا سعيد بن أبي أيوب عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ﷺ ح حدثنا أبو هارون موسى بن النعمان بالفسطاط نا أبو عبد الرحمن - يعني المقرئ - نا حيوة حدثني كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير قال سمعت عبد الله ابن عمرو يقول:
« سمعت رسول الله ﷺ يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة ﷺ عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة - وإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله - فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة »
هذا لفظ حديث حيوة
باب استحباب الدعاء عند الأذان ورجاء إجابة الدعوة عنده
419 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان قالا: حدثنا ابن أبي مريم نا موسى بن يعقوب حدثني أبو حازم أن سهل بن سعد أخبره
« أن رسول الله ﷺ قال: اثنتان لا تردان أو قل ما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلتحم بعضهم بعضا » 49
باب صفة الدعاء عند مسألة الله عز وجل للنبي ﷺ محمد الوسيلة واستحقاق الداعي بتلك الدعوة الشفاعة يوم القيامة
420 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي نا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال:
« قال النبي ﷺ: من قال إذا سمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة »
باب فضيلة الشهادة لله عز وجل بوحدانيته وللنبي ﷺ برسالته وعبوديته وبالرضا بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا عند سماع الأذان وما يرجى من مغفرة الذنوب بذلك
421 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب - يعني ابن الليث -: ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي وشعيب قالا: حدثنا الليث عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص
« عن رسول الله ﷺ أنه قال: من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه
422 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن إياس نا سعيد بن عفير حدثني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
« أن رسول الله ﷺ قال: من سمع المؤذن يتشهد فالتفت في وجهه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا غفر له ما تقدم من ذنبه » 50
باب الزجر عن أخذ الأجر على الأذان
423 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا هشام بن الوليد نا حماد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف بن عبد الله عن عثمان بن أبي العاص قال:
« قلت: يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي قال فقال: اقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو النعمان نا حماد نا الجريري عن يزيد أبي العلاء بهذا الإسناد: نحوه ولم يقل: علمني القرآن وقال قال: أنت إمامهم واقتد بأضعفهم 51
باب الرخصة في أذان الأعمى إذا كان له من يعلمه الوقت
424 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا حماد بن مسعدة نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر
« عن النبي ﷺ قال: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم
قال عبيد الله: وسمعت القاسم يحدث بذلك عن عائشة رضي الله عنها قال: وإنما كان بينهما قدر ما ينزل هذا ويصعد هذا
باب استحباب الدعاء بين الأذان والإقامة رجاء أن تكون الدعوة غير مردودة بينهما
425 - وأخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكناني أخبرنا الأستاذ أبو إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد - يعني ابن زريع - نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله ﷺ الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فادعوا » 52
426 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خالد بن خداش الزهران قنا سلم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك
« عن النبي ﷺ قال: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد » 53
427 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منصور الرمادي نا أبو المنذر - هو إسماعيل بن عمر الواسطي - نا يونس بن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال:
« قال رسول الله ﷺ: الدعوة بين الأذان والإقامة لا ترد فادعوا »
قال أبو بكر: يريد الدعوة المجابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا حسين ين محمد نا إسرائيل يمثل حديث يزيد بن زريع 54
باب ذكر الصلاة كانت إلى بيت المقدس قبل هجرة النبي ﷺ إلى المدينة إذ القبلة في ذلك الوقت بيت المقدس لا الكعبة
428 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول:
« صلينا مع رسول الله ﷺ نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم صرفنا نحو الكعبة »
429 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عيسى نا سلمة - يعني ابن الفضل - نا محمد بن إسحاق قال: وحدثني معبد بن كعب بن مالك وكان من أعلم الأنصار حدثني أن أباه كعبا حدثه وخبر كعب بن مالك في خروج الأنصار في المدينة إلى مكة في بيعة العقبة وذكر في الخبر:
« أن البراء بم معرور قال للنبي ﷺ: إني خرجت من سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فرأيت ألا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إلها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك شيء فماذا ترى؟ قال: قد كنت على قبلة لو صبرت عليها قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله ﷺ وصلى معنا إلى الشام » 55
باب بدء الأمر باستقبال الكعبة للصلاة ونسخ الأمر بالصلوات إلى بيت المقدس قال أبو بكر خبر البراء بن عازب من هذا الباب
430 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا بهز - يعني ابن أسد - نا حماد بن سلمة نا ثابت عن أنس
« أن النبي ﷺ وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما نزلت هذه الآية { فول وجهك شطر المسجد الحرام } مر رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة فمالوا ركوعا »
431 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي نا حماد عن ثابت عن أنس قال:
« كانوا يصلون نحو بيت المقدس فذكر نحوه وزاد واعتدوا بما مضى من صلاتهم »
باب ذكر الدليل على أن القبلة إنما هي الكعبة لا جميع المسجد الحرام وأن الله عز وجل إنما أراده بقوله { فول وجهك شطر المسجد الحرام } لأن الكعبة في المسجد الحرام وإنما أمر النبي ﷺ والمسلمين أن يصلوا إلى الكعبة إذ اسم المسجد يقع على كل موضع يسجد فيه
432 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال سمعت ابن عباس يقول أخبرني أسامة بن زيد
« أن النبي ﷺ لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال: هذه القبلة »
433 - وفي خبر البراء بن عازب
« ثم صرفنا نحو الكعبة »
وقال إسرائيل عن أبي اسحاق عن البراء: ثم وجه إلى الكعبة وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن إسرائيل:
434 - وفي خبر ثابت عن أنس: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة وهكذا قال عثمان بن سعد الكاتب عن أنس إذ صرف إلى الكعبة أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم نا عثمان بن سعد حدثنا أنس بن مالك قال:
« صلى رسول الله ﷺ نحو بيت المقدس أشهرا فبينما هو ذات يوم يصلي الظهر صلى ركعتين إذ صرف إلى الكعبة فقال السفهاء: { ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } »
435 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن إسحاق الجوهري حدثنا أبو عاصم حدثنا مالك بن أنس حدثني عبد الله ابن دينار عن ابن عمر
« أن أهل قباء كانوا يصلون قبل بيت المقدس فأتاهم آت فقال: إن رسول الله ﷺ نزل عليه القرآن وتوجه إلى الكعبة فاستقبلوها فاستداروا كما هم »
وفي خبر عكرمة عن ابن عباس لما وجه النبي ﷺ إلى الكعبة
436 - وفي خبر مجاهد عن ابن عباس
« ثم صرف إلى الكعبة »
وفي خبر ثمامة بن عبد الله عن أنس: جاء منادي رسول الله ﷺ قال إن القبلة قد حولت إلى الكعبة
قد خرجت هذه الأخبار كلها في كتاب الصلاة الكبير
قال أبو بكر: فدلت هذه الأخبار كلها على أن القبلة إنما هي الكعبة
وفي خبر أبي حازم عن سهل بن سعد: انطلق رجل إلى أهل قباء فقال: إن رسول الله ﷺ قد أمر أن يصلى إلى الكعبة
وفي خبر عمارة بن أوس قال: فأشهد على إمامنا أنه توجه هو والرجال والنساء نحو الكعبة
وفي خبر عكرمة عن ابن عباس: لما وجه رسول الله ﷺ إلى الكعبة
باب ذكر الدليل على أن الشطر في هذا الموضع القبل لا النصف
وهذا من الجنس الذي نقول إن العرب قد يوقع الاسم الواحد على الشيئين المختلفين قد يوقع اسم الشطر على النصف وعلى القبل أي الجهة
437 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الوهبي نا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال:
« صليت مع النبي ﷺ نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا فذكر الحديث قال قال البراء: والشطر فينا: قبله » 56
438 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن عمرو - وهو ابن دينار - قال:
« قرأ ابن عباس أنلزمكموها من شطر أنفسنا: من تلقاء أنفسنا »
قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب التفسير
باب النهي عن التشبيك بين الأصابع عند الخروج إلى الصلاة
439 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث نا إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
« أبو القاسم ﷺ: إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا: وشبك بين أصابعه » 57
440 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم نا يحيى - هو ابن سعيد - عن ابن عجلان نا سعيد عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ قال لكعب بن عجرة: إذا توضأت ثم دخلت المسجد فلا تشبكن بين أصابعك » 58
441 - قال أبو بكر: وروى هذا الخبر داود بن قيس الفراء عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبي ثمامة - وهو الخياط - أن كعب بن عجيرة حدثه
« عن رسول الله ﷺ أنه قال: إذا توضأ أحدكم ثم خرج إلى المسجد فلا يشبك بين أصابعه فإنه في الصلاة »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني داود بن قيس 59
442 - ورواه أنس عن عياض عن سعد بن إسحاق بن كعب عن أبي سعيد المقبري عن أبي ثمامة ونا يونس بن عبد الأعلى أخبرني أنس بن عياض عن سعد بن إسحاق عن أبي سعيد المقبري عن أبي ثمامة قال:
« لقيت كعب بن عجرة وأنا أريد الجمعة وقد شبكت بين أصابعي فلما دنوت ضرب يدي ففرق بين أصابعي وقال إنا نهينا أن يشبك أحد بين أصابعه في الصلاة قلت: إني لست في صلاة قال أليس قد توضأت وأنت تريد الجمعة؟ قلت: بلى قال: فأنت في صلاة » 60
443 - ورواه ابن أبي ذئب عن المقبري
عن رجل من بني سالم أخبره عن أبيه عن جده عن كعب بن عجرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك نا بن ذئب؛
قال أبو بكر: سعد بن إسحاق بن كعب هو من بني سالم
444 - ورواه أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد عن كعب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أبو سعيد الأشج نا أبو خالد عن بن عجلان؛
445 - وجاء خالد بن حيان الرقي بطامة
رواه ابن عجلان عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد
وحدثناه جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا خالد - يعني ابن حيان - الرقي
قال أبو بكر: ولا أحل لأحد أن يروي عني بهذا الخبر إلا على هذه الصيغة فإن هذا إسناد مقلوب فيشبه أن يكون الصحيح ما رواه أنس بن عياض لأن داود بن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري فقال عن سعد بن إسحاق عن أبي ثمامة
وأما ابن عجلان فقد وهم في الإسناد وخلط فيه فمرة يقول عن أبي هريرة ومرة يرسله ومرة يقول عن سعيد عن كعب
وابن أبي ذئب قد بين أن المقبري سعيد بن أبي سعيد إنما رواه عن رجل من بني سالم وهو عندي سعد بن إسحاق إلا أنه غلط على سعد بن إسحاق فقال: عن أبيه عن جده كعب
وداود بن قيس وأنس بن عياض جميعا قد اتفقا على أن الخبر إنما هو عن أبي ثمامة
446 - ورواه محمد بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية قال أخبرني المقبري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله ﷺ: من توضأ ثم خرج يريد الصلاة فهو في صلاة حتى يرجع إلى بيته ولا يقول هذا - يعني يشبك بين أصابعه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الفضل بن يعقوب الرخامي نا الهيثم بن جميل أخبرنا محمد بن مسلم ورواه شريك عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة » 61
447 - حدثنا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث نا إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله ﷺ: إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا: وشبك بين أصابعه » 62
باب الدعاء عند الخروج إلى الصلاة
448 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا ابن فضيل عن حصين بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عبد الله بن عباس
« أنه رقد عند رسول الله ﷺ قال: فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعظم لي نورا »
قال أبو بكر: كان في القلب من هذا الإسناد شيء فإن حبيب بن أبي ثابت مدلس ولم أقف هل سمع حبيب هذا الخبر من محمد بن علي أم لا؟ ثم نظرت فإذا أبو عوانة رواه عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثني محمد بن علي 63
449 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا أبو عوانة عن حصين عن حبيب عن أبي ثابت أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حدثه عن أبيه عن ابن عباس: قال:
« بت عند خالتي ميمونة » فذكر الحديث 64
باب فضل المشي إلى المساجد للصلاة
450 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا عباد - يعني ابن عباد المهلبي - عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال:
« كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت بالمدينة وكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله ﷺ فتوجعت له فقلت يا فلان: لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمضاء ويرفعك من الرقع ويقيك هوام الأرض فقال له: إني والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد ﷺ قال فحملت به حملا حتى أتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له قال: فدعاه فسأله وذكر له مثل ذلك فذكر أنه يرجو في أثره فقال له رسول الله ﷺ: إن لك ما احتسبت »
451 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا عبد الوارث حدثنا داود عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال:
« خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال: يا بني سلمة أردتم أن تحولوا قرب المسجد؟ فقالوا: نعم فقال: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم قالها ثلاث مرات »
قد خرجت باب المشي إلى المساجد في كتاب الإمامة بتمامه
باب السلام على النبي ﷺ ومسألة الله فتح أبواب الرحمة عند دخول المسجد
452 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو بكر - يعني الحنفي - نا الضحاك - وهو ابن عثمان - حدثني سعيد المقري عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم » 65
باب القول عند الانتهاء إلى الصف قبل تكبيرة الافتتاح
453 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز - يعني الدراوردي - عن سهيل بن أبي صالح عن محمد ابن مسلم بن عايذ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد
« أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبي ﷺ يصلي بنا فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم ائتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين فلما قضى النبي ﷺ الصلاة قال: من المتكلم آنفا قال الرجل: أنا يا رسول الله فقال النبي ﷺ: إذا تعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله » 66
باب إيجاب استقبال القبلة للصلاة
454 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن عيسى نا عبد الله بن نمير ح وحدثنا الحسن بن جنيد نا عيسى بن يونس قالا حدثنا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة
« أن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي ﷺ فذكر الحديث وقال: فقال رسول الله ﷺ: إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر وذكر الحديث بطوله
هذا لفظ حديث ابن نمير » 67
باب إحداث النية عند دخول كل صلاة يريدها المرء فينويها بعينها فريضة كانت أو نافلة إذ الأعمال إنما تكون بالنية وإنما يكون المرء ما ينوي بحكم النبي المصطفى
455 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب بن عدي الحارثي وأحمد بن عبد الضبي قالا حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول:
« سمعت رسول الله ﷺ يقول: إنما الأعمال بالنية »
زاد يحيى بن حبيب: وإنما لامرئ ما نوى
باب البدء برفع اليدين عند افتتاح الصلاة قبل التكبير
456 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن ابن عمر قال:
« كان رسول الله ﷺ إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا بحذو منكبيه ثم كبر فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك فإذا رفع من الركوع فعل مثل ذلك ولا يفعله حين يرفع رأسه من السجود »
باب الرخصة في رفع اليدين تحت الثياب في البرد وترك إخراجهما من الثياب عند رفعهما
457 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« صليت مع رسول الله ﷺ وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في البرانس » 68
باب نشر الأصابع عند رفع اليدين في الصلاة
458 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا مالا أحصى من مرة إملاء وقراءة قال حدثنا يحيى بن اليمان عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا »
قال أبو بكر: قد كان محمد بن رافع قبل رحلتنا إلى العراق حدثنا بهذا الحديث عنه قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج أبو سعيد الكندي غير أنه قال إن رسول الله ﷺ كان إذا قام إلى الصلاة نشر أصابعه نشرا 69
459 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا أبو عامر حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان قال:
« دخل علينا أبو هريرة مسجد بني وريق قال: ثلاث كان رسول الله ﷺ يفعل بهن تركهن الناس كان إذا قام إلى الصلاة قال هكذا - وأشار أبو عامر بيده ولم يفرج بين أصابعه ولم يضمها وقال: هكذا أرانا ابن أبي ذئب قال أبو بكر: وأشار لنا يحيى بن حكيم ورفع يديه ففرج بين أصابعه تفريجا ليس بالواسع ولم يضم بين أصابعه ولا باعد بينهما رفع يديه فوق رأسه مدا - وكان يقف قبل القراءة هنية يسأل الله تعالى من فضله وكان يكبر في الصلاة كلما سجد ورفع »
قال أبو بكر هذه الشبكة شبكة سمجة بحال ما أدري ممن هي وهذه اللفظة إنما هي رفع يديه مدا ليس فيه شك ولا ارتياب أن يرفع المصلي يديه عند افتتاح الصلاة فوق رأسه 70
وأبو عامر اسمه عبد الملك بن عمرو المتعدي البصري وقد تابعه ثقتان عن ابن أبي ذئب كما يأتي في الكتاب
460 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن بن أبي ذئب ح وحدثنا البسطامي حدثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة - فذكر الحديث قالا: رفع يديه مدا ولم يشبكا وليس في حديثهما قصة ابن أبي ذئب أنه أراهم صفة تفريج الأصابع أو ضمها.
باب التكبير لافتتاح الصلاة
461 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار وأحمد بن عبدة ويحيى بن حكيم وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم قالوا: حدثنا يحيى بن سعيد نا عبيد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
« أن رسول الله ﷺ دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم سلم على النبي ﷺ فرد عليه فقال النبي ﷺ: ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرار فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أعلم غير هذا فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها »
قال أبو بكر: هذا حديث بندار
باب ذكر الدعاء بين تكبيرة الافتتاح وبين القراءة
462 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن منهال وأبو صالح كاتب الليث جميعا عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
« عن رسول الله ﷺ أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك »
قال أبو صالح: لا إله لي إلا أنت
463 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الوهبي نا عبد العزيز عن عبد الله بن الفضل وعن عمه الماجشون عن الأعرج بهذا الإسناد مثله.
قال محمد بن يحيى: وأحدهم يزيد على صاحبه الحرف والشيء.
قال أبو بكر: قوله: والشر ليس إليك أي ليس مما يتقرب به إليك.
باب ذكر بيان إغفال من زعم أن الدعاء بما ليس في القرآن غير جائز في الصلاة المكتوبة
وهذا القول خلاف سنن النبي ﷺ الثابتة قد دعا النبي ﷺ في أول صلاته ووسطها وأخرها بما ليس في القران
464 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق الخولاني قالا حدثنا ابن وهب أخبرني ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
« عن رسول الله ﷺ أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ويقول حين يفتتح الصلاة بعد التكبير: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض » فذكر الحديث بطوله وقال: وأنا من المسلمين
ولم يذكر ا: واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ولا: واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت 71
باب إباحة الدعاء بعد التكبير وقبل القراءة بغير ما ذكرنا في خبر علي بن أبي طالب
والدليل على أن هذا الاختلاف في الافتتاح من جهة اختلاف المباح جائز للمصلي أن يفتتح بكل ما ثبت عن النبي ﷺ إنه افتتح الصلاة به بعد التكبير من حمد وثناء على الله عز وجل ودعاء مما هو في القرآن ومما ليس في القرآن من الدعاء
465 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى وعلي بن خشرم وغيرهم قال علي: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
« كان رسول الله ﷺ إذا كبر في الصلاة سكت هنية فقلت: يا رسول الله بأبي وأمي ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد » 72
466 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني عبد الصمد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس وحدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي نا بهز - يعني ابن أسد نا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت وقتادة عن أنس
« أن رجلا جاء وقد حفزه النفس فقال: الله أكبر الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله ﷺ صلاته قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فأرم القوم فقال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ فإنه لم يقل بأسا فقال الرجل: أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس فقلتهن فقال: لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها »
هذا حديث بهز بن أسد
وقال أبو موسى في حديثه: إن رجلا دخل في الصلاة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وقال أيضا: فقال رجل من القوم: أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير فقال النبي ﷺ: لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم فقال اكتبوها كما قال عبدي.
قال أبو بكر: فقد رويت أخبار عن النبي ﷺ في افتتاحه صلاة الليل بدعوات مختلفة الألفاظ قد خرجتها في أبواب صلاة الليل أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك فلا نعلم في هذا خبرا ثابتا عن النبي ﷺ عند أهل المعرفة بالحديث وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد
467 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن موسى الحرشي نا جعفر بن سليمان الضبعي نا علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
« كان رسول الله ﷺ إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثا ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاث مرات ثم يقول: الله أكبر ثلاثا ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ »
قال أبو بكر: وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه استعمل هذا الخبر على وجهه ولا حكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك إلى قوله ولا إله غيرك ثم يهلل ثلاث مرات ثم يكبر ثلاثا
468 - وقد روي عن جبير بن مطعم
« أن النبي ﷺ كان إذا افتتح الصلاة قال الله أكبر كبيرا ثلاث مرار الحمد لله كثيرا ثلاث مرار سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاث مرار ثم يتعوذ بشبيه من التعوذ الذي في خبر أبي سعيد إلا أنهم قد اختلفوا في إسناد خبر جبير بن مطعم ورواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة ح وحدثنا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير حدثنا شعبة 73
469 - ورواه حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن مرة فقال: عن عباد بن عاصم عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه ح حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس ح وحدثنا هارون بن إسحاق وفضيل جميعا عن حصين بن عبد الرحمن
قال أبو بكر: وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يدري من هما ولا يعلم ما روى حصين أو شعبة 74
470 - وروى حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة
« كان رسول الله إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه فكبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك »
أخبرنا أبو الطاهر نا أبو بكر حدثناه مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية قال مؤمل قال: حدثنا حارثة بن محمد وقال سلم بن جنادة عن حارثة بن محمد غير أن سلما لم يقل: فكبر
قال أبو بكر: وحارثة بن محمد رحمه الله ليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه 75
471 - وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة لا
« عن النبي ﷺ ولست أكره الافتتاح بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك على ما ثبت عن الفاروق رضي الله تعالى عنه أنه كان يستفتح الصلاة غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي ﷺ في خبر علي بن أبي طالب وأبي هريرة وغيرهما بنقل العدل عن العدل موصولا إليه ﷺ أحب إلي وأولى بالاستعمال إذ اتباع سنة النبي ﷺ أفضل وخير من غيرها
باب الاستعاذة في الصلاة قبل القراءة قال الله عز وجل: { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }
472 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن عيسى المروزي نا ابن فضيل عن عطاء - وهو ابن السائب - عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود
« عن النبي ﷺ أنه كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ونفخه وهمزه ونفثه »
قال: وهمزه الموتة ونفثه الشعر ونفخه الكبرياء » 76
باب ذكر سؤال العبد ربه عز وجل من فضله بين التكبير والقراءة في الصلاة الفريضة ضد قول من زعم أن الدعاء بما ليس في القرآن يفسد صلاة الفريضة
473 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن ابن أبي ذئب ح وحدثنا الحسين بن عيسى البسطامي نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة قال:
« ثلاث كان رسول الله ﷺ يفعلهن تركهن الناس كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية يسأل الله من فضله وكان يكبر كلما خفض ورفع »
قال بندار في حديثه: ثلاث كان يعمل بهن تركهن الناس كان رسول الله ﷺ إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية يقول: أسأل الله من فضله وكان يكبر كلما ركع ووضع
باب الأمر بالخشوع في الصلاة إذ المصلي يناجي ربه والمناجي ربه يجب عليه أن يفرغ قلبه لمناجة خالقه عز وجل ولا يشغل قلبه التعلق بشيء من أمور الدنيا يشغله عن مناجاة خالقه
474 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الجزري نا عبد الأعلى نا محمد - وهو ابن إسحاق - حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« صلى بنا رسول الله ﷺ الظهر فلما سلم نادى رجلا كان في آخر الصفوف فقال: يا فلان ألا تتقي الله ألا تنظر كيف تصلي؟ إن أحدكم إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه إنكم ترون إني لا أراكم إني والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي » 77
باب التغليظ في النظر إلى السماء في الصلاة
475 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا يزيد - يعني ابن زريع - نا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك
« عن النبي ﷺ قال: ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم »
476 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله - يعني الأنصاري نا سعيد بن أبي عربة عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن النبي ﷺ بمثله سواء غير أنه قال: فاشتد قول النبي ﷺ في ذلك.
باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة قبل افتتاح القراءة
477 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا ابن إدريس نا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« أتيت المدينة فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله ﷺ فرأيت حين افتتح الصلاة كبر فرفع - يعني يديه - فرأيت إبهاميه بحذاء أذنيه ثم أخذ شماله بيمينه ثم قرأ، ثم ذكر الحديث
478 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني قال نا ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل ابن حجر قال:
« كنت فيمن أتى النبي ﷺ فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله كيف يصلي فرأيته حين كبر رفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم ضرب بيمينه على شماله فأمسكها، ثم ذكر الحديث
479 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا مؤمل نا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال:
« صليت مع رسول الله ﷺ ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره » 78
باب وضع بطن الكف اليمنى على الكف اليسرى والرسغ والساعد جميعا
480 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو نا زائدة نا عاصم بن كليب الجرمي حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال:
« قلت: لأنظرن إلى رسول الله ﷺ كيف يصلي قال: فنظرت إليه قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد »
باب في الخشوع في الصلاة أيضا والزجرعن الالتفات في الصلاة إذ الله عز وجل يصرف وجهه عن وجه المصلي إذ التفت في صلاته
481 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي أخبرني يونس عن الزهري قال سمعت أبا الأحوص مولى بني ثابت سيحدث عن سعيد بن المسيب أن أبا ذر قال:
« قال رسول الله ﷺ بمثله » 79
482 - حدثنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال سمعت أبا الأحوص يحدث ابن المسيب أن أبا ذر قال:
« قال رسول الله ﷺ: لا يزال الله مقبلا على العبد ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه انصرف عنه » 80
483 - حدثنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان المصري نا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع - نا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه قال حدثني الحارث الأشعري
« أن النبي ﷺ حدثه أن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يفعل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يفعلوا بهن يوعظ الناس ثم قال: إن الله أمركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له فلا يصرف عنه وجهه حتى يكون العبد هو ينصرف » 81
إن كان فهد بن سليمان المصري ثقة.. والحديث صحيح قطعا لأنه أخرجه الترمذي وابن حبان وغيرهما بإسناد آخر صحيح عن زيد بن سلام نحوه
باب ذكر الدليل على أن الالتفات في الصلاة ينقص الصلاة لا أنه يفسدها فسادا يجب عليه إعادتها
484 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا عبيد الله بن موسى عن شيبان وحدثنا محمد بن عثمان أيضا نا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل ح وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي نا أبو الأحوص جميعا عن أشعث - وهو ابن أبي الشعثاء - عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت
« سألت رسول الله ﷺ عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد »
وفي خبر أبي الأحوص: سألت رسول الله ﷺ عن التفات الرجل في الصلاة
باب ذكر الدليل على أن الالتفات المنهي عنه في الصلاة التي تكون صلاة المرء به ناقصة هو أن يلوي المتلفت عنقه
لا أن يلحظه بعينه يمينا وشمالا من غير أن يلوي عنقه إذ النبي ﷺ قد كان يلتفت في صلاته من غير أن يلوي عنقه خلف ظهره
485 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد - وهو ابن أبي هند - عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
« كان رسول الله ﷺ يلتفت في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره »
قال أبو بكر: قوله يلتفت في صلاته: يعني يلحظ بعينه يمينا وشمالا 82
باب ذكر الدليل على أن الالتفات المنهي عنه في الصلاة هو الالتفات في الصلاة في غير وقت الذي يحتاج المصلي أن يعرف فعل المأمومين أو بعضهم ليأمرهم بفعل أو يزجرهم عن فعل بإشارة أو إيماء يفهمهم ما يأتون وما يذرون في صلواتهم
486 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب - يعني ابن الليث - عن الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال:
« اشتكى رسول الله ﷺ فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يكبر فيسمع الناس تكبيره قال فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا فلما سلم قال: إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا ائتموا بأئمتكم إن صلى الإمام قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا
وفي خبر سهل بن الحنظلية في بعثه النبي ﷺ أنس بن أبي مرثد ليحرسهم قال: فجعل النبي ﷺ يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضي صلاته فسلم فقال لي: أبشروا فقد جاءكم فارسكم
487 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن يحيى نا معمر بن يعمر نا معاوية بن سلام أخبرني زيد وهو ابن سلام - أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو كبشة السلول أنه حدثه سهل بن الحنظلية
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه فهد بن سليمان قال قرأت على أبي توبة الربيع بن نافع حدثنا معاوية بن سلام - في حديث طويل. 83
باب إيجاب القراءة في الصلاة بفاتحة الكتاب ونفي الصلاة بغير قراءتها
488 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني الزهري ح وحدثنا الحسن بن محمد وأحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي ومحمد بن الوليد القرشي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت
« عن النبي ﷺ قال: لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب »
هذا حديث المخزومي
وقال الحسن بن محمد: يبلغ به النبي
وقال أحمد وعبد الجبار: عن عبادة بن الصامت رواية
وقال محمد بن الوليد: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
باب ذكر لفظة رويت عن النبي ﷺ في ترك قراءة فاتحة الكتاب بلفظ إدعت فرقة أنها دالة على أن ترك قراءة فاتحة الكتاب ينقص صلاة المصلي لا تبطل صلاته ولا يجب عليه إعادتها
489 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن ابن جريج أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أن أبن السائب أخبره سمع أيا هريرة يقول:
« قال رسول الله ﷺ من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج فهي خداج هي خداج غير تام » فقلت: يا أبا هريرة إني أكون أحيانا وراء الإمام قال: فغمز ذراعي وقال: يا فارسي اقرأ بها في نفسك.
باب ذكر الدليل على أن الخداج الذي أعلم النبي ﷺ في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزئ الصلاة معه
إذ النقص في الصلاة يكون نقصين أحدهما لا تجزئ الصلاة مع ذلك النقص والآخر تكون الصلاة جائزة مع ذلك النقص لا يجب إعادتها وليس هذا النقص مما يوجب سجدتي السهو مع جواز الصلاة
490 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير نا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله ﷺ: لا يجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت: فإن كنت خلف الإمام؟ وقال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي » 84
باب افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين
491 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا أبو عوانة عن قتادة عن أنس
« أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين » 85
492 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن قتادة عن أنس
« أن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين »
باب ذكر الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب
493 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني أخبرنا خالد بن خداش نا عمرو بن هارون عن ابن جريج عن بن أبي مليكة عن أم سلمة
« أن النبي ﷺ قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية والحمد لله رب العالمين آيتين وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه »
باب ذكر خبر غلط في الاحتجاج به من لم يتبحر بالعلم فتوهم النبي ﷺ لم يكن يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة في فاتحة الكتاب ولا في غيرها من السور
494 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس
« عن النبي ﷺ قال: صليت مع رسول الله ﷺ ومع أبي بكر وعمر فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم »
قال أبو بكر: قد خرجت طرق هذا الخبر وألفاظها في كتاب الصلاة كتاب الكبير وفي معاني القرآن وأمليت مسألة قدر جزئين في الاحتجاج في هذه المسألة أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من كتاب الله في أوائل سور القرآن
باب ذكر الدليل على أن أنسا إنما أراد بقوله لم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أي لم أسمع أحدا منهم يقرأ جهرا بسم الله الرحمن الرحيم
وأنهم كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة لا كما توهم من لم يشتغل بطلب العلم من مظانه وطلب الرئاسة قبل تعلم العلم
495 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة القرشي نا وكيع عن شعبة عن قتادة عن أنس قال:
« صليت خلف النبي ﷺ وأبي بكر وعمر وعثمان فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم » 86
وما أعل به من الضطراب فليس بشيئ إذ يمكن التوفيق بين وجوه الختلاف لكن لا مجال لبيان ذلك هنا
496 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو سعيد الأشج نا بن إدريس قال سمعت سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس ابن مالك
« أن رسول الله ﷺ لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان » 87
497 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس قال:
« صليت مع النبي ﷺ ومع أبي بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم »
498 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن أبي شريح الرازي حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا عمران القصير عن الحسن عن أنس بن مالك
« أن رسول الله ﷺ كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة وأبو بكر وعمر »
قال أبو بكر: هذا الخبر يصرح بخلاف ما توهم من لم يتبحر العلم وادعى أن أنس بن مالك أراد بقوله: كان النبي ﷺ وأبو بكر وعمر يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين وبقوله لم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنهم لم يكونوا يقرؤون بسم الله الرحمن الرحيم جهرا ولا خفيا وهذا الخبر يصرح أنه أراد أنهم كانوا يسرون به ولا يجهرون به عند أنس
أبو الجواب هو الأحوص بن جواب 88
باب ذكر الدليل على أن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والمخافتة به جميعا مباح ليس واحد منهما محظورا وهذا من اختلاف المباح
499 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب - يعني ابن الليث - قالا أخبرنا الليث نا خالد ح وحدثنا محمد بن يحيى نا سعيد بن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني خالد بن يزيد عن بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال:
« صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله ﷺ » جميعها لفظا واحدا غير أن بن عبد الحكم قال: وإذا قام من الجلوس في الاثنين قال: الله أكبر
قال أبو بكر: قد استقصيت ذكر بسم الله الرحمن الرحيم في كتاب معاني القرآن وبينت في ذلك الكتاب أنه من القرآن ببيان واضح غير مشكل عند من يفهم صناعة العلم ويتدبر ما بينت في ذلك الكتاب ويرزقه الله فهمه ويوفقه لإدراك الصواب والرشاد بمنه وفضله 89
باب فضل قراءة فاتحة الكتاب مع البيان أنها السبع المثاني وأن الله لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها
500 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا أبو أسامة حماد بن أسامة أخبرنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن العلاء بن عبد الرحمن ابن يعقوب الحرقي عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال:
« قال رسول الله ﷺ: ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها؟ قلت: بلى يا رسول الله قال: لعلك أن لا تخرج من ذلك الباب حتى أحدثك بها فقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت أتباطأ كراهية أن تخرج من قبل أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني قال: كيف تبدأ إذا قمت إلى الصلاة؟ قال: فقرأ فاتحة الكتاب فقال: هي هي وهي السبع المثاني الذي قال الله { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } هو الذي أوتيته » 90
501 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حوثرة بن محمد أبو الأزهر نا أبو أسامة نا عبد الحميد بن جعفر حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال:
« قال رسول الله ﷺ: ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا في القرآن مثل أم الكتاب وهي سبع المثاني » 91
502 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال قرأت على مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة يقول:
« قال رسول الله ﷺ: من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام فقلت: يا أبا هريرة: إني أكون أحيانا وراء الإمام فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال الله تبارك وتعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد { مالك يوم الدين } يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي يقول العبد { إياك نعبد وإياك نستعين } فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } فهو لعبدي ولعبدي ما سأل »
باب القراءة في الظهر والعصر في الأوليين منهما بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب
ضد قول من زعم أن المصلي ظهرا أو عصرا مخير بين أن يقرأ في الأخريين منهما بفاتحة الكتاب وبين أن يسبح في الأخريين منهما وخلاف قول من زعم أنه يسبح في الأخريين ولا يقرأ في الأخريين منهما وهذا القول خلاف سنة النبي ﷺ الذي ولاه الله بيان ما أنزل عليه من الفرقان وأمره عز وجل بتعليم أمته صلاتهم
503 - وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد نا عبد العزيز بن أحمد الكناني أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن رافع قالا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام وأبان بن يزيد جميعا عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
« أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب »
قال أبو بكر: كنت أحسب زمانا أن هذا الخبر في ذكر قراءة فاتحة الكتاب في الركعتين الأخريين من الظهر والعصر لم يروه غير أبان بن يزيد وهمام بن يحيى على ما كنت أسمع أصحابنا من أهل الآثار يقولون فإذا الأوزاعي مع جلالته قد ذكر في خبره هذه الزيادة
504 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال كذلك حدثنا محمد بن ميمون المكي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال:
« كان رسول الله ﷺ يصلي بنا الظهر والعصر فيقرأ في الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة معها وفي الأخريين بفاتحة الكتاب وكان يطول في الأولى ويسمعنا الآية أحيانا »
باب المخافتة بالقراءة في الظهر والعصر وترك الجهر فيهما بالقراءة
505 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا عمارة بن عمير ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان نا الأعمش وحدثنا أحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا أبو معاوية نا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال:
« سألنا خبابا أكان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم قلنا: بأي شيء علمتم قال: باضطراب لحيته »
وقال الدورقي والمخزومي وأبو كريب: باضطراب لحيته
506 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي وسلم بن جنادة قالا حدثنا وكيع قال الدورقي قال: حدثنا الأعمش وقال سلم: عن الأعمش - بهذا الإسناد - مثله وقال: باضطراب لحيته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن خالد العسكري نا محمد - يعني ابن جعفر - حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت عمارة بن عمير: بهذا الإسناد - مثله وقال: لحيته
باب إباحة الجهر ببعض الآي في صلاة الظهر والعصر
507 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي نا الوليد - يعني ابن مسلم - حدثني أبو عمرو - وهو الأوزاعي - حدثني يحيى بن أبي كثير ح وحدثنا بحر بن نصر الخولاني نا بشر بن بكر نا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي
« أن رسول الله ﷺ كان يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر »
قال علي بن سهل عن أبيه وقال أيضا يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر
باب تطويل الركعتين الأوليين من الظهر والعصر وحذف الأخريين منهما
508 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير ح وحدثنا سعيد ابن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة:
« أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر فذكروا من صلاته فأرسل إليه عمر فقدم عليه فذكر له ما عابوه من أمر الصلاة فقال: إني لأصلي بهم صلاة رسول الله فما أخرم عنها إني لأركد بهم في الأوليين وأحذف بهم في الأخريين فقال له عمر: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق »
هذا حديث الدورقي وقال المخزومي: وأخفف الأخريين
إباحة القراءة في الأخريين من الظهر والعصر بأكثر من فاتحة الكتاب وهذا من اختلاف المباح لا من اختلاف الذي يكون أحدهما محظورا والأخر مباحا فجائز أن يقرأ في الأخريين في كل ركعة بفاتحة فيقتصر من القراءة عليها ومباح أن يزاد في الأخريين على فاتحة الكتاب
509 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع قالوا حدثنا هشيم أخبرنا منصور - وهو ابن زاذان - عن الوليد بن مسلم - وهو أبو بشر - عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال:
« كنا نحزر قيام رسول الله ﷺ في الظهر في الركعتين الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية قدر قراءة الم تنزيل السجدة قال: وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك قال: وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على النصف من ذلك »
هذا لفظ حديث زياد بن أيوب
باب ذكر قراءة القرآن في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر
510 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا حدثنا أبو داود نا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول:
« كان رسول الله ﷺ يقرأ في الظهر والعصر ب- { الليل إذا يغشى } { والشمس وضحاها } ونحوها ويقرأ في الصبح بأطول من ذلك »
511 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن حرب الواسطي حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قاضي مرو قال أخبرني عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه
« أن النبي ﷺ كان يقرأ في الظهر ب- { إذا السماء انشقت } ونحوها » 92
512 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا روح ابن عبادة حدثنا حماد ابن سلمة حدثنا ابن قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك
« عن النبي ﷺ أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغتشية » 93
باب ذكر الدليل على أن الصلاة بقراءة فاتحة الكتاب جائزة دون غيرها من القراءة
وأن ما زاد على فاتحة الكتاب من القراءة في الصلاة فضيلة لا فريضة في خبر عبادة بن الصامت لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب دلالة على أن من قرأ بها له صلاة وفي خبر أبي هريرة من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج دلالة على أن من قرأ بفاتحة الكتاب في الصلاة لم تكن صلاته خداج
513 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن زياد بن عبيد الله أخبرنا عبد الوارث وحدثنا محمد بن يحيى نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حنظلة السدوسي قال قلت لعكرمة
« ربما قرأت في صلاة المغرب ب- { قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } وان ناسا يعيبون ذاك علي؟ قال: سبحان الله وما بأس ذاك اقرأ بهما فإنهما من القرآن ثم قال: حدثني ابن عباس أن رسول الله جاء فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب »
هذا حديث محمد بن يحيى
وقال محمد بن زياد: وأن أقواما يعيبون ولم يقل: وما بأس ذاك
وقال: حدثني ابن عباس أن النبي ﷺ قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب لم يزد على ذلك شيئا 94
باب القراءة في صلاة المغرب
514 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
« أنه: سمع النبي ﷺ يقرأ في المغرب بالطور »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ح وثنا بندار حدثنا يحيى حدثنا مالك حدثني الزهري عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه - مثله
515 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عاصم نا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت قال:
« كان النبي ﷺ يقرأ في صلاة المغرب بطولى الطوليين »
516 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا روح بن عبادة عن ابن جريج وحدثنا الحسين بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول أخبرني عروة بن الزبير أخبرني مروان بن الحكم قال قال زيد بن ثابت
« ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل؟ لقد كان رسول الله يقرأ في المغرب بطولى الطوليين قال قلت وما طولى الطوليين؟ قال الأعراف فسألت ابن أبي مليكة وما الطوليان؟ فقال من قبل رأيه: الأنعام والأعراف »
هذا لفظ حديث عبد الرزاق وفي خبر روح قال أخبرني ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير قال مروان بن الحكم قال لي زيد بن ثابت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أحمد بن نصر المقري يقول: أشتهي أن أقرأ في المغرب مرة بالأعراف 95
باب ذكر الدليل على أن النبي ﷺ إنما كان يقرأ بطولى الطوليين في الركعتين الأوليين من المغرب لا في ركعة واحدة
517 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محاضر نا هشام عن أبيه عن زيد بن ثابت
« أن النبي ﷺ كان يقرأ في المغرب بسورة الأعراف في الركعتين كلتيهما »
قال أبو بكر: لا أعلم أحدا تابع محاضر بن المورع بهذا الإسناد
قال أصحاب هشام في هذا الإسناد: عن زيد بن ثابت أو عن أبي أيوب شك هشام 96
518 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن هشام عن أبيه
« أن أبا أيوب أو زيد بن ثابت - شك هشام - قال لمروان وهو أمير المدينة: إنك تخف القراءة في الركعتين من المغرب فوالله لقد كان رسول الله ﷺ يقرأ فيهما بسورة الأعراف في الركعتين جميعا فقلت لأبي: ما كان مروان يقرأ فيهما؟ قال من طول المفصل »
وهكذا رواه وكيع وشعيب بن إسحاق عن هشام قالا: عند زيد أو عن أبي أيوب 97
519 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع نا أبو كريب نا شعيب بن إسحاق
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن الزهري ح وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا سفيان نا الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن أمه أم الفضل بنت الحارث
« أنها سمعت رسول الله ﷺ يقرأ في المغرب بالمرسلات »
هذا لفظ حديث الدورقي غير أن عبد الجبار لم يقل: في المغرب
520 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار حدثنا أبو بكر - يعني الحنفي - أنا الضحاك - وهو - ابن عثمان - حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج حدثنا سليمان بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول:
« ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله ﷺ من فلان لأمير كان بالمدينة قال سليمان: فصليت أنا وراءه فكان يطيل في الأوليين ويخفف الأخريين ويخفف العصر وكان يقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل وفي الأوليين من العشاء بوسط المفصل رضي الله عنه وفي الصبح بطول المفصل »
قال أبو بكر: هذا الاختلاف في القراءة من جهة المباح جائز للمصلي أن يقرأ في المغرب وفي الصلوات كلها التي يزاد على فاتحة الكتاب فيها بما أحب وشيئا من سور القرآن ليس بمحظور عليه أن يقرأ بما شاء من سور القرآن غير أنه إذا كان إماما فالاختيار له أن يخفف في القراءة ولا يطول بالناس في القراءة فيفتنهم كما قال المصطفى ﷺ لمعاذ بن جبل: أتريد أن تكون فتانا وكما أمر النبي ﷺ الأئمة أن يخففوا الصلاة فقال: من أم منكم الناس فليخفف وسأخرج هذه الأخبار أو بعضها في كتاب الإمامة فإن ذلك الكتاب موضع هذه الأخبار 98
باب القراءة في صلاة العشاء الاخرة
521 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي نا سفيان عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعنا جابر بن عبد الله - يزيد أحدهما على صاحبه - قال:
« كان معاذ يصلي مع رسول الله ﷺ ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم فأخر النبي ﷺ الصلاة ذات ليلة فرجع معاذ يؤمهم فقرأ بسورة البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم إنحرف إلى ناحية المسجد فصلى وحده فقالوا: أنافقت؟ قال: لا قال: ولآتين رسول الله ﷺ فلأخبرنه وأتى النبي ﷺ فقال: إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا وإنك أخرت الصلاة البارحة فجاء فأمنا فقرأ سورة البقرة وإني تأخرت عنه فصليت وحدي يا رسول الله وإنا نحن أصحاب نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال النبي ﷺ: يا معاذ أفتان أنت؟ اقرأ سورة { والليل إذا يغشى } و{ سبح اسم ربك الأعلى } و{ السماء ذات البروج } »
قال أبو بكر: قد خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الإمامة
522 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد ومعمر سمعنا عدي بن ثابت يقول سمعت البراء بن عازب يقول:
« سمعت رسول الله ﷺ يقرأ ب- { التين والزيتون } في عشاء الآخرة فما سمعت أحسن قراءة منه »
523 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا ابن وهب عن مالك وابن لهيعة عن ابن الأسود عن عروة بن الزبير عن زينب بنت سلمة عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت
« شكوت أو اشتكيت فذكرت لرسول الله ﷺ فقال: طوفي مرور الناس وأنت راكبة قالت: فطفت على جمل ورسول الله ﷺ يصلي إلى صقع البيت فسمعته يقرأ في العشاء الآخرة - وهو يصلي بالناس - { والطور * وكتاب مسطور } »
قال ابن لهيعة وقال أبو الأسود: يقرأ ويرتل إذا قرأ إلا أن مالكا قال: يصلي إلى جنب البيت 99
باب القراءة في صلاة العشاء في السفر
524 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار نا محمد - يعني ابن جعفر - وعبد الرحمن يعني ابن مهدي قالا حدثنا شعبة عن عدي - وهو ابن ثابت - قال سمعت البراء بن عازب يقول:
« كان رسول الله ﷺ في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين ب- { التين والزيتون } »
525 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي نا محمد بن بكر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول:
« صلى النبي ﷺ في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ فيها ب- { التين والزيتون } » 100
باب القراءة في صلاة الصبح
526 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا زائدة عن سماك عن جابر بن سمرة قال:
« كان النبي ﷺ يقرأ في الصبح بقاف وكانت صلاته بعد تخفيفا »
527 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا سفيان بن عيينة ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا ابن عيينة عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك
« سمعت النبي ﷺ يقرأ في الصبح بسورة ق وسمعته يقرأ { والنخل باسقات } »
528 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الصغاني نا المعتمر عن أبيه حدثني أبو المنهال عن أبي برزة
« أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الغداة بالمائدة إلى الستين أو الستين إلى المائة »
قال أبو بكر: أبو المنهال هو سيار بن سلامة بصري
529 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا زياد بن عبد الله عن سليمان التيمي ح وحدثنا بندار نا يزيد أخبرنا سليمان التيمي ح وحدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن سليمان التيمي بهذا الإسناد - مثله وقالوا: بالستين إلى المائة
530 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار وسلم بن جنادة قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد عن أبي المنهال عن أبي برزة قال:
« كان رسول الله ﷺ يقرأ في الصبح بما بين الستين إلى المائة »
531 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا خلف بن الوليد نا إسرائيل عن سماك عن جابر - هو ابن سمرة - قال:
« كان النبي ﷺ يصلي نحوا من صلاتكم ولكنه كان يخفف الصلاة كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور »
قال أبو بكر: روى هذا الخبر من ليس الحديث صناعته فجاء بطامة رواه عن سليمان التيمي فقال: عن أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ 101
532 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن منيع نا يعقوب بن إبراهيم نا سليمان التيمي عن أنس عن رسول الله ﷺ بهذا.
وهذا خطأ فاحش والخبر إنما هو عن سليمان عن أبي المنهال سيار بن سلامة عن أبي برزة كذا رواه هؤلاء الحفاظ الذين الحديث صناعتهم
باب القراءة في الفجر يوم الجمعة
533 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي عن مرة أخبرنا شريك عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
« كان النبي ﷺ يقرأ في الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل وهل أتى »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد عن شعبة عن مخول عن مسلم البطين ح وحدثنا الصغاني نا خالد - يعني ابن الحارث - انا شعبة أخبرني مخول قال سمعت مسلم البطين يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
أن رسول الله ﷺ كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح آلم تنزيل وهل أتى على الإنسان وفي صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الرخامي بخبر غريب غريب
قال حدثنا أسد بن موسى نا حماد بن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
أن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة آلم تنزيل و{ هل أتى على الإنسان }
باب قراءة المعوذين في الصلاة ضد قول من زعم أن المعوذتين ليستا من القرآن
534 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار وعلي بن سهل الرملي قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني القاسم أبو عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال:
« قدت رسول الله في نقب من تلك النقاب فقال: ألا تركب يا عقيب فأجللت أن أركب مركب رسول الله ﷺ ثم قال: ألا تركب يا عقيب فأشفقت أن تكون معصية فنزل رسول الله ﷺ وركبت هنيهة ثم نزلت وركب رسول الله ﷺ ثم قال: يا عقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس قلت: بلى يا رسول الله فأقرأني: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم أقيمت الصلاة فصلى وقرأ بهما ثم مر بي فقال: كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلما نمت وقمت »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب نا الوليد - بهذا الإسناد - بمثله وقال عن القاسم:
قال أبو بكر: هذه اللفظة كلما نمت وقمت من الجنس الذي أعلمت أن العرب يوقع اسم النائم على المضطجع ويوقعه على النائم الزائل العقل والنبي ﷺ إنما أراد بقوله في هذا الخبر: اقرأ بهما إذا نمت أي إذا اضطجعت إذ النائم الزائل العقل محال أن يخاطب فيقال له إذا نمت - وزال عقله - فاقرأ بالمعوذتين وكذاك خبر ابن بريدة عن عمران بن حصين صلاة النائم على نصف صلاة القاعد وإنما أراد بالنائم في هذا الموضع المضطجع لا النائم الزائل العقل إذ النائم الزائل العقل غير مخاطب بالصلاة لا يمكنه الصلاة لزوال العقل 102
535 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - ح ونا عبدة بن عبد الله الخزاعي أخبرنا زيد يعني ابن الحباب كلاهما عن معاوية - وهو ابن صالح - قال عبدة: قال حدثني العلاء بن الحارث الحضرمي وقال ابن هاشم عن العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر قال:
« كنت أقود برسول الله ﷺ راحلته في السفر فقال يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟ قلت: بلى قال: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة قال: كيف رأيت يا عقبة »
هذا لفظ حديث عبد الرحمن ولم يقل عبده: في السفر وقال: فلم يرني أعجبت بهما فصلى بالناس الصبح فقرأ بهما ثم قال لي: يا عقبة كيف رأيت
536 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي وعبد الرحمن بن الفضل بن الموفق قالا حدثنا أبو أسامة وزيد بن أبي الزرقاء كلاهما عن سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن عقبة بن عامر
« أن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الغداة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس »
هذا لفظ حديث يزيد بن أبي الزرقاء
وفي حديث أبي أسامة قال: سألت رسول الله ﷺ عن المعوذتين أمن القرآن هما؟ فأمنا بهما رسول الله ﷺ في صلاة الفجر
قال أبو بكر: أصحابنا يقولون: الثوري أخطأ في هذا الحديث
وأنا أقول: غير مستنكر لسفيان أن يروي هذا عن معاوية وعن غيره 103
باب إباحة ترداد المصلي قراءة السورة الواحدة في كل ركعتين من المكتوبة
537 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بخبر غريب غريب حدثنا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن عبيد الله عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال:
« كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء قال: وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فلما أتاهم النبي ﷺ أخبروه بالخبر فقال: يا فلان ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها فقال النبي ﷺ: حبها أدخلك الجنة »
باب إباحة قراءة السورتين في الركعة الواحدة
538 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا أبو خالد عن الأعمش عن شقيق قال:
« جاء نهيك بن سنان إلى عبد الله فقال: كيف تجد هذا الحرف من ماء غير آسن أو ياسن؟ فقال: أكل القرآن أحصيت إلا هذا؟ قال: إني لأقرأ المفصل في ركعة فقال عبد الله: هذا كهذا الشعر إن أقواما يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم ولكنه إذا دخل في قلب فرسخ فيه نفع وإن أخير الصلاة الركوع والسجود وإني أعلم النظائر التي كان رسول الله ﷺ يقرأ بهن سورتين في ركعة ثم أخذ بيد علقمة فدخل ثم خرج فعدهن علينا »
قال الأعمش: وهي عشرون سورة على تأليف عبد الله أولهن الرحمن وآخرتهن الدخان الرحمن والنجم والذاريات والطور هذه النظائر واقتربت والحاقة والواقعة ون والنازعات وسأل سائل والمدثر والمزمل وويل للمطففين وعبس ولا أقسم وهل أتى والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والدخان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا الأعمش ح وحدثنا يوسف بن موسى وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية نا الأعمش:
فذكروا الحديث بطوله إلى قوله: فدخل علقمة فسأله ثم خرج إلينا فقال: عشرون سورة من أول المفصل في تأليف عبد الله لم يزيدوا على هذا
باب إباحة جمع السور في الركعة الواحدة من المفصل
539 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عثمان بن عمر نا كهمس وحدثنا سلم بن جنادة انا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال:
« قلت لعائشة: هل كان رسول الله ﷺ يجمع بين السور في الركعة؟ قالت: المفصل »
هذا حديث وكيع
وقال الدورقي في حديثه قلت لعائشة: أكان رسول الله ﷺ يصلي الضحى؟ قالت: إذا جاء من مغيبه قلت: أكان يقرن السور؟ قالت: المفصل قلت: أكان يصلي جالسا؟ قالت: بعدما حطمه الناس
باب إباحة ترديد الآية الواحدة في الصلاة مرارا عند التدبر والتفكر في القرآن إن صح الخبر
باب إباحة قراءة السورة الواحدة في ركعتين من المكتوبة
540 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا أبو أسامة عن هشام عن أبيه أن أبا أيوب - أو زيد بن ثابت -
« فذكر الحديث » 104
541 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب انا عمي أخبرني عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عروة بن الزبير يقول:
« قال زيد بن ثابت لمروان بن الحكم: يا أبا عبد الملك أتقرأ في المغرب بقل هو الله أحد وإنا أعطيناك الكوثر؟ فقال: نعم قال زيد بن ثابت: فمحلوفة لقد رأيت رسول الله ﷺ يقرأ فيبدأ بأطول الطولين المص »
قال أبو بكر: قد أمليت خبر هشام عن أبيه عن زيد بن ثابت أن النبي ﷺ كان يقرأ المغرب بسورة الأعراف في الركعتين كلتيهما بخبر محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن زيد بن ثابت في قوله: يقرأ فيهما يريد في الركعتين جميعا » 105
باب الدعاء في الصلاة بالمسألة عند قراءة آية الرحمة والاستعاذة عند قراءة آية العذاب والتسبيح عند قراءة آية التنزيه
542 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا معاوية عن الأعمش ح وحدثنا مؤمل بن هشام نا أبو معاوية نا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة عن حذيفة قال:
« صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة فافتتح القراءة فقرأ حتى انتهى إلى المائة فقلت يركع ثم مضى حتى بلغ المائتين فقلت يركع ثم قرأ حتى ختمها فقلت يركع ثم افتتح النساء فقرأ ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه وقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثم سجد وكان سجوده مثل ركوعه فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى وكان إذا مر بآية رحمة سأل وإذا مر بآية عذاب تعوذ وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح »
هذا لفظ مؤمل
543 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا عبد الرحمن بن مهدي وابن أبي عدي عن شعبة وحدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن ظفر عن حذيفة قال:
« صليت مع رسول الله ﷺ ذات ليلة ما مر بآية رحمة إلا وقف عندها - فسأل ولا مر بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ »
هذا لفظ حديث أبي موسى 106
باب إجازة الصلاة بالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل لمن لا يحسن القرآن
544 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا محمد - يعني ابن عبد الوهاب السكري - وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان جميعا عن معمر عن إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال:
« جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله علمني شيئا يجزئني من القرآن فإني لا أقرأ فقال: قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال: فضم عليها الرجل بيده قال: هذا لربي فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني قال: فضم عليها بيده الأخرى وقام »
هذا حديث المخزومي
وقال هارون في حديثه: فقال علمني شيئا يجزئني من القرآن ولم يقل: فضم عليها الرجل بيده وقال في آخر الحديث قال مسعر: كنت عند إبراهيم وهو يحدث هذا الحديث واستثبته من عنده 107
545 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد ابن رافع الزرقي عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع
« أن رسول الله ﷺ بينما هو جالس في المسجد يوما - قال رفاعة: ونحن معه - إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي ﷺ فقال النبي ﷺ: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم على النبي ﷺ فرد عليه وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا كل ذلك يأتي النبي ﷺ يسلم عليه ويقول: وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل فخاف الناس وكبر عليهم أن يكون من أخف صلاته لم يصل فقال الرجل في آخر ذلك: فأرني أو علمني فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ فقال النبي ﷺ: أجل إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل قائما ثم اسجد فاعتدل ساجدا ثم اجلس فاطمئن جالسا ثم قم فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منها شيئا انتقصت من صلاتك قال: وكانت هذه أهون عليهم من الأولى ان من انتقص من ذلك شيئا انتقص من صلاته ولم يذهب كلها » 108
باب إباحة قراءة بعض السورة في الركعة الواحدة للعلة تعرض للمصلي
546 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا حجاج - يعني ابن محمد - قال أخبرنا ابن جريج: قال سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب قال:
« صلى رسول الله ﷺ بمكة الصبح واستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى - محمد بن عباد شك أو اختلفوا عليه - أخذت النبي ﷺ سعلة قال: فركع قال: وابن السائب حاضر ذلك »
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج - بمثله سواء لفظا واحدا غير أنه قال: صلى لنا رسول الله ﷺ وقال: فحذف وركع ولم يذكر ما بعده
قال أبو بكر: ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي
باب الجهر بالقراءة في الصلاة والمخافتة بها
547 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر نا سفيان عن ابن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت أبا هريرة يقول:
« في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله ﷺ أسمعناكم وما أخفى عنا أخفيناه عنكم »
قال أبو بكر: قد بينت في كتاب الإمامة جميع ما ينبغي للمصلي أن يعلن بالقراءة فيها من الصلوات وما عليه أن يخافت بها على ما كان النبي ﷺ يعلن ويخافت
باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
548 - أخبرنا أبو طاهر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل - يعني ابن جعفر - نا سفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد - وهو ابن عباس - عن أبيه عن ابن عباس قال:
« كشف النبي ﷺ الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال: أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم »
هذا حديث عبد الجبار
باب فضل السجود عند قراءة السجدة وبكاء الشيطان ودعائه بالويل لنفسه عند سجود القارىء السجدة
549 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى أنا جرير ح ونا سلم بن جنادة نا أبو معاوية جميعا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
« قال رسول الله ﷺ: إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويله أمر بن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار »
في حديث جرير قال: فعصيته
باب السجدة في ص
550 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد ح وحدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان ح وحدثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الوهاب جميعا عن أيوب وقال عبد الوهاب: نا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:
« ص ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله ﷺ سجد فيها »
هذا لفظ حديث عبد الوهاب
باب ذكر العلة التي لها سجد النبي ﷺ في ص
551 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج أنا حفص بن غياث وأبو خالد - بعني سليمان بن حيان الأحمر - عن العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
« أنه كان يسجد في ص فقيل له فقال: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } وقال: سجدها داود وسجدها رسول الله ﷺ » 109
552 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب وعبد الله بن سعيد الأشج قالا حدثنا أبو خالد عن العوام عن مجاهد قال:
« قلت لابن عباس: سجدة ص من أين أخذتها؟ قال فتلا علي: { ومن ذريته داود وسليمان وأيوب } حتى بلغ إلى قوله: { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } قال: كان داود رسول الله ﷺ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الأشج نا ابن أبي غنية نا العوام بن حوشب بهذا »
باب السجود في النجم
553 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت الأسود يحدث عن عبد الله
« عن النبي ﷺ أنه قرأ النجم فسجد فيها وسجد من كان معه غير أن شيخا أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا قال عبد الله: فلقد رأيته بعد ذلك قتل كافرا »
باب السجود في إذا انشقت السماء واقرأ بسم ربك الذي خلق
554 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي أنا سفيان عن أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة ح وحدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان عن أيوب بن موسى عن بن ميناء عن أبي هريرة قال:
« سجدنا مع رسول الله ﷺ في { اقرأ باسم ربك الذي خلق } و{ إذا السماء انشقت } » 110
555 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أيوب بن موسى أن عطاء بن ميناء أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول:
« سجدت مع النبي ﷺ في { إذا السماء انشقت } وفي { اقرأ باسم ربك الذي خلق } »
وزعم أيوب: أن عطاء بن ميناء كان من صالحي الناس
باب صفة سجود الراكب عند قراءة السجدة
556 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بخبر غريب انا محمد بن عثمان الدمشقي نا عبد العزيز بن محمد عن مصعب بن ثابت عن نافع عن ابن عمر
« أن رسول الله ﷺ قرأ عام الفتح سجدة فسجد الناس كلهم فمنهم الراكب والساجد في الأرض حتى أن الراكب ليسجد على يده » 111
باب استحباب سجود المستمع لقراءة القرآن عند قراءة القارئ السجدة إذا سجد
557 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عبيد الله أخبرني نافع عن ابن عمر قال:
« كان رسول الله ﷺ يقرأ علينا القرآن فيقرأ السورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكانا لجبينه »
558 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن هشام نا ابن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
« كنا نقرأ السجدة عند النبي ﷺ فيسجد ونسجد معه حتى يزحم بعضنا بعضا »
باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي ﷺ لم يسجد في المفصل بعد هجرته إلى المدينة
559 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب - يعني ابن الليث - نا الليث عن بكر بن عبد الله عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه قال:
« صليت مع أبي هريرة فوق هذا المسجد فقرأ { إذا السماء انشقت } فسجد فيها وقال: رأيت رسول الله ﷺ سجد فيها »
قد خرجت طرق هذا الخبر - في كتاب الصلاة كتاب الكبير - من قال عن أبي هريرة رأيت النبي ﷺ أو سجدت مع النبي ﷺ في { إذا السماء انشقت }
قال أبو بكر وأبو هريرة إنما قدم على النبي ﷺ فأسلم بعد الهجرة بسنين قال في خبر عراك بن مالك عن أبي هريرة: قدمت المدينة والنبي ﷺ بخيبر قد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة
وقال قيس بن أبي حازم سمعت أبا هريرة يقول: صحبت النبي ثلاث سنوات وقد أعلم أنه رأى النبي ﷺ سجد في { إذا السماء انشقت } و{ اقرأ باسم ربك الذي خلق }
وقد أعلمت في غير موضع من كتبنا أن المخبر والشاهد الذي يجب قبول شهادته وخبره من يخبر بكون الشيء ويشهد على رؤية الشيء وسماعه لا من ينفي كون الشيء وينكره ومن قال: لم يفعل فلان كذا ليس بمخبر ولا شاهد وإنما الشاهد من يشهد ويقول رأيت فلانا يفعل كذا وسمعته يقول كذا وهذا لا يخفي على من يفهم العلم والفقه وقد بينت هذه المسألة في غير موضع من كتبنا
وتوهم بعض من لم يتبحر العلم أن خبر الحارث بن عبيد عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ لم يسجد في شيء من المفصل منذ تحول إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصل وهذا من الجنس الذي أعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشيء أو سماعه لا من ينكره ويدفعه وأبو هريرة قد أعلم أنه قد رأى النبي ﷺ قد سجد في إذا السماء انشقت واقرأ بسم ربك الذي خلق بعد تحوله إلى المدينة إذ كانت صحبته إياه إنما كان بعد تحول النبي ﷺ إلى المدينة لا قبل 112
560 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخير الحارث بن عبيد محمد بن رافع نا أزهر بن القاسم نا أبو قدامة - وهو الحارث ابن عبيد -
ورواه أبو داود الطيالسي عن الحارث بن عبيد قال حدثنا مطر الوراق عن عكرمة أو غيره عن ابن عباس - 113
باب السجود عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوبة ضد قول بعض أهل الجهل ممن لا يفهم العلم من أهل عصرنا ممن زعم أن السجدة عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوبة غير جائزة
561 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن الشهيد ومحمد بن الأعلى الصنعاني وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قالوا نا المعتمر قال الشهيدي قال: سمعت أبي قال وحدثني بكر عن أبي عن أبي رافع قال:
« صليت مع أبي هريرة صلاة العتمة وقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت له: ما هذه السجدة؟ قال سجدت بها خلف أبي القاسم ﷺ »
وقال الصنعاني: عن أبيه وزاد في آخر الخبر: فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. وقال أبو الأشعث: عن أبيه عن بكر بن عبد الله قال: صليت خلف أبي القاسم فسجد بها فلا أزال أسجد بها حتى ألقى أبا القاسم ﷺ
باب الذكر والدعاء في السجود عند قراءة السجدة
562 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا محمد بن يزيد بن خنيس قال قال لي ابن جريج قال حدثني ابن عباس
« جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فرأيت كأني قرأت سجدة فسجدت فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي فسمعتها - وهي ساجدة - وهي تقول: اللهم اكتب لي عندك بها أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما قبلت من عبدك داود قال ابن عباس: فرأيت رسول الله ﷺ قرأ السجدة ثم سجد فسمعته - وهو ساجد - يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة » 114
563 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن جعفر الحلواني نا محمد بن يزيد بن خنيس قال:
« كان الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد صلى بنا في هذا المسجد - يعني المسجد الحرام - في شهر رمضان فكان يقرأ السجدة فيسجد فيطيل السجود فقيل له في ذلك فقال قال لي ابن جريج: أخبرني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس فذكر نحوه وقال: واحطط عني بها وزرا ولم يقل: اقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود »
قال أبو بكر: وإنما كنت تركت إملاء خبر أبي العالية عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقول في سجود القرآن بالليل: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته لأن بين خالد الحذاء وبين أبي العالية رجل مسمى لم يذكر الرجل عبد الوهاب بن عبد المجيد وخالد بن عبد الله الواسطي 115
564 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار انا عبد الوهاب انا خالد - وهو الحذاء - عن أبي العالية عن عائشة ح وحدثنا أبو بشر الواسطي نا خالد - يعني ابن عبد الله - عن خالد - وهو الحذاء - عن أبي العالية عن عائشة
« غير أن أبا بشر لم يقل: بالليل وزاد: يقول ذلك ثلاث مرات » 116
565 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن علية عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي العالية عن عائشة رضي الله عنها
« مثل حديث بندار غير أنه قال: يقول في السجدة مرارا »
قال أبو بكر: وإنما أمليت هذا الخبر وبينت علته في هذا الوقت مخافة أن يفتن بعض طلاب العلم برواية الثقفي وخالد بن عبد الله فيتوهم أن رواية عبد الوهاب وخالد بن عبد الله صحيحة 117
باب ذكر الدليل على السجود عند قراءة فضيلة لا فريضة
إذ النبي ﷺ سجد وسجد المسلمون معه والمشركون جميعا إلا الرجلين اللذين أرادا الشهرة وقد قرأ زيد بن ثابت عند النبي ﷺ النجم فلم يسجد ولم يأمره عليه السلام ولو كان السجود فريضة لأمره النبي ﷺ بها ولو لم تكن في النجم سجدة كما توهم بعض الناس لعلة هذا الخبر الذي سنذكره إن شاء الله لما سجد النبي