شرح العقيدة الطحاوية/قوله : ( ولا نخوض في الله ، ولا نماري في دين الله )
شرح : يشير الشيخ رحمه الله إلى الكف عن كلام المتكلمين الباطل ، وذم علمهم ، فإنهم يتكلمون في الإله بغير علم وغير سلطان أتاهم .
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} 1 .
وعن أبي حنيفة رحمه الله ، أنه قال : لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات بشيء ، بل يصفه بما وصف به نفسه .
وقال بعضهم : الحق سبحانه يقول : من ألزمته القيام مع أسمائي وصفاتي ألزمته الأدب ، ومن كشفت له حقيقة ذاتي ألزمته العطب ، فاختر الأدب أو العطب . ويشهد لهذا : أنه سبحانه لما كشف للجبل عن ذاته ساخ الجبل وتدكدك ولم يثبت على عظمة الذات .
قال الشبلي : الانبساط بالقول مع الحق ترك الأدب .
وقوله : ولا نماري في دين الله . معناه : لا نخاصم أهل الحق بإلقاء شبهات أهل الأهواء عليهم ، التماساً لامترائهم وميلهم ، لأنه في معنى الدعاء إلى الباطل ، وتلبيس الحق ، وإفساد دين الاسلام .
هامش
- ↑ [النجم:23]