شرح العقيدة الطحاوية/قوله وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: قوله وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة



وأن العشرة الذين سماهم رسول الله وبشرهم بالجنة ، نشهد لهم بالجنة

على ما شهد لهم رسول الله ، وقوله الحق ، وهم . أبو بكر ، و عمر ، و عثمان ، و علي ، و طلحة ، و الزبير ، و سعد ، و سعيد ، و عبد الرحمن بن عوف ، و أبو عبيدة ابن الجراح ، وهو أمين هذه الأمة ، رضي الله عنهم أجمعين .

شرح : تقدم ذكر بعض فضائل الخلفاء الأربعة . ومن فضائل الستة الباقين من العشرة رضي الله عنهم أجمعين : ما رواه مسلم : عن عائشة رضي الله عنها : أرق رسول الله ذات ليلة ، فقال : ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ، قالت : وسمعنا صوت السلاح ، فقال النبي  : من هذا ؟ فقال سعد ابن أبي وقاص : يا رسول الله ، جئت أحرسك - وفي لفظ آخر : وقع في نفسي خوف على رسول الله فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله ثم نام . وفي الصحيحين : أن رسول الله جمع لسعد بن أبي وقاص أبويه يوم أحد ، فقال : ارم ، فداك أبي وأمي . وفي صحيح مسلم ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي يوم أحد قد شلت . وفيه أيضاً عن أبي عثمان النهدي ، قال : لم يبق مع رسول الله في بعض تلك الأيام التي قاتل فيها النبي غير طلحة و سعد . وفي الصحيحين ، واللفظ لمسلم ، عن جابر بن عبد الله قال : ندب رسول الله الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ، ثم ندبهم ، فانتدب الزبير ، فقال النبي  : لكل نبي حواري ، وحواري الزبير وفيهما أيضاً عن الزبير رضي الله عنه ، أن النبي قال : من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم ؟ فانطلقت ، فلما رجعت جمع لي رسول الله أبويه ، فقال : فداك أبي وأمي . وفي صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله  : إن لكل أمة أميناً ، وإن أميننا أيتها الأمة : أبو عبيدة بن الجراح . وفي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان ، قال . جاء أهل نجران إلى النبي ، فقالوا : يا رسول الله ، ابعث إلينا رجلاً أميناً ، فقال : لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حق أمين ، قال : فاستشرف لها الناس ، قال : فبعث أبا عبيدة بن الجراح . وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه ، قال : أشهد على رسول الله أني سمعته يقول : عشرة في الجنة : النبي في الجنة ، و أبو بكر في الجنة ، و طلحة في الجنة ، و عمر في الجنة ، و عثمان في الجنة ، و سعد بن مالك في الجنة ، و عبد الرحمن بن عوف في الجنة ، ولو شئت لسميت العاشر ، قال : فقالوا : من هو ؟ قال : سعيد بن زيد ، وقال . لمشهد رجل منهم مع رسول الله ، يغبر منه وجهه ، خير من عمل أحدكم ، ولو عمر عمر نوح . رواه أبو داود ، و ابن ماجه ، و الترمذي وصححه . ورواه الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف . وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، أن النبي قال : أبو بكر في الجنة ، و عمر في الجنة ، و علي في الجنة ، و عثمان في الجنة ، و طلحة في الجنة ، و الزبير بن العوام في الجنة ، و عبد الرحمن ابن عوف في الجنة ، و سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل في الجنة، و أبو عبيدة بن الجراح في الجنة . رواه الإمام أحمد في مسنده . ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة ، وقدم فيه عثمان على علي ، رضي الله عنهما . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله على حراء ، هو و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير ، فتحركت الصخرة ، فقال رسول الله  : اهدأ ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد . رواه مسلم و الترمذي وغيرهما . وروي من طرق .

وقد اتفق أهل السنة على تعظيم هؤلاء العشرة وتقديمهم ، لما اشتهر من فضائلهم ومناقبهم . ومن أجهل ممن يكره التكلم بلفظ العشرة ، أو فعل شيء يكون عشر! ! لكونهم يبغضون خيار الصحابة ، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة ، وهم يستثنون منهم علياً رضي الله عنه ! فمن العجب : أنهم يوالون لفظ التسعة ! وهم يبغضون التسعة من العشرة ! ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار ، من السابقين الأولين ، الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة ، وكانوا ألفاً وأربعمائة ، وقد رضي الله عنهم . كما قال تعالى : لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة . وثبت في صحيح مسلم ، عن جابر رضي الله عنه ، عن النبي ، أنه قال : لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة . وفي صحيح مسلم أيضاً ، عن جابر : أن غلام حاطب بن أبي بلتعة قال يا رسول الله : ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله  : كذبت ، لا يدخلها ، فإنه شهد بدراً والحديبية . والرافضة يتبرؤون من جمهور هؤلاء ، بل يتبرؤون من سائر أصحاب رسول الله ، إلا من نفر قليل ، نحو بضعة عشر نفراً ! ! ومعلوم أنه لو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس ، لم يهجر هذا الاسم لذلك ، كما أنه سبحانه لما قال : وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون - لم يجب هجر اسم التسعة مطلقاً . بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع من القرآن : تلك عشرة كاملة . وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر . والفجر* وليال عشر . وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، وقال في ليلة القدر : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان . وقال : ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من أيام العشر . يعني عشر ذي الحجة .

والرافضة توالى بدل العشرة المبشرين بالجنة ، إثني عشر إماماً ، أولهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويدعون أنه وصي النبي ، دعوى مجردة عن الدليل ، ثم الحسن رضي الله عنه ، ثم الحسين رضي الله عنه ، ثم علي بن الحسين زين العابدين ، ثم محمد بن علي الباقر ، ثم جعفر بن محمد الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم ، ثم علي بن موسى الرضى ، ثم محمد بن علي الجواد ، ثم علي بن محمد الهادي ، ثم الحسن بن علي العسكري ، ثم محمد بن الحسن ، ويغالون في محبتهم ، ويتجاوزون الحد ! ! ولم يأت ذكر الأئمة الإثني عشر ، إلا على صفة ترد قولهم وتبطله ، وهو ما خرجاه في الصحيحين ، عن جابر بن سمرة ، قال : دخلت مع أبي على النبي ، فسمعته يقول : لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلاً ، ثم تكلم النبي بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال النبي ؟ قال : كلهم من قريش . وفي لفظ : لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة وفي لفظ : لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى إثني عشر خليفة . وكان الأمر كما قال النبي . والإثنا عشر : الخلفاء الراشدون الأربعة ، و معاوية ، وابنه يزيد ، و عبد الملك بن مروان ، وأولاده الأربعة ، وبينهم عمر بن عبد العزيز ، ثم أخذ الأمر في الإنحلال . وعند الرافضة أن أمر الأمة لم يزل في أيام هؤلاء فاسداً منغصاً ، يتولى عليهم الظالمون المعتدون ، بل المنافقون الكافرون ، وأهل الحق أذل من اليهود ! ! وقولهم ظاهر البطلان ، بل لم يزل الإسلام عزيزاً في ازدياد في أيام هؤلاء الإثني عشر .


شرح العقيدة الطحاوية
المقدمة | قوله: (نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له) | (انواع التوحيد الذي دعت إليه الرسل) | قوله: (ولاشيء مثله) | قوله: (ولا شيء يعجزه) | قوله: (ولا إله غيره) | قوله:(قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء) | قوله: ( لايفنى ولايبيد ) | قوله: (ولا يكون إلا ما يريد) | قوله: ( لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام ) | قوله: (ولا يشبهه الأنام) | قوله: (حي لا يموت قيوم لا ينام) | قوله: (خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة) | قوله: (مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة) | قوله: (ما زال بصفاته قديما قبل خلقه) | قوله: (ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بأحداثه البرية استفاد اسم الباري) | قوله: (له معنى الربوبية ولا مربوب، ومعنى الخالق ولا مخلوق) | قوله: (وكما أنه محيي الموتى بعد ما أحيا) | قوله: (ذلك بأنه على كل شيء قدير) | قوله: (خلق الخلق بعلمه) | قوله: ( وقدر لهم أقدارا ) | قوله: ( وضرب لهم آجالا ) | قوله: (ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم) | قوله: (وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته) | قوله: (وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته) | قوله: (يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي، فضلا. ويضل من يشاء، ويخذل ويبتلي، عدلا) | قوله: ( وكلهم يتقلبون في مشيئته، بين فضله وعدله ) | قوله: ( وهو متعال عن الأضداد والأنداد ) | قوله: ( لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره) | قوله: ( آمنا بذلك كله، وأيقنا أن كلا من عنده) | قوله:(وإن محمدا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى) | قوله: (وإنه خاتم الانبياء) | قوله: ( وإمام الاتقياء ) | قوله: ( وسيد المرسلين ) | قوله: (وحبيب رب العالمين) | قوله: (وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى) | قوله:(وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى، بالحق والهدى، وبالنور والضياء) | قوله: (وإن القرآن كلام الله ) | قوله: (ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر) | قوله: (والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية) | قوله:(ولا تثبت قدم الإسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام) | قوله: (فمن رام علم ما حظر عنه علمه) | قوله: (فيتذبذب بين الكفر والإيمان) | قوله:(ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم، أو تأولها بفهم) | قوله: (ومن لم يتوق النفي والتشبيه، زل ولم يصب التنزيه) | قوله: (فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية) | قوله: ( وتعالى عن الحدود والغايات) | قوله: ( والمعراج حق) | قوله:( والحوض - الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته - حق) | قوله: (والشفاعة التي ادخرها لهم حق، كما روي في الأخبار) | قوله: ( والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق ) | قوله: (وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار) | قوله: (وكل ميسر لما خلق له، والأعمال بالخواتيم) | وقوله: (وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه) | قوله: (فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى) | قوله: ( ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قد رقم ) | قوله: ( فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن) | قوله: (وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه) | قوله: (وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه) | قوله:(وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة والإعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته) | قوله:(فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً) | وقوله : ( والعرش والكرسي حق ) | قوله:(وهو مستغن عن العرش وما دونه) | قوله:(ونقول: ان الله اتخذ إبراهيم خليلاً ،وكلم الله موسى تكليماً) | قوله:(ونؤمن بالملائكة والنبيين ،والكتب المنزلة على المرسلين) | قوله:(ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين) | قوله : ( ولا نخوض في الله ، ولا نماري في دين الله ) | قوله:(ولا نجادل في القرآن ، ونشهد أنه كلام رب العالمين) | قوله:(ولا نكفرأحداً من أهل القبلة بذنب ، ما لم يستحله) | قوله ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته | قوله والأمن والإياس ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة | قوله ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه | قوله والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان | تابع قوله والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان | تابع أيضا قوله والإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان | قوله والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن | قوله وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن | قوله والايمان هو الايمان بالله | قوله ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين أحد من رسله | قوله وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون | قوله ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة وعلى من مات منهم | قوله ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً | قوله ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق | قوله ولا نرى السيف على أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا من وجب عليه السيف | قوله ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا | قوله ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة | قوله ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة | قوله ونقول الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه | قوله ونرى المسح على الخفين في السفر والحضر كما جاء في الاثر | قوله والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين | قوله ونؤمن بالكرام الكاتبين فإن الله قد جعلهم علينا حافظين | قوله ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين | قوله وبعذاب القبر لمن كان له أهلاً | قوله ونؤمن بالبعث وجزاء الأعمال يوم القيامة | وقوله والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبداً ولا تبيدان | قوله والاستطاعة التي يجب بها الفعل | قوله وأفعال العباد هي خلق الله وكسب من العباد | قوله ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون ولا يطيقون إلا ماكلفهم | قوله وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم للأموات | قوله والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات | قوله ويملك كل شيء ولا يملكه شيء | قوله والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى | وقوله ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم | قوله ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً لأبي بكر الصديق | قوله ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه | قوله ثم لعثمان رضي الله عنه | قوله ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه | قوله وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون | قوله وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة | قوله ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس | قوله وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر | قوله ولا نفضل أحداً من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام | قوله ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم | قوله ونؤمن بأشراط الساعة | قوله ولا نصدق كاهناً ولا عرافاً ولا من يدعي شيئاً يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة | قوله ونرى الجماعة حقاً وصواباً والفرقة زيغاً وعذاباً | قوله ودين الله في الأرض والسماء واحد وهو دين الإسلام | قوله فهذا ديننا واعتقادنا ظاهراً وباطناً