سنن ابن ماجة/كتاب الزهد/5

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: كتاب الزهد (الحديث 4399 - 4442)




باب ذكر الموت والاستعداد له[عدل]

4399 - حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ : " أكثروا ذكر هاذم اللذات ". يعني الموت.

4400 - حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، أنه قال : كنت مع رسول الله ـ ـ فجاءه رجل من الأنصار فسلم على النبي ـ ـ ثم قال : يا رسول الله أى المؤمنين أفضل قال : " أحسنهم خلقا ". قال فأى المؤمنين أكيس قال : " أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده استعدادا أولئك الأكياس ".

4401 - حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثني ابن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلى، شداد بن أوس قال قال رسول الله ـ ـ : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها ثم تمنى على الله ".

4402 - حدثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، عن ثابت، عن أنس، : أن النبي ـ ـ دخل على شاب وهو في الموت فقال : " كيف تجدك ". قال : أرجو الله يا رسول الله وأخاف ذنوبي. فقال رسول الله ـ ـ : " لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف ".

4403 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ـ ـ قال : " الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال : من هذا فيقولون : فلان. فيقال : مرحبا بالنفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل وإذا كان الرجل السوء قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق. وآخر من شكله أزواج. فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فلا يفتح لها فيقال : من هذا فيقال : فلان. فيقال : لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنها لا تفتح لك أبواب السماء فيرسل بها من السماء ثم تصير إلى القبر ". ثم ذكر الyù

4404 - حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري، وعمر بن شبة بن عبيدة، قالا حدثنا عمر بن علي، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ـ ـ قال : " إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه فتقول الأرض يوم القيامة : رب هذا ما استودعتني ".

4405 - حدثنا يحيى بن خلف أبو سلمة، حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة، أن رسول الله ـ ـ قال : " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ". فقيل له : يا رسول الله كراهية لقاء الله في كراهية لقاء الموت فكلنا يكره الموت قال : " لا إنما ذاك عند موته إذا بشر برحمة الله ومغفرته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإذا بشر بعذاب الله كره لقاء الله وكره الله لقاءه ".

4406 - حدثنا عمران بن موسى الليثي، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال قال رسول الله ـ ـ : " لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا الموت فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ".

باب ذكر القبر والبلى[عدل]

4407 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ : " ليس شىء من الإنسان إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة ".

4408 - حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن معين، حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير، عن هانئ، - مولى عثمان - قال : كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له : تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي من هذا قال إن رسول الله ـ ـ قال : " إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه ". قال وقال رسول الله ـ ـ : " ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه ".

4409 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ـ ـ قال : " إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له : فيم كنت فيقول : كنت في الإسلام. فيقال له : ما هذا الرجل فيقول : محمد رسول الله ـ ـ جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه. فيقال له : هل رأيت الله فيقول : ما ينبغي لأحد أن يرى الله. فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله. ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له : هذا مقعدك. ويقال له : على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله. ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا فيقال له : فيم كنت فيقول : لا أدري. فيقال له : ما هذا الرجل فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلته. فيفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له : انظر إلى ما صرف الله عنك. ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : هذا مقعدك على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ".

4410 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي ـ ـ قال : " {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } قال : نزلت في عذاب القبر يقال له : من ربك فيقول : ربي الله ونبيي محمد فذلك قوله {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ".

4411 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ـ ـ قال : " إذا مات أحدكم عرض على مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى تبعث يوم القيامة ".

4412 - حدثنا سويد بن سعيد، أنبأنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب الأنصاري، أنه أخبره أن أباه كان يحدث أن رسول الله ـ ـ قال : " إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجع إلى جسده يوم يبعث ".

4413 - حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي ـ ـ قال : " إذا أدخل الميت القبر مثلت الشمس له عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول : دعوني أصلي ".

باب ذكر البعث[عدل]

4414 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج، عن عطية، عن أبي سعيد، قال قال رسول الله ـ ـ " إن صاحبى الصور بأيديهما - أو في أيديهما - قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران ".

4415 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال قال رجل من اليهود بسوق المدينة والذي اصطفى موسى على البشر. فرفع رجل من الأنصار يده فلطمه قال تقول هذا وفينا رسول الله ـ ـ فذكر ذلك لرسول الله ـ ـ فقال " قال الله عز وجل {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} فأكون أول من رفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل. ومن قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب ".

4416 - حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، قالا حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني أبي، عن عبيد الله بن مقسم، عن عبد الله بن عمر، قال سمعت رسول الله ـ ـ وهو على المنبر يقول " يأخذ الجبار سمواته وأرضيه بيده - وقبض يده فجعل يقبضها ويبسطها - ثم يقول أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ". قال ويتمايل رسول الله ـ ـ عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شىء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله ـ ـ

4417 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، قال قالت عائشة قلت يا رسول الله كيف يحشر الناس يوم القيامة قال " حفاة عراة ". قلت والنساء قال " والنساء ". قلت يا رسول الله فما يستحيى قال " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ".

4418 - حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن علي بن علي بن رفاعة، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري، قال قال رسول الله ـ ـ " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ".

4419 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عيسى بن يونس، وأبو خالد الأحمر عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ـ ـ {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال " يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه ".

4420 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت سألت رسول الله ـ ـ عن قوله {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات } فأين تكون الناس يومئذ قال " على الصراط ".

4421 - حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، أحد بني ليث - قال - وكان في حجر أبي سعيد قال سمعته - يعني أبا سعيد، - يقول قال رسول الله ـ ـ يقول " يوضع الصراط بين ظهرانى جهنم على حسك كحسك السعدان ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوج به ثم ناج ومحتبس به ومنكوس فيها ".

4422 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، عن حفصة، قالت قال النبي ـ ـ " إني لأرجو ألا يدخل النار أحد إن شاء الله تعالى ممن شهد بدرا والحديبية ". قالت قلت يا رسول الله أليس قد قال الله {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} قال " ألم تسمعيه يقول {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا}.

باب صفة أمة محمد ـ ـ[عدل]

4423 - حدثنا أبو بكر، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ " تردون على غرا محجلين من الوضوء سيماء أمتي ليس لأحد غيرها ".

4424 - حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال كنا مع رسول الله ـ ـ في قبة فقال " أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ". قلنا بلى. قال " أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ". قلنا نعم. قال " والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر ".

4425 - حدثنا أبو كريب، وأحمد بن سنان، قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال قال رسول الله ـ ـ " يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل ويجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة وأكثر من ذلك وأقل فيقال له هل بلغت قومك فيقول نعم. فيدعى قومه فيقال هل بلغكم فيقولون لا. فيقال من شهد لك فيقول محمد وأمته. فتدعى أمة محمد فيقال هل بلغ هذا فيقولون نعم. فيقول وما علمكم بذلك فيقولون أخبرنا نبينا بذلك أن الرسل قد بلغوا فصدقناه. قال فذلكم قوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.

4426 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة الجهني، قال صدرنا مع رسول الله ـ ـ فقال " والذي نفس محمد بيده ما من عبد يؤمن ثم يسدد إلا سلك به في الجنة وأرجو ألا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من ذراريكم مساكن في الجنة ولقد وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ".

4427 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا محمد بن زياد الألهاني، قال سمعت أبا أمامة الباهلي، يقول سمعت رسول الله ـ ـ يقول وعدني ربي سبحانه أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل ".

4428 - حدثنا عيسى بن محمد بن النحاس الرملي، وأيوب بن محمد الرقي، قالا حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال قال رسول الله ـ ـ " نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرها ".

4429 - حدثنا محمد بن خالد بن خداش، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال سمعت رسول الله ـ ـ يقول " إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ".

4430 - حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، حدثنا حسين بن حفص الأصبهاني، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي ـ ـ قال " أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم ".

4431 - حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن ابن عباس، أن النبي ـ ـ قال نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال أين الأمة الأمية ونبيها فنحن الآخرون الأولون ".

4432 - حدثنا جبارة بن المغلس، حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور، عن أبي بردة، عن أبيه، قال قال رسول الله ـ ـ " إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لأمة محمد بالسجود فيسجدون له طويلا ثم يقال ارفعوا رءوسكم قد جعلنا عدتكم فداءكم من النار ".

4433 - حدثنا جبارة بن المغلس، حدثنا كثير بن سليم، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله ـ ـ " إن هذه أمة مرحومة عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال هذا فداؤك من النار ".

باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة[عدل]

4434 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ـ ـ قال " إن لله مائة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق فبها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ".

4435 - حدثنا أبو كريب، وأحمد بن سنان، قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال قال رسول الله ـ ـ " خلق الله عز وجل يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على بعض والطير وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة ".

4436 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ " إن الله عز وجل لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي ".

4437 - حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال مر بي رسول الله ـ ـ وأنا على حمار فقال " يا معاذ هل تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ". قلت الله ورسوله أعلم. قال " فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ".

4438 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إبراهيم بن أعين، حدثنا إسماعيل بن يحيى الشيباني، عن عبد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر، قال كنا مع رسول الله ـ ـ في بعض غزواته فمر بقوم فقال من القوم فقالوا نحن المسلمون. وامرأة تحصب تنورها ومعها ابن لها فإذا ارتفع وهج التنور تنحت به فأتت النبي ـ ـ فقالت أنت رسول الله قال " نعم ". قالت بأبي أنت وأمي أليس الله بأرحم الراحمين قال " بلى ". قالت أوليس الله بأرحم بعباده من الأم بولدها قال " بلى ". قالت فإن الأم لا تلقي ولدها في النار. فأكب رسول الله ـ ـ يبكي ثم رفع رأسه إليها فقال " إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد الذي يتمرد على الله وأبى أن يقول لا إله إلا الله ".

4439 - حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي، حدثنا عمرو بن هاشم، حدثنا ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله ـ ـ " لا يدخل النار إلا شقي ". قيل يا رسول الله ومن الشقي قال " من لم يعمل لله بطاعة ولم يترك له معصية ".

4440 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سهيل بن عبد الله، - أخو حزم القطعي - حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ـ ـ قرأ - أو تلا - هذه الآية {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} فقال " قال الله عز وجل أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله آخر فمن اتقى أن يجعل معي إلها آخر فأنا أهل أن أغفر له ".

4441 - قال أبو الحسن القطان حدثنا إبراهيم بن نصر، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا سهيل بن أبي حزم، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله ـ ـ قال في هذه الآية {هو أهل التقوى وأهل المغفرة } قال رسول الله ـ ـ " قال ربكم أنا أهل أن أتقى فلا يشرك بي غيري وأنا أهل لمن اتقى أن يشرك بي أن أغفر له ".

4442 - حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا الليث، حدثني عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال سمعت عبد الله بن عمرو، يقول قال رسول الله ـ ـ " يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله عز وجل هل تنكر من هذا شيئا فيقول لا يا رب فيقول أظلمتك كتبتي الحافظون ثم يقول ألك عذر ألك حسنة فيهاب الرجل فيقول لا. فيقول بلى إن لك عندنا حسنات وإنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ". قال محمد بن يحيى البطاقة الرقعة وأهل مصر يقولون للرقعة بطاقة