سرى بالمسرات ريح النسيم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سرى بالمسرّات ريح النسيم

​سرى بالمسرّات ريح النسيم​ المؤلف ابن شهاب


سرى بالمسرّات ريح النسيم
وغنَّى الهزار بصوت رخيم
تزخرفت الأرض وازينّت
كأن رباها جنان النعيم
وزهر حدائقها باسم
يمتّعنا بشذاه الشميم
وهشّت قلوب جميع العباد
وخامرها الفرح المستديم
سروراً بيوم زهي به
على التخت يبدو الجبين الوسيم
به يلبس التاج خير الملوك
عثمان رب الفخار الصميم
بنفس تتوق إلى المكرمات
وترغب عن كل مرعى وخيم
فما ثم إلا اكتساب العلا
ومجد وجود ونفع عميم
نهني به التاج وهو الذي
يهنى به كل ملك عظيم
ومن مثل عثمان في بأسه
وحكمته والمقام الفخيم
سيأتي من المجد بالمستحيل
وينتج بالمشرفي العقيم
سما باقتناء العلوم على
تنوّعها فوق كل عليم
أب للرعية شيبانها
وشبانها والرضيع الفطيم
ومدني رجال الحجا والنهى
وطارد كل سفيه أثيم
شديد المراس على المعتدي
رحيم على المجتدي واليتيم
بكفيه ضربان ضرب الطلا
وبالجود يخجل وبل الرذيم
كريم السجايا وهل يلد
الكريم المهذّب إلا الكريم
مليك أبوّته سادة
الملوك وقسطاسها المستقيم
هم الفاتحون فسيح البلاد
ببأس الأسود ورأي الحليم
هم الغر شم الأنوف الأولى
زكا ترب عنصرهم من قديم
إلى صاحب الغار أحسابهم
فلا من ثقيف ولا من تميم
وهذا الخليفة حامي حمى
مراتبهم والكفيل الزعيم
أطال المهيمن أيامه
ودمر أعداءه والخصيم
وقارن بالعز أنجاله
ولا برحوا في النعيم المقيم
بعين عناية باري الورى
وجاه الرسول الأمين الكريم
وها يا ابن محبوب من صادق
المودة والحب دراً نظيم
أطال جواركمُ تاركاً
زعامة أقرانه في تريم
ويطلب من فضلك الإذن في
زيارة قبر الحبيب العظيم
ودونك للتاج تاريخه
ببيت يروق الذكي الفهيم
مليك تولى سعيد كريم
حميد مجيد أمين عليم