سرت قمرا من مسبل الشعر في جنح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح

​سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح​ المؤلف ابن نباتة المصري


سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح
بسفح النقا آهاً على زمن السفح
محجبة لا طعن فيها لعائب
على أنها تمشي فتهتز كالرمح
سقى الله ليلاً صالحت فيه باللقا
فما كان أشهى من لقاءٍ ومن صلح
أسدّ بطول اللثم فاها مخافةً
على ليلتي أن يهجم الثغر بالصبح
ويخطر في وشي الحرير قوامها
ونجم الدجى بالغيظ يعثر في منح
زمان مضى حلوالمراشف والجنى
وعيش تقضى آمن السرب والسرح
ولاعيب في تلك الليالي التي خلت
سوى أنها مرت على الطرف كاللمح
تولى زمان الوصل وانقرض الصبى
فيا عجباً للدهر قرحاً على قرح
سلام على العيش الوريّ زناده
على أنه العيش البريء من القدح
وغانية مثل الحياة أحبها
وان كان في كدّ بها العمر أو كدح
ومما غناني عاذلٌ متنصحٌ
وما الغش الا ما سمعت من النصح
يطوف بسمعي لفظه وهو بارد
وفي القلب ما فيه من الوقد واللفح
و في الخفرات اللاء تغني بلفظها
عن العقد والفرع الاثيث عن الرشح
غزال رعت في الحب أخضر عيشي
لقد أعرض الظبي الاغن عن الطلح
و قد كان لي والدهر فيه وقائع
فلما اجتمعنا آذن الدهر بالصلح
تعشقتها والخد يشبه خدها
أأعشقها والشيب ملتمع اللمح
كأن جفوني اذ تكاثر دمعها
بنان ابن فضل الله متصل المنح
و قائلة ما بال عزمك صابرا
على الفدح في الدنيا على أثر الفدح
فقلت رأيت السمر أقوم ما ترى
إذا صبرت عند النفاق من اللقح
فقالت دع التقليل عنك وقم إلى
نوافج فضل الله في زمن الفرح
و بادر لمحيي الدين تلق شمائلاً
مدربةً لم تدر ما هيئة الشح
فقمت ولكن بعد أن وضح الدجى
و عدت بمشهور الثنا طاهر سمح
يوري زناد الفضل بالمجد والعلى
و لكنه الفعل البريء من القدح
رئيس رأى آمالنا وهي تشتكي
من الدهر أسقاماً فقال لها صحي
يسابق آمال العفاة بضعف ما
تمنت ويمسي في النوال كما يضحي
مغيث الرجا والخوف والذل والخطا
ببذل الندى بالأمن بالجاه بالصفح
اذا وصف المداح بعض صفاته
فماذا بأكباد الاعادي من الشرح
و ان فتح الراوي معاني فخاره
فدع ما رواه آل خاقان للفتح
و لما علا نحو السماء ثناؤه
أتى بالنجوم الزهر والسحب السح
سحائب آلاء تجول على الرجا
و أنجم آراءٍ تدل على النجح
و سعد أفاد الملك أخبية الهنا
و أنحى على أهل المكايد بالذبح
كذلك فليحك النظير نظيره
بغر المعالي والمراشد والمنح
فيا أيها الساعي لشقة شأوه
تنح قصياً لست من ذلك الطرح
و يا أيها البسام بشرا وفضله
يعين على أعوامها الشهب الكلح
فدي لك من لو أن ميعاد جوده
كفرعون لم يحتج لهامان في الصرح
و أنت الذي أغنيت بالرفد يمينهم
و بالغت حتى خلت أنك في مزح
تحيلت في كتم الذي أتت واهب
و هيهات ما للمسك بدّ من النفح
و كم جربت منك الملوك ميامناً
ونصحاً على فقد الميامن والنصح
و غصن يراع يستظل به الورى
ويشهد قتل المارقين بلا جرح
و أنك يا يحيى لتحيي ذوي الرجا
وتحمي من اللأوا وتنجي من القدح
و انك يا يحيى لفائض جعفر
من الوفر تزداد امتلاء على النزح
فلا زال للراجي جناحك موئلا
وضدك للهم المقيم وللبرح
تسامى على المداح قدرك رتبة
فاقصارهم عن مدحه غاية المدح
و كدت لعرفان المكارم لم ترم
بحمد وما حمد السحاب على السح