سبحان مجري الفلك والفلك

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ

​سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ​ المؤلف ابن الرومي


سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
ومُصَوّرِ الإنسانِ والمَلَكِ
إن السعيدَ لمدركٌ دركاً
وأخو الشقاوةِ فهو في الدَّركِ
والشرُّ بين الناسِ مشتركٌ
والخيرُ فيهمْ غير مُشترك
يتقارعونَ الموت عن مُسكٍ
ومع القِراعِ إفاتةُ المُسك
وكفاهُمْ من قتلِ أنفسِهم
باثنين من وضحٍ ومن حلكِ
في الليلِ كافٍ والنهارِ إذا
هرجاهُمُ بمناحس الفلكِ
وإلى الخمودِ مآلُ ذي لهَبٍ
وإلى السكونِ محارُ ذي حَرك
طارَ الحِمامُ وغاص مُقتدراً
فأماتَ حيَّ الطير والسمك
لاتُكذَبنَّ فما لذي نفرٍ
فيها حريمٌ غيرُ مُنتهك
إن الزمانَ إذا غدا فعدا
قتلَ الملوكَ بكلّ مُعترك
ضَعُفَ العوامل في أسنَّتها
ضعفُ المعازل عنه في الفلك
نَسِيَ المتالفَ قلبْ مُنْهَمِكٍ
فما يزاول كل منهمَك
وغدا الرّجالُ على مكاسبهمْ
يتبادرون مطارحَ الشَّبكِ
والعينُ تُبصرُ أين حبَّتُها
لكنها تعمى عن الشَّرك
لذكرتُ هذا الموتَ فارتبكتْ
نفسي هناك أشدَّ مُرتَبك
ماضرَّ ذاكِرهُ وناظرهُ
ألاَّ ينام على سِوى الحسكِ
ياجِبلةً أملاكُها تركٌ
حتَّامَ ذُبُّكُمُ على التّرك