رضينا الظبي من عناق الظبا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

رضينا الظبي من عناق الظبا

​رضينا الظبي من عناق الظبا​ المؤلف الشريف الرضي


رضينا الظبي من عناق الظبا
وضرب الطلا من وصال الطلا
وَلمْ نَرْضَ بالبَأسِ دونَ السّماحِ
ولا بالمحامد دون الجدا
وَقُمْنَا نَجُرّ ذُيُولَ الرّجَا
وَتَرْعَى العُيُونُ بُرُوقَ المُنَى
إلى أنْ ظَفِرْنَا بكَأسِ النّجيـ
ـعِ، فالرّمحُ يشرَبُ حتى انتَشَى
وَمِلْنَا عَلى القُورِ مِنْ نَقْعِنَا
باوسع منها واعلى بنا
وللخيل في ارضنا جولة
تَحَلّلَ عَنْهَا نِطَاقُ الثّرَى
اثرنا عليها صدور الرما
ح يمرح في ظلهن الردى
فجاءت تدفق في جريها
كما افرغت في الحياض الدلا
وليل مررنا بظلمائه
نُضَاوِي كَوَاكِبَهُ بِالظُّبَى
إذا مُدّتِ النّارُ بَاعَ الشُّعاعِ
مددنا اليها ذراع القرى
وَيَوْمٍ تَعَطَّفُ فِيهِ الجِيَا
د تشرق الوانها بالدما
فَمَا بَرِحَتْ حَلْبَةُ السّابِقَا
ت توردنا عفوات المدى
بركض يصدع صدر الوها
دِ، حَتّى تَئِنّ قُلُوبَ الصّفَا
يَلُوذُ بِأبْيَاتِنَا الخَائِفُو
نَ، حَتّى طَرَائِدُ وَحْشِ الفَلاَ
وتصغى لنا فاريات الخطو
ب قواضب ما آجنت بالصدا
يبشرها بعد هماتنا
بان الحمام قريب الخطا
وَجَوٍّ تَقَلَّبُ فيهِ الرّيَا
ح بين الجنوب وبين الصبا
سللنا النواظر في عرضه
فَطَوّلَ مِنْ شأوِها المُنْتَضَى
تصافح منه لحاظ العيون
مَرِيضَ النّسِيمِ أرِيضَ الرُّبَى
وَإنّي عَلى شَغَفِي بالوَقَارِ
احن الى خطرات الصبا
ومما يزهدني في الزمان
ويجذبني عن جميع الورى
اخ ثقف المجد اخلاقه
وَأشْعَرَ أيّامَهُ بالعُلَى
وانكحه بهديّ السنا
وطلقه من قبيح النشا
وَقُورٌ، إذا زَعْزَعَتْهُ الخُصُو
مُ، وَانفَرَجَتْ حَلَقاتُ الحُبَى
اذا هزهز الرمح روّى السنا
نَ، وَاستَمطَرَ السّيفُ هامَ العِدَى
وَمَا هُوَ إلاّ شِهَابُ الظّلا
م صافح لحظي بحسن الرُّوا
يقص ومن غير سهم اصاب
وَيَرْمي، وَمِنْ غَيرِ قَوْسٍ رَمَى
فَغَيْثٌ يُعانِقُني في السّحَابِ
وبدر ينادمني في السما
سَقَاني عَلى القُرْبِ كاسَ الإخَا
ءِ مطلولة بنسيم الصفا
فلله كاس صرعت الهمو
م بسورتها وعقرت الاسا
وسرب تنفره بالرماح
وَوَعْدٍ تَعَفّرُهُ بِالعَطَا
وَمَاءٍ تُصَارِعُهُ بِالرّكَابِ
وجيش تقارعه بالقنا
وَيَوْمٍ تُسَوّدُهُ بِالعَجَاجِ
وَنَادٍ تُبَيّضُهُ بِالنّدَى
سَنَاءٌ تَبَلّدُ عَنْهُ السّمَاءُ
ومجد سها عن مداه السها
بَني خَلَفٍ أنْتُمُ في الزّمَانِ
غيوث العطاء ليوث الوغى
بدور اذا ازدحمت في الظلا
م شمر برديه عنها الدجى
حَرِيّونَ إنْ نُسِبُوا بالسّمَا
حِ، جَرِيّونَ في كُلّ أمرٍ عَرَا
لهم كل يوم الى الغادرين
جمع تقلقل عنه الفضا
حَلَفْتُ بِسابحَةٍ في الفِجَاجِ
تمزج اخفافها بالذرى
وتنهض في صهوات الهجير
بين النعام وبين المها
بخطوٍ يمزق برد الصعيد
وركض يلطم وجه الملا
هَبَبْنَ، وَلَمْ تُغْرِهِنّ الحُداةُ
فقام الهباب مقام الحدا
تَحُطّ رَحَائِلَهَا بالمَقَامِ
وتلقي ازمتها بالصفا
لقد حل ودك من مهجتي
بحَيْثُ يُقِيلُ الأسَى وَالإسَا
وحاشاك ان تستسر الوداد
وَتُرْمِدَ بالهَجْرِ طَرْفَ الهَوَى
لبذل الندى ان ثويت الثوى
وفل العدى ان سريت السرى
رايت عليا يرد الرسيل
حسير القوائم دامي القرى
اذا الركب حط بابوابه
تَنَفّضَ عَنْهُ غُبَارُ النّوَى
وان سلك البر هز الرعا
نَ، حتى يُنَفّرَ ذَوْدَ القَطَا
بِكُلّ مُعَوَّذَةٍ بِالحَدِيـ
ـدِ، إنْ رَوّعَتْهَا نِبَالُ العِدَى
سَأشدُوا بذِكْرِكَ ما استَعبَرَتْ
مَطِيٌّ يُثَلِّمُ فيها الوَجَى
وَأُصْفيكَ وُدّي، وَبَعضُ الرّجا
ل يمزج بالود ماء القلا
يَخبطُ الضّلُوعَ عَلى إحْنَةٍ
ويرعى الاخاء بعين العما
ولما ذكرتك حن الفؤا
د واعتل في مقلتي الكرى
فَلا زِلْتَ في رَقَداتِ النّعِيـ
ـمِ تَهْفُو بِلا مُوقِظٍ مِنْ أذَى
رياض تشق عليك النسيم
وَلَيْلٌ، يَمُجّ عَلَيْكَ الضّحَى