راعتك دنياك من ريع الفؤاد وما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

راعتكَ دُنياكَ من رِيعَ الفؤادُ وما

​راعتكَ دُنياكَ من رِيعَ الفؤادُ وما​ المؤلف أبوالعلاء المعري


راعتكَ دُنياكَ، من رِيعَ الفؤادُ، وما
راعتك في العيش، من حسن المُراعاةُ
كأنّما اليومُ عبدٌ طالبٌ أمَةً
من ليلةٍ، قد أجدّا في المُساعاة
وأمُّكَ السّوءُ لم تحفظك في سببٍ،
لا بل أضاعتكَ أصنافَ الاضاعات
تبني المنازلَ أعمارٌ مُهدَّمةٌ،
من الزّمانِ، بأنفاسٍ وساعات
إن شِئتَ إبليسَ أن تلقاهُ مُنصلتاً
بالسيفِ يضرِبُ، فاعمِدْ للجماعات
تجدْهمُ في أقاويلٍ مخالفةٍ
وجهَ الصّوابِ، وأسرارٍ مُذاعات
يباكرون بألبابٍ، وإن خَلُصَتْ،
معْصِيّةٍ، وبأهواءٍ مُطاعات
قالوا وقلنا، دَعاوٍ ما تُفيدُ لنا
إلا الأذى واختصاماً في المُداعات
تَكسّبَ الناسُ بالأجسام، فامتهنوا
أرواحَهُم بالرّزايا في الصّناعات
وحاولوا الرّزقَ بالأفواه، فاجتهدوا
في جَذب نفعٍ بنظمٍ أو سِجاعات