راح الأصم ووافى الآن شعبان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

راح الأصم ووافى الآن شعبان

​راح الأصم ووافى الآن شعبان​ المؤلف أبو الهدى الصيادي


راح الأصم ووافى الآن شعبان
والقلب باق على ما فيه حيران
أضره سقم الأكدار وا ألمي
بلى لأن ملم الهم ثعبان
والعين يا حسرتا لا زال مدمعها
يجري دما فهو فوق الخد هتان
وغربتي أثقلتني كربة وضنى
وليس لي في ديار الروم أعوان
يبكي علي حسودي حين يعلم بي
فكيف لو شام ما ألقاه خلان
وذاب مني وجودي والفؤاد به
مما ألاقيه إضرام ونيران
يا ويح قلبي من وقت بليت به
إخوانه يعد حذف البعض خوان
صارت معالي الأيادي عندهم سمرا
وأعقب الصدق تزوير وبهتان
أين المرؤة والعهد الصحيح غدت
تلك المعاهد تتلو ذكر من بانوا
كأنها سيرة القوم الألى ومضت
وأنهم وهي لا كانت ولا كانوا
في الدهر موعظة للمرء كافية
إن حل في قلبه فهم وإيمان
مثل الخيال وبل عين الظلال فما
لدار دنيا امرىء ركن وبنيان
أين الأكاسرة الماضون أين بنوا
العليا الذين بها عزوا وما هانوا
أين الملوك وأين المرسلون ومن
ساسوا البلاد بدين والحمى صانوا
ماتوا جميعا كأن الكل ما خلقوا
ولا أعانوا ولا هم للورى عانوا
ولا بمصر ابن يعقوب غدا ملكا
يوما ولا ملك الدنيا سليمان
فإن تفكر رب الذوق معتبرا
نهاه عن همه والغم عرفان
وإن تغلب جيش الكرب منقلبا
عليه واحتاطه ضيق وأحزان
فليس إلا العريض الجاه من شرفت
بعز طينته في العرب عدنان
محمد خير من وافى الوفود له
وأمه لرضا الرحمن ركبان
سر الوجود وبحر الجود والمدد
الممد إن خان أعوان وإخوان
فجر الهداية شمس الرشد كافلنا
لدى الحساب إذا ما قام ميزان
أبو البتول الرسول الهاشمي ومن
له على الخلق أفضال وإحسان
أصل البرية فيما صح عن سبب
لولاه ما كان في الأكوان إنسان
جد الحسين الذي جاز السما وسما
له على الرفرف المرفوع ديوان
صدر الرسالة إنسان الدلالة من
بدا بمظهره للدين برهان
وقام من شأنه في الخافقين لإعلاء
الشريعة رغم الخصم سلطان
وجاء بالمعجزات الزهر فانفصمت
عرى الضلال وأفنى الجهل قرآن
ومهد الدين والأخلاق فاندرست
من عصبة الغي أخلاق وأديان
ومن أقام عنادا في الضلالة لا
يشك في أن ما ألفاه بطلان
ألله أكبر إن الفضل ما شهدت
به الأعادي وما للحق خذلان
تلك الحنيفة السمحاء شيدها
أبو البتول وتم العز والشان
فالحمد لله ربح الدين حصتنا
وللجحود القبيح الحظ خسران
طبنا بنفحة من طاب الوجود به
ونال منه الهدى عجم وعربان
صلى عليه وإله العرش ما دفع
الأدناس عن حزبه المنصور فرقان
وآله والصحاب الغر ما تليت
آياته وانجلى نشر وميزان