راجعت بعد الجهل حجرا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

راجعتُ بعد الجهل حِجْراً

​راجعتُ بعد الجهل حِجْراً​ المؤلف ابن الرومي


راجعتُ بعد الجهل حِجْراً
وأطلعتُ زاجرةً وزَجرا
ومن الحوادث أنْ نَسْ
كت وقد صَحِبتُ الفتك عَصْرا
ورأيتُ ما تُجري عليْ
يَ أحقَّ بي عَقِباً وصَدرا
ووجدتُ عيشي في اللئا
م أعفّ لي وأخفَّ وِزرا
فقصدتُ ربحاً حاضراً
ورَفضْت أمراً كان خُسراً
أغلقتُ حانوتي لطو
ل كساده وفتحتُ عَمْرا
فأفادني فتحي لهُ
جاهاً ومعروفاً وقدرا
يا طيلسانَ الحَمْدويْ
ي لقد شُفِعْتَ وكنتَ وِترا
عمروٌ أخوك أصَبْتُهُ
لي مكسباً فأفدتُ وَفرا
كالحمدويِّ وكسبِهِ
بل ثروة فينا وذكرى
لا تبعَدْن من صاحبي
ن نَفيتُما ضعة وَفقرا
يا عمرُو صبراً للقِصا
صِ بما جنيتَ عليَّ صبرا
بل كلْ هنيئاً كسب أن
فِك قد منحتُك منه شطرا
لك شطرُ كسبي كلما
حبَّرتُ في الخرطوم شِعرا
أحبيتُ منك بحيلتي
لك مستَغلاً كان قبرا
فاشكر شريكك إذ جزى
عُرفاً وقد أسديتَ نكرا
وسلِ المُفنَّد في هجا
ئك هل ظلمتُ الحق سرا
أم هل أسأتُ إليك في
أمرٍ وقد أحييتَ أمرا
صادفتُ ذكرك كالسَّرا
ر فقلتُ فيك فصار بدرا
نوَّهتُ باسمك مُحسناً
بعد الخمول ألا فشكرا
واعذِرْ أخاك وإن فحصْ
ت فما أراك الفحص غدرا
وإذا سمعتَ هجاءَهُ
فاجعلْ وقارك ثمَّ وقرا
فعساك إن لم تكتسب
مجداً ستكسِب ثمّ أجرا
لم يُحرزِ القصباتِ مَن
لم يحتمل جَدعاً وعَقرا
ولئن فطِنتَ لتُحسنَنْ
نَ بحُجة جحداً وكُفرا
ما حُجَّتي إن قلتَ لي
قلْ لي متى أُعدمت فخرا
ما كنتُ سراً قطّ بل
ما زلتُ بالخُرطوم جهرا
حسبي بأنفي دون شع
رك مفخراً ضخماً وذُخرا
ما زال خرطومي وفَيْ
ياً لي غنىً لي عنك دهرا
كم أكسباني قبل شع
رك وُزَّناً بيضاً وصُفرا
كم وقفة لي قد حشَرْ
تُ بها جموع الناس حشرا
أنا فيلَ ربي لم أزل
لهْواً لإخواني وسُخرا
والقَسُّ فيَّالي فكم
أكسبتُهُ جَذرا وجُدرا
كم قد فتنتُ بمنظري
شمطاءَ عانسةً وبكرا
يَجبي الدراهم بي ويج
بي تارةً زَيتاً وخمرا
مالي هنالك حجةٌ
يا عمرو فاللَّهم غَفرا
لا تلحينِّي إن جعل
تُك للجَدا كلباً وصقرا