دعـوا قلبـي وذكراهـا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

دعـوا قلبـي وذكراهـا

​دعـوا قلبـي وذكراهـا​ المؤلف ابن شيخان السالمي


دعـوا قلبـي وذكراهـا
فـإن القلـبَ يهـواهـا
فتـاة تنعـش الأحـشـا
بطلعتـهـا ومـرآهــا
رأتها الشمس فاستتـرت
حيـاءً مـن محيَّـاهـا
وعلّمتِ الظِبـاء الغِيـد
لفتتـهـا وممـشـاهـا
يقول البحـر إذ بسمـت
أدُرِّي أم ثـنـايـاهــا
وشكَّ البرق فـي إيمـا
ضه هل أثغـرت فاهـا
غزالـة رملـةٍ والـقـل
ب مطلعهـا ومرعاهـا
مُمَلَّكـةٌ بعـرش الحـس
ن والأحشـا رعاياهـا
تفيـض دموعنـا وقلـو
بنـا لهـوى مسمـاهـا
فـلا عجـب إذا عينـي
جـرت شوقـاً للقيَاهـا
غدت تجري وباسـم الله
مجـراهـا ومرسـاهـا
كما تجري يـد الشيـخ
ابن مقرن في عطاياهـا
تفيـض يـداه أمــوالاً
وفيض السيـل أمواهـا
صفات الشيـخ سلطـان
تضـوَّع مسـك ريَّاهـا
وحيد لم نجد فـي فـض
لـه المشهـور أشباهـا
فكم من خطةٍ في الفضل
ماتـت ثــم أحيـاهـا
له فـي صفحـة الدهـر
محاسـن قـد قرأناهـا
وتُبدي الأرض مثل البحر
درّاً مــن خبـايـاهـا
لـه طـول بـاخـراج
المحامد مـن زواياهـا
ومـعـرفـة لـدنـيـاه
بنعمـاهـا وبؤسـاهـا
فيشكرهـا ولا يشـكـو
إلـى خلـق جنايـاهـا
تيقـن إنَّ مـا يجـري
فمـن تقديـر مـولاهـا
ونفس الحر تبقـى فـي
نفاستـهـا وعلـيـاهـا
وما كـل النفـوس مـن
الزمان تبيـح شكواهـا
وكم نفس تمـوت أسـىً
ولـم تعلـم خفايـاهـا
وحُـبّ المـرء للدنـيـا
يجـر عليـه بلـواهـا
وزهد المرء فـي الدنيـا
يَقِيـهِ مــن بلايـاهـا
وجل النـاس مشغـوف
بزهرتهـا وخَضـراهـا
ورؤيتهـا وإن عــزَّت
تمـر كمثـل رؤيـاهـا
أيا سلطـان أنـت بهَـا
خبيـر فـي قضاياهـا
فـدم بسلامـةٍ وكــرا
مـةٍ تسمـو بمرقـاهـا
وحل الشيخ مقـرن مـن
سمـاء المجـد أعلاهـا
ولا زلـتـم بأطـيـب
عيشةٍ كملـت وأهناهـا