خلقت على مرادي واقتراحي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

خلقت على مرادي واقتراحي

​خلقت على مرادي واقتراحي​ المؤلف ابن نباتة المصري


خلقت على مرادي واقتراحي
فذكرك حضرتي في وقت راحي
ولى من طرة لك أو جبين
شجون في المساء وفي الصباح
بروحي أنت ذو جفن كليل
وعيني منه دامية الجراح
غزالي جفنه وشكا فتورا
فوا حرباه من شاكي السلاح
و تياه سمحت له بدمع
يرى أن السماح من الرباح
و مالي لا أسيل اجاج دمعي
على عذب بمبسمه قراح
يحمر أوجه الكاسات هزؤا
ويضحك في الرياض على الأقاحي
أقمت به على نيران برح
فما لي كابن قيس من براح
سقى صوب الحيا زمناً أقامت
عليه صبابتي ومحاه ماح
و كاسات أشد يدي عليها
مخافة أن تطير من الجماح
صفت فصفا الزمان وبشرتنا
فحلق درع بشراها النواحي
و قد كال النديم بها نضارا
علمنا أنها داعي السماح
بكف مزركش الاصداغ تهوى
لقبلتها وجوه للملاح
عشوت لكأسه لا للثريا
ونسر الشهب خفاق الجناح
كأني قد سلبت الديك عيناً
فثار من المنام الى الصباح
كأني قد حملت على همومي
بها رايات لهوٍ وانشراح
كأني اذ صحا بالمحل أفقي
رأيت لقا الليالي غير ماح
إذا أبصرت جدا من زمان
فخالطه بشيء من مزاح
و ليل ظلت فيه لفرط عزمي
كأن الشهب من شرر اقتداحي
و موحشة المفاوز في رباها
طغت إبلي وسلن مع البطاح
أرشح ذا الخمائل مشمعلاً
بها وأحيد عن ذات الوشاح
لعز أو لوفر أجتنيه
على وفق احتياجي واجتياحي
علي بها السرى وعلى أيادي
بني الفاروق إدراك النجاح
بني فضل الإله اذا أجيلت
غداة المحل أيسار القداح
نجوم العلم أنواء العطايا
جياد السبق آساد الكفاح
لآلي السلك في نسب نظيم
ودعنا من أنابيب الرماح
لأحمدهم منا هي الحمد عنهم
فيا كرم اختتام وافتتاح
أخو الاغضاء عن تقصير مثن
وفي طلب العلاءِ أخو الطماح
و ذو الجود الذي يروي عطاء
لطالب راحتيه عن رباح
و ذو القلم الذي ان قال أغني
عن استسماع قعقعة السلاح
سويد القلب قلب العيش منه
وإلا فهو قادمة الجناح
فطوراً فائض العذب المهنى
وطوراً فائض السم الذباح
أبا العباس قد حفظت ثغور
برأيك فهي باسمة النواحي
تسوّك بالقنا مما حبتها
بزاتك أو تمضمض بالصفاح
و سامي الملك منك شهاب عزم
كفى المّراد قبل الالتماح
و ذا همم اذا ضلت سيوف
تنادي الجيش حيّ على الفلاح
حللت بواديي مصر وشامٍ
محلّ النيل والسحب الدلاح
يمين مكارم أو صدر سر
مليّ بالمصون وبالمباح
و أغرقت ابن بحر في بيان
أطاف به على لجج فساح
بيان جوهري الوصف تروي
عوالي الحرب منه عن الصحاح
و أن النرجس الحاكيك لفظاً
لينبي عن عيون رباً وقاح
و أن لراحتيك على الغوادي
فخاراً ما عليه من جناح
فؤاد البرق منه في التهاب
ووجه الدجن منه في افتضاح
أمالك رتبة العليا بلفظٍ
متين قوًى وأخلاق سجاح
و باعث فكرتي سيما جبين
حمدت به السرى عند الصباح
عطفت علي في زمن حرون
وجدت برغم أيام شحاح
و قربني جنابك بعد بعدٍ
ونهنه حاسدي بعد الجماح
و نطقني نداك وكنت حجلاً
فصرت اليوم أنطق من وشاح
اليك حسانَ شعر لم تعرها
ولا أحوجتها حظ القباح
من اللاتي زكت نسباً ورقت
عليك شمائل الخود الرداح
نزحت كلا الندى والعلم بحراً
فأخرجنا لآلي الإمتداح