خطبة النبي ص وآله في إستقبال شهر رمضان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قال الشيخ محمد بن علي بن الحسين المعروف بالصدوق : "حدثنا محمد بن بكر بن النقاش وأحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه الباقر محمد بن علي عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام قال : إن رسول الله ( ص ) خطبنا ذات يوم فقال : أيها الناس انه اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هوعند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات وشهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عباده وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب فاسألوا الله ربكم بنيات صادقه وقلوب طاهره ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضوا عما لا يحل الاستماع إليه استماعكم وتحننوا على أيتام الناس كما يتحنن على أيتامكم وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده يجيبهم ناجوه ويلبيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه أيها الناس ان أنفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم وظهوركم ثقيله من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم واعلموا ان الله تعالى ذكره أقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبه ومغفرة لما مضى من ذنوبه فقيل له : يا رسول الله ليس كلنا يقدر على ذلك فقال ( ص ) : اتقوا النار ولو بشق تمره اتقوا النار ولو بشربه من ماء أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازا على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ومن كف فيه شره كفف عنه غضبه يوم يلقاه ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل اجر من ختم القرآن في غيره من الشهور أيها الناس ان أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحه فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم وأبواب النيران مغلقه فاسألوا ربكم ان لا يفتحها عليكم والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم قال أميرالمؤمنين عليه السلام فقمت فقلت : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل ثم بكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : ياعلي ابكى لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلى لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربه على قرنك فخضب منها لحيتك قال أمير المؤمنين عليه السلام : فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامه من ديني ؟ فقال : ( ص ) في سلامه من دينك ثم قال : يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني لأنك منى كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي ان الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي يا علي أنت وصيي وأبو ولدى وزوج ابنتي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتى امرك امرى ونهيك نهيي أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية انك لحجه الله على خلقه وأمينه على سره وخليفته على عباده ."