حييا دون الكثيب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

حَيّيَا دُونَ الكَثِيبِ

​حَيّيَا دُونَ الكَثِيبِ​ المؤلف الشريف الرضي


حَيّيَا، دُونَ الكَثِيبِ
مَرْتَعَ الظّبْيِ الرّبِيبِ
وَاسألاني عَنْ قَرِيبٍ
في الهوى غير قريب
وَارِدٍ مَاءَ عَيُونٍ
مُصْطَلٍ نَارَ قُلوبِ
وقفه بالربع أقوى
بَينَ أعْقَادِ الكَثِيبِ
وعفا اليوم على كر
يْ قطار وجنوب
بِسَوَافي التُّرُبِ البَا
رح والترب الغريب
وَالّذِي بِالرَّبْعِ مِنْ بُعْـ
ـدِهِمُ بَعْضُ الّذِي بي
واحبسا الركب على حا
جة ذي القلب الطروب
مُسْتَهَامٌ دَلّهُ الشّوْ
قُ عَلى دارِ الحَبِيبِ
موقف ميز للركب
برياً من مريب
يا غزال الرمل قلبي
بَاقِياً مَا اختَلَفَ النّوْ
هل سبيل لي الى را
حة قلب من وجيب
نَظْرَةً يَمْلِكُهَا الطّرْ
ف على عين الرقيب
ما لقائي من عدوي
كلقائي من مشيب
مُوقِدٍ نَاراً أضَاءَتْ
فوق فوديَّ عيوبي
وبياض هو عند
ـبِيضِ مِنْ شَرّ ذُنُوبي
يَا قِوَامَ الدّينِ وَالقَا
ئم من دون الخطوب
وَالّذِي يَدْعُو النّدَى مِنْـ
منه بداع مستجيب
وَمُغَطّي الذّنْبِ بِالعَفْـ
ـوِ وَكَشّافَ الكُرُوبِ
بيديه ركدة السلــ
ـمِ، وَزَلْزَالُ الحُرُوبِ
قُرِعَتْ مِنْ عُودِهِ الأعْـ
داء بالنبع الصليب
بمهيب البشر في المحــ
ـفِلِ مَرْجُوِّ القُطُوبِ
قَائِدِ الخَيْلِ تَسَاقَى
بِدَمِ الطّعْنِ الصّبِيبِ
كل احوى عاقص بالــ
دم اطراف السبيب
من رجال اسفروا با
لطول ايام الشحوب
كثروا مجداً وطابوا
مِنْ نَجِيبٍ، فَنَجيبِ
وترى الحي سواهم
مُكْثِراً غَيرَ مَطِيبِ
رب غاو طرق المــ
جد طروق المستريب
سَاوَرَ الأمْرَ، وَلَمْ
م يعلم باسرار الغيوب
ظُلّةٌ يَسْلُكُ مِنْهَا
لَقَماً غَيْرَ رَكُوبِ
أبَداً يَدْحُو بِهِ الغَيّ
ـغي الى الامر المريب
سار والامات يعدد
ن له شق الجيوب
يُسْلِفُ الدّمْعَ، يَقِيناً
بِرَدَى اليَوْمِ العَصِيبِ
شامها وانصاع محــ
لَ عُرَى القَلْبِ النّخيبِ
مرهق الوقفة لا
يغمز ساقا من لغوب
طارحاً منخرق الــ
ـلِ إلى جُولِ القَلِيبِ
مزق الجلد يرى الــ
ـبُ مِنَ الجُرْحِ الرّغِيبِ
ناجياً منقلب الا بغــ
ـغَثِ مِنْ بَازٍ طَلُوبِ
يَوْمَ لا يَثْبُتُ وَجْهٌ
من كلوم وندوب
نَغَرَتْ قِدْرُ المَنَايَا
من اوار ولهيب
تقذف الموت اذا
حُشّ لَظَاهَا بالكُعُوبِ
اخْسَئي يَا نُوَبَ الأيّا
يام ما عشت وخيبي
وارجعي ناصلة الا
ظفار بيضاء النيوب
عَجَباً كَيْفَ تَطَاوَلْـ
لت الى الليث المهيب
وَإلى طَوْدٍ مِنَ العِزّ
ةِ مِزْلاقِ الجُنُوبِ
ظهر صعب يقص الرا
كِبَ مِنْ قَبْلِ الرّكُوبِ
كَمْ لَبِسْتُ الطَّوْلَ منكمْ
بدل البرد القشيب
نِعَمٌ كَالمُزْنِ نَقّطْـ
ثرى الروض الغريب
نافحات بنسيم
سافيات بذنوب
كل يوم انا منها
بَيْنَ داعٍ وَمُجِيبِ
انج من روعات ايا
مٍ وَغارَاتِ خُطُوبِ
باقياً منا اختلف النو
ر على الغصن الرطيب
هزة الريح سليما
مِنْ وُصُومٍ وَعُيُوبِ
لا لَقَاكَ الخَطْبُ إلاّ
رَامِياً غَيْرَ مُصِيبِ
كُلّمَا أفْنَيْتَ عَقْباً
جَاءَ دَهْرٌ بِعَقِيبِ
مهرجان عاد ألما
مَ مُحِبٍّ بِحَبِيبِ
وَافِداً جَاءَ مِنَ الإقْـ
في زور غريب
إن ريب الدهر أمسي
لَكَ مَأمُونَ المَغِيبِ
هَلْ لِداءٍ بَينَ جِسْمٍ
وَفُؤادٍ مِنْ طَبِيبِ
هُوَ في الأجْسَامِ مِنكُمْ
وهو منا في القلوب
يَا طُلُوعَ البَدْرِ! لا
نَالَكَ مَحذُورُ الغُرُوبِ