جرى الناس مجرى واحدا في طباعهم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

جرى النّاسُ مجرًى واحداً في طِباعهم

​جرى النّاسُ مجرًى واحداً في طِباعهم​ المؤلف أبوالعلاء المعري


جرى النّاسُ مجرًى واحداً، في طِباعهم،
فلم يُرْزَقِ التّهذيبَ أُنثَى ولا فحلُ
أرى الأرْيَ، تَغشاهُ الخطوبُ، فينثني
مُمِرّاً، فهل شاهدْتَ من مَقِرٍ يحلو؟
وبينَ بني حَوّاءَ، والخَلقِ كلّهِ،
شرورٌ، فَما هذي العداوةُ والذَّحلُ؟
تَقِ اللَّهَ، حتى في جنى النّحلِ شُرْتَه،
فَما جَمَعتْ إلاّ لأنفُسِها النّحل
وَإن خِفتَ من رَبٍّ، فلا تَرْجُ عارِضاً
من المُزنِ، تهوى أن يزولَ به المَحل
فهل علِمَتْ وجناءُ، والبرُّ يُبتَغى
عليها، فتُزْهى أن يُشَدّ بها الرّحل؟